مدير مهرجان جمنة الدولي للمسرح منذر العابد لـ «المغرب»: جهّزنا وحوّلنا «وكالة» بيع التمور إلى فضاء للعروض لنكسب الرهان ...

تحتضن مدينة جمنة من 1 الى 5 مارس 2017 الدورة الثانية من مهرجانها الدولي للمسرح.. مدينة نحتت تجربة متفردة في الاقتصاد الاجتماعي التضامني بفضل جمعية حماية واحات جمنة التي اعطت أهمية كبيرة للثقافة حيث كانت الراعي الأول لمهرجان المسرح ..

مدير هذه الدورة منذر العابد وهو خريج المعهد العالي للفن المسرحي سنة 2000 واخرج اوبيرا «حنين» نص للشاعر عبد المجيد البرغوثي، كما شارك في مسرحية «سباحة حرة» من اخراج علي يحياوي وتولّى اخراج مسرحية للأطفال «العرائس الجوالة» مع فوزية منصور بالاضافة إلى تأليف واخراج مسرحية «مدينة المطر» لجمعية مسرح المدينة بجمنة، مساعد للمخرج حافظ خليفة في مسرحية «زريعة ابليس»، بطولة مسرحية «طواسين» 2011 التي عُرضت في المغرب والعراق والجزائر ومصر، مشاركة في مسرحية «زنازين النور»، ممثل ومساعد مخرج في الملاحم الفرجوية لمهرجان التمور بقبلي ومهرجان الصحراء بدوز دورة 2015، إدارة المهرجان الصيفي بجمنة، ومنذر العابد متحصل أيضا على عديد الجوائز في التمثيل خاصة وهو مؤطر لعديد الورشات التكوينية وعضو في كثير من لجان التحكيم ..عن الحركة المسرحية بالجهة والمهرجان وقضايا ثقافية أخرى كان الحوار التالي مع منذر العابد:

• بداية لو تحدثنا عن نشأة الحركة المسرحية بمدينة جمنة ؟
يعود تاريخ الحركة المسرحية بجمنة الى ستينات القرن الماضي حيث كانت مجموعة من شباب وطلبة الجهة تمارس النشاط المسرحي اثناء العطل المدرسية و تقدم عروضا مسرحية حظيت بمتابعة كبيرة من الاهالي ثم تواصل العمل بعد ذلك مع مجموعة اخرى ضمت كلا من محمد العابد والهادي بن نصر وغيرهم ،اما خلال صائفة 1975 فقد ظهرت مجموعة مسرحية جديدة ضمت كلّا من علية عبد السلام والتهامي البحري وعبد المجيد حمزة وعبد الوهاب موسى والمياحي المياحي في مسرحية تناولت «العروشية» ومع فتح نادي الاطفال بجمنة في بداية ثمانينات القرن الماضي ثم دار الشباب ، نشأت نواتات نشاط مسرحي اكثر تنظيما مثل نادي المسرح بدار الشباب جمنة تحت اشراف الطالب المسرحي آنذاك حافظ خليفة سنة 1994 ليتكون جيل مسرحي جديد بأفكار جديدة ،هذا وتأسست سنة 2004 جمعية مسرح المدينة بجمنة التي انتجت عدة اعمال موجهة للأطفال على غرار «مدينة المطر» و»ارسالية قصيرة « نص واخراج منذر العابد وللكهول نذكر مسرحية «خلصني» نص واخراج نجيب الرحال واخر انتاج للجمعية كان مسرحية «زنازين النور» نص المرحوم ابراهيم بن عمر واخراج حافظ خليفة والتي تحصلت على عديد الجوائز ومثلت تونس في الخارج ..

• كيف تشكلت فكرة تأسيس هذا المهرجان؟
ما انفكت جمعية مسرح المدينة بجمنة تتألق في اعمالها وتوسع جمهورها الشغوف بطبعه بالفن المسرحي حتى تبلورت فكرة المهرجان فكانت الدورة الاولى مارس 2016 التي حققت نجاحا كبيرا فنيا وجماهيريا رغم الصعوبات الكبيرة التي اعترضتنا واكبرها فضاء العرض حيث جهزنا وحولنا وكالة بيع التمور الى فضاء للعروض لنكسب الرهان ويزداد حرصنا على تنظيم دورة ثانية اكثر نجاحا من سابقتها..

• ما سرّ اختيار شعار الدورة الثانية «المسرح يتحدى الحروب والنزاعات»؟
شعار اختزل جل أهداف الدورة الجديدة وهي التأكيد على ثقافة الحوار و التعايش السلمي باعتباره وسيلة من وسائل البناء و التطوير، جعل الفعل المسرحي وسيلة بديلة للتعبير عن المواقف و الآراء والتوجهات الفكرية و التخلي عن فكرة الصراع والعنف، المساهمة في بناء موقف سلبي من الحروب و النزاعات و من الأوضاع التي تعيشها مناطق التوتر في الوطن العربي، النهوض بالنشاط المسرحي والثقافي عموما باعتباره وسيلة من وسائل تنمية المجتمع فكريا وحضاريا..

• بماذا ستتميز هذه الدورة؟
عروض دولية منتقاة بشكل جيد من الجزائر ، ليبيا، فلسطين، السودان وخاصة العرض العراقي «ماراتون»، تكريم لوجوه مسرحية جهوية ووطنية، معرض للفن التشكيلي للرسام صالح سعيد الجمني، ورشات تكوينية ،ندوة فكرية حول المسرح يتحدى الحروب و النزاعات ..

• وماذا عن الدعم المالي ؟
فيما يتعلق بالموارد المالية وبعد أن تم تجميد حساب جمعية حماية واحات جمنة الداعمة الرئيسية للدورة الاولى للمهرجان و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، فإننا تلقينا هذه السنة وعودا رسمية بالدعم من المجلس الجهوي بقبلي ومن وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة وبعض الخواص بجمنة بالإضافة طبعا لمندوبية الثقافة..

• انطلاقا من قربك للمسرح المدرسي الذي يعد نواة حقيقية للإبداع بالمسرح التونسي ،كيف تقيم الحركة المسرحية داخل المؤسسات التربوية اليوم وآلية تطويرها؟
يعتبر المسرح المدرسي الرافد الاساسي للمسرح عموما، والينبوع الذي ينهل منه ،هذا ما كان عليه الامر منذ وقت طويل عبر تاريخ المسرح التونسي، لكن للأسف واضع المناهج التعليمية الحديثة لم يوليه العناية والاهتمام ، أما الاساتذة المؤطرين لنوادي المسرح فهم بين عدم تفهم مدير لطبيعة المادة و آخر لا يوفر قاعة اختصاص وبنية تحتية تعيسة وظروف عمل قاسية...حتى يحين موعد المهرجان الجهوي للمسرح المدرسي ثم الوطني وهي محطات تتطلب المراجعة لأنها فقدت الكثير من بريقها والاهداف التي وجدت من اجلها فاصبحنا نبحث عن جائزة هنا وتتويج هناك ونسينا ان نتابع ذلك الفنان المولود اين سيتوجه والى اي مسرح يطمح وماذا اعددنا له خارج المدرسة من فضاءات مسرحية يواصل فيها حلمه ،لهذا ولغيره تراجع دور المسرح المدرسي وفُتحت الساحة لأشباه الممثلين..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115