العرض الأول للمسرحية الحلال «الرهوط».. لا مساس بالمقدسات ولا بهيبة الدولة: «نحن الوطن ... إن متنا فماذا يبقى ... يبقى التراب والعفن»

ماهو الوطن؟ ما هي الحرية؟ ما معنى كلمة «انسان؟ و ماهو مفهوم الحق؟ و الواجب؟ هل الوطن نحن؟ام الوطن هم؟ ام كلانا يمثل الوطن؟ هل الوطن موجود؟ام هو مجرد شعار حتى اشعار آخر اين هي الحقوق اهي موجودة ام هي الاخرى كلمات

رنانة وسجع وطباق سيغري الاذن قبل القلب؟ ماهو المسرح؟ ما الفن؟ اهو فعل ناقد ساخر موجع ام مجرد التزام بقواعد و ممنوعات « ممنوع النقد، ممنوع المس بالمقدسات، ممنوع الاشارة الى الدين، ممنوع الحديث عن الرئاسة وممنوع المس من هيبة الدولة»، ماذا لو صعد المواطن على الركح؟ اسئلة كثيرة طرحها عماد المي في عمله الجديد «الرهوط».

«الرهوط، تمارين في المواطنة» مسرحية نقدية ساخرة، تفكك السائد وتقوض نظرتنا للمقدس والقدسي، عمل قدم فيه عماد المي بحثا جديدا عن المواطنة ونظرية مخالفة للوطن، هي نداء عاجل من اجل الانسان ودعوة للتحابب، مسرحية نص واخراج عماد المي وتمثيل وليد بن عبد السلام وعبد القادر بن سعيد وعلي بن سعيد و غسان الغضاب ومنى التلمودي وامنة الكوكي وموسيقى لزيد عبد الكافي والاضاءة لتوتي وملابس عبد السلام الجمل.

الحق...الحرية...الوطن، المواطنة... شعارات حتى إشعار آخر
ست ممثلين يستقبلون الجمهور منذ الباب الخارجي، جميعهم يلبس اللون الاسود، يحادثون الداخلين يثّمنون الحضور ويشكرون البعض الآخر منذ البدء يتساءل المتفرج لم الممثلين في الخارج يشاركوننا الصف والحديث، لمدة ربع ساعة يساعدونك على ايجاد مقعد شاغر يجوبون ارجاء القاعة يتبادلون الحديث مع صديق وينقدون موقفا، وفجاة يصعد اربعة الى الركح وتكون شارة بداية العمل بحوار الثنائي غسان الغضاب وعلي بن سعيد

«جئتــم، لمشـــاهدة عرض مسرحي، بعضكم جاء ليستمتع بحسن الاداء وبعضكم جاء لتذوق عذب الكلام والسجع والنص الجميل وبعضكم جاء لمشاهدة بعض فصول الحياة، بعضكم جاء للفرجة في حركة الممثلين..ولكن جميعكم جئتم لنسيان هموم الواقع ومتاعبه” .

ثم يصعدون جميعا على الركح يدورون ويتحدثون عن «الحق في الحياة، الحق في التعليم، الحق في العيش الكريم، الحق في التنقل الحق في تقرير المصير الحق في والحق...» وكلما زادت دورة الحقوق تسارعت معها حركات الممثلين في اشارة الى ان المواطن يلهث وراء حقوقه حد التعب ولا يستطيع الوصول.

لتنتهي دورة «البحث عن الحقوق» في شكل دائرة مصغّرة تلتحم فيها اجساد الممثلين، رافعين ربطات العنق الى الاعلى وكأنها حبل يلتف حول العنق كما الحقوق في تونس والعالم، كلمات تبعث فيك النخوة والاعتزاز لتخنقك تدريجيا في رحلة بحثك عنها او محاولة تطبيقها.

ففي مسرحية «الرهوط، تمارين في المواطنة» يسرد المواطن الممثل مجموعة من الحقوق التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان ويحاولون تحليلها ومناقشتها،لأنّ المسرحية اساسا تقوم على تفكيك مجموعة من الافكار التي نخالها مقدسة ولا نستطيع نقاشها كالحق والوطن والمواثيق الرسمية، في «الرهوط» تهدّم كل الشكليات والرسميات تقوّض فكرة السائد والمعتاد ويتم تحليل كل مايستطيع العقل البشري الخوض فيه.

على الركح يتحركون في فوضوية كما فوضى الحقوق والأفكار، لأكثر من مرة يؤكدون ان العمل حلال، لا يمسون من المقدس ولا هيبة الدولة «من يعارضهم يتهمونه بالتعامل مع جهات أجنبية، من يخالفهم يتهم بالمس من هيبة الدولة» كما جاء في المسرحية، هم أجساد، ارقام، افعال، ربما احلام مؤجلة، لا أسماء تخصهم، يسمون بصفاتهم ولكن جميعهم «رهوط» ارقام في سجلات مدنية، هم «رهط» و «رهط» و «رهوط» يختلفون في طريقة التعبير و طريقة الحلم و يختلفون في نظرتهم للحياة و كيفية معاندتهم للموجود ولكنهم يشتركون في تقديسهم الاعمى للمواثيق والبيانات كما هو بيان «الدولة الرهطية» أو «بيان 7نوفمبر».

تمردوا، أو هم يحاولون التمرد يصرخون علهم يحطمون بعض الاصنام التي نعبدها اصنام الحقوق والواجبات، صنم اسمه الوطن، وصنم اخر هو.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115