مرايا وشظايا: « جمهورية الثقافة» تحررّنا من «جمهورية الحمقى»

إن قال العظيم نيلسون مانديلا «لا يوجد بلد يمكن أن يتطور حقا ما لم يتم تثقيف مواطنيه» فإن البرنامج الثقافي «جمهورية الثقافة» على قناة الوطنية الأولى جاء لينتصر لصوت الفكر وليعلي منطق العقل وليعيد أهل الفن والثقافة إلى الواجهة التي هم بها أحق وأجدر في بناء الجمهورية الثانية.

في البرنامج الثقافي الحواري «جمهورية الثقافة» من تقديم وإعداد الدكتور والإعلامي عبد الحليم المسعودي تقترح التلفزة الوطنية على مشاهديها من الاثنين إلى الخميس رحلة في «الإمتاع والمؤانسة»على أجنحة التأمل والتبصر والتدبر في مناقشة القضايا الجادة في الفضاء العام دون قيد أو شرط بعيون المثقفين وبمنظار الفنانين في إعلاء لصوت المثقف بعد طول تغييب وتهميش بمنحه المصدح للمساهمة في تأسيس الجمهورية بكل ما تحمله من معاني والتزامات، حقوق وواجبات، تشخيص وعلاج...
وفي فلك عدد من قضايا الوطن التي يتماهي فيها الثقافي بالسياسي بالاجتماعي ...سبحت الحلقات الأولى من «جمهورية الثقافة» لتلامس مواضيع من الواقع ومن نبض الشارع على غرار: صورة التونسي اليوم، التوبة، العنف، العنصرية ...
وأنت تطرق أبواب «جمهورية الثقافة «لا تحتاج إلى انتعال حذاء رياضي لتسارع الركض والفرار متى لم تعجبك الإقامة بأرض الديار، كما لا تحتاج إلى الالتحاف برداء الحذر والسفر متى لم يرق لك المكوث بهذه الرياض... ففي «جمهورية الثقافة» يحلو المقام وتهنأ الاستراحة على ضفاف البحث والفحص والتدقيق وإعمال العقل.

حين تقصدون ربوع «جمهورية الثقافة» فـ»ادخولوها بسلام آمنين» دون خوف من إضاعة الوقت في سفاسف الأمور ودون ضجر من «ثرثرة عقيمة تلتهم لحظات العمر..واستعدوا لمتعة رائقة وهادئة يهدهدها الفكر والطرح العميق في خطاب العقل إلى العقل دون تعقيد على أصحاب الفكر البسيط ودون السقوط في فح الابتذال وثقافة «البوز» الرخيصة ...

في «جمهورية الثقافة» يتربع أهل الفن والثقافة على منصة الاحترام والتقدير في تعطش لسماع آرائهم والاستئناس بقراءتهم دون استنقاص من قيمتهم وجرّهم إلى سرك «المهرّجين»...
في «جمهورية الثقافة» ليس المهم إرضاء كل الأذواق، بل الأهمّ امتلاك شجاعة المبادرة حتى ولو أثارت النقاش والجدل... فعلينا أن نتعظ من دروس الماضي التي أثبتت بالدليل والبرهان أن تهميش الثقافة وتقزيم دور المثقف يقدم الفرصة على طبق من ذهب للفكر

المتطرف في السيطرة على الفضاء العام وتفريخ ثقافة التشدد الرافضة لكل اختلاف...
كم نحن في حاجة إلى «جمهورية الثقافة» لتحررنا من «جمهورية الحمقى» (إصدار جديد لعبد الحليم المسعودي)، كم نحن في حاجة إلى مبدعينا، إلى مثقفينا، إلى فنانينا، إلى مفكرينا ... ونحن ننظم قصيد الوطن وننضد بيت البلد حتى تكون لنا الأرض والحياة !

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115