في اختتام مهرجان ذبذبات الصحراء بقبلي «لنحتفل بالسلام»: «صهيل» نبش في سيرة وإبداع الشاعر أحمد البرغوثي

اختتمت ليلة الاحد 26 فيفري 2017 بمدينة قبلي فعاليات مهرجان ذبذبات الصحراء تحت شعار «لنحتفل بالسلام» وهي تظاهرة سياحية وثقافية بادرت الى تنظيمها جمعية الاعلام والتنشيط الشبابي وإذاعة نفزاوة اف ام بقبلي بالتعاون وبدعم من السلطة الجهوية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وعدد من الوزارات.

دورة اولى لمهرجان كان حلما لعدد من المهتمين بالثقافة وبدأت تتبلور الفكرة والتخطيط منذ ثلاث سنوات لتتوفر شروط قيام هذه التظاهرة خلال الاشهر الماضية..المنظمون اختاروا فضاء مفتوحا لإقامة مختلف الفعاليات قرب جبل طباقة والطريق الحزامية دوز - قبلي في المدخل الشمالي للمدينة وتمت أشغال تهيئته وتجهيزه ليستقبل جمهورا متعطشا لمثل هذه التظاهرات وكان الافتتاح بعد منتصف نهار السبت 25 فيفري من خلال معرض لخصوصيات الجهة خاصة في الصناعات التقليدية ، أما الافتتاح الرسمي فكان بكلمة اولى لمدير المهرجان فهمي البليداوي أكد فيها على ان المهرجان ينطلق من ارض الحضارات و السلام ..من جبل طباقة والنسخة الاولى جعلتنا نتوحد لاجل الثقافة والحياة، في حين استهل والي قبلي كلمته بـ«على هذه الأرض ما يستحق الحياة...» للشاعر الراحل محمود درويش ..تونس ستظل شامخة بعزم ابنائها وبناتها..من ارض السلام والتقاء الحضارات وبفضل الشباب نوجه رسالة خفيفة قصيرة مفادها ان هذه الارض ستبقى مرتع السلام والحب.. ليكون الموعد مع تحية العلم ورسالة سلام اختزلت مطالب الجهة الملحة في قطاعات الصحة والفلاحة والتعليم دون التطرق لمطلب ثقافي جدّ ملح مركز الفنون الدرامية والركحية الذي بقي معلّقا ،هذا وأثث كورال قبلي المشكل من العديد من التلاميذ مثلوا عددا من المؤسسات التربوية وتحت قيادة الفنان بولبابة كارم، وصلة مطولة من الاغاني الوطنية على غرار «موطني» و «بني وطني»..

تواصلت الفعاليات مع حوار حول ثقافة اعلامية جديدة تنشر رسالة سلام وتسامح، أما السهرة فكانت شبابية واثثها مغني الراب «ديدجي دانجر».. وانطلقت فعاليات اليوم الثاني الاحد بمحطة تحت عنوان «ميترو» حيث تحول ضيوف المهرجان في رحلة سياحية وثقافية اكتشفت بعضا من كنوز الجهة في علاقة بالتراث والتاريخ : قبلي القديمة ،بشني بمعتمدية الفوار والبليدات بقبلي الجنوبية ..فعاليات متنوعة مساء من عرض «شباب يحتفل للسلام» ورسائل ايجابية بالغناء والرقص والموسيقى... غنى فيها عدد من شباب قبلي الحالم بثقافة الحياة كذلك سيرك الالعاب البهلوانية والعروض الفرجوية بالإضافة للرياضة ومحطة «سبور شو»..

مهرجان نوعي مختلف عن المستهلك و المجتر
غاص العرض الفرجوي الخاص بذبذبات الصحراء «صهيل» الذي انطلق على الساعة السادسة مساء، في سيرة وإبداع أحد أعلام الشعر الشعبي في تونس الراحل أحمد البرغوثي.. «صهيل» بحث في النشاة وعلاقة أحمد بابيه الشاعر والملهم، بوالدته، بالمكان... مواقف الشخصيتين من القضايا الوطنية وفي مقدمتها الاستعمار الفرنسي كذلك مختلف الاغراض الشعرية ووفاة الاب وتاثيرها على احمد البرغوثي والمرثية الكبرى... لوحات بعثت في ختام العرض رسالة سلام.. نص وصياغة شعرية لـ «صهيل» للشاعر عبد المجيد البرغوثي واخراج بسام بن حمادي ومعالجة درامية بعث في النص روحا للمخرج منذر العابد، كذلك مشاركة عدد من الفنانين في الموسيقى والشعر.. عمل ابداعي نفض الغبار عن الكثير من الجوانب في سيرة وابداع الشاعر الراحل أحمد البرغوثي كانت غائبة حتى لدى أقرب المقربين لهذا الشاعر، هذا واختتمت فعاليات مهرجان ذبذبات الصحراء بسهرة فنية شبابية وشعبية كبرى...

ذبذبات الصحراء بقبلي هو مولود ثقافي شبابي جديد يضاف إلى ولاية قبلي وهو مهرجان نوعي و له خصوصية و مختلف كثيرا عن المستهلك والمجتر من المشهد الثقافي المزمن...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115