في ماجل بلعباس «كات كات- 404» تصبح مدينة للفنون المتنقلة: أرضنا ليست بعاقر...أرضنا أرض الحلم و البقاء

هل تخيلت يوما ان تعترض طريقك «كات كات - 404» محملة بالمسرح والموسيقى ؟ هل تتصور أن تفتح الابواب الخلفية لـ«الكات كات» وعوض البضائع أو السلع والمواشي تجد عرضا موسيقيا أو مسرحيا أو مهرجا بصدد التحضير لعرض سيقدمه؟ هل سبق وأن اعترضت طريقك «كميونة»

جميلة المظهر مزدانة بأبهى الالوان الى يسارها ركح طوله متر و40 سم ربما لم تعترض طريقك «كميونة» كهذه لانها مازالت وليدة مع «found culture 404» لن يكون لكلمة مستحيل وجود.
و«Camion scène» مشروع ثقافي ضمن برنامج مدن الفنون الذي أعلنه وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين والكميون الثقافي اول المشاريع التي ستبدا في العمل قريبا هو مشروع للمسرحي بلال علوي تحصل على دعم ب15الف دينار والغاية منه تحويل «404» الى مدينة متنقلة للفنون موجهة اساسا لأطفال وسكان المناطق الحدودية.

من تجربة تنشيط المدارس الحدودية ولد الحلم
«حلم سكنني منذ مدة، بعد كل عرض مسرحي او موسيقي نقدمه اتساءل كيف لهؤلاء الاطفال ان يستمتعوا بالفنون جميعها وكيف للفن ان يأتيهم وهم في قراهم وأريافهم وتجمعاتهم السكنية ؟ سؤال سكنني طويلا وحلمت ان يكون لهؤلاء الحق في الثقافة وتجربة التنشيط في المدارس الحدودية كانت الخيط الفاصل اذ بعد جولة في ربوع الحدود التونسية الجزائرية ونظرة الحب التي نشاهدها في عيون الاطفال قررت ان يكون لهؤلاء الاطفال مسرحهم المتنقل؟ كيف وما الذي سيقدمه؟ اسئلة كثيرة خامرتني الى ان ولدت فكرة «camion scène» حينها فقط تساءلت وللمرة الاخيرة «الكات كات» موجودة بكثرة تجوب الارياف لكل كميونة هدفها إما تحمل البضائع او تحمل التجهيزات المنزلية واخرى للمواشي فلماذا لا يكون للمسر ح كميونة ايضا؟».

هكذا تحدث المسرحي بلال علوي صاحب فكرة ال camion scène التي حضرت وستنطلق في عملها الفني يوم 28جانفي الجاري، وأكد محدثنا أن من ربوع القصر ين وأريافها ووهادها وجبالها وضحكة طفولتها ولد الحلم و منذ أشهر وهو يتوضح إلى أن أصبح ملموسا وكاد يكون حقيقة...من المدارس الحدودية ولد الحلم واليها سيعود ليزهر فنا ومسرحا وموسيقى ويروي ضمأ أطفال الحدود الى الفنون جميعها فالفن هناك ضرورة وضحكة الاطفال في الحدود هدفنا واينما كانوا ستذهب اليهم الكميونة محملة بالفنون بالأمل بالجمال جمال كأرواحهم النقية فنحن نعمل بمقولة محمود درويش كل نهر، وله نبع ومجرى وحياة.. يا صديقي.. أرضنا ليست بعاقر كل أرض، ولها ميلادها.. كل فجر وله موعد ثائر و كل شبر من الحدود التونسية يسكنه حالمون ومبدعون صغار ينتمون لهذا الوطن ومن واجبنا ان نكون صوتهم و ضحكتهم.

تونس ولاّدة...وجميعنا تشاركنا الحلم لينبت الامل
الـ« camion scène» هي «بيجو404» بيضاء اللون قرر بلال علوي ان تكون «مسرح متنقل» او مدينة للفنون متنقلة، الكميونة زينت بالعديد من الرسومات التي تعجب الاطفال الصغار وتشد انتباههم دهنت بالأبيض الناصع ودهنت العجلات ومحيطها الحديدي باللون الاحمر، الواجهة الامامية رسم فوقها مهرج يحمل بيديه بالونات زاهية الالوان لتعلن منذ البداية عن انطلاق موعد الفرح ، الجانب الايمن كتب فوقه بالخط العريض «جمعية الشهاب المسرحي بماجل بلعباس» وتحته «فينوس للفنون» للتعريف بالهيكل المشرف على المشروع ، يسار الكميونة تحول الى ر كح عرضه 1.4متر سيكون فضاء العمل اما لتحريك الماريونيت او فضاء لعب الممثل او العازف حسب العرض يكون الركح و تكون الكميونة مصحوبة ب 100كرسي صغيرة الحجم متباينة الالوان ليجلس عليها الاطفال اثناء العروض .

خلفية الكميونة تغير شكلها وأصبحت غرفة ونزعت الواحها الجانبية الاولية وتغير شكلها ليصبح على شكل cabine صنعت ب mdf لتكون فضاء للعرض والتمارين وعلى واجهتها كتب «وزارة الشؤون الثقافية» لان المشروع يندرج ض من برنامج مدن الفنون وقد تم رصد 15الف د ينار لمشروع «الكميون الثقافي».

الـ 404 تم اقتنائها منذ شهر تقريبا لينكب على تحويلها الى شكلها الحالي كل من الفنانة التشكيلية سمية الشعباني ابنة ماجل بلعباس فنانة حوّلت بأناملها الرقيقة وروحها الجميلة بياض العربة صامت الى حياة رسمت رسومات تسعد الطفل وتشد انتباهه غازلت الطفولة بالألوان والريشة ، صحبة المهندس المعماري سفيان الهرماسي الذي اشرف على عملية صنع «cabine» وتركيبها وتجهيز الركح بالإضافة الى ثابت شعباني وبلال علوي اربعتهم تشاركوا العمل و معه امل لتجهز «الكميونة» وتقدم اولى عروضها قريبا».

نعم للامركزية الثقافة ...و»مدينة الأحلام اول مشاريع «الكميون الثقافي»
«من حقنا الحلم، ومن حقنا الدفاع عن أحلامنا ومن حق اطفال المناطق الحدودية التمتع بالفنون وممارسة الفعل الابداعي ومعانقة الحلم في ابهى تجلياته» هكذا تحدث المسرحي بلال علوي عن «الكميون الثقافي» واشار محدثنا انه اختار الهامش والمهمشين لانه منهم واليهم ينتمي فهناك في ماجل بلعباس من ولاية القصرين مارس نشاطه المسرحي ولاطفال المنطقة عليه حق ليشاركوه حلمه.

وأكد محدثنا انه اختار البعد لأنه الاقرب الى روحه فهنا «ضحكة صادقة من طفل صغير تشعرنا أننا جزء منهم» واشار محدثنا ان الارادة والايمان بخلق ارضية متوازنة لممارسة الفعل الثقافي وتدريب الاطفال على حب الوطن وحب الحياة في منطقة مهمشة تكتسحها ثقافة التهريب(الكنترة) والمخدرات... وفي ظل غياب وعي الاولياء... وبين مطرقة الفقر وسندان الارهاب... يأتي دور الفنان ليحاول ازالة الغبار على أحلام الاطفال وليفتح لهم المجال ليتحقق الحلم ومن اجل حلم الطفولة هنا بعث «الكميون الثقافي» لنشاركهم حلمهم وبهجتهم ونرسخ فيهم حب الارض وستكون أولى مشاريع «الكميونة» مسرحية بـعنوان «مدينة الاحلام» عرض تفاعلي مع الاطفال يشعر من خلاله الطفل ان تلك الرقعة الجغرافية التي يسكنها هي مدينة الاحلام وان منطقته تلك ريفا كان او مدينة هي الاجمل وان احبّها وحلم فيها ستزهر احلامه فالمسرح رسالة امل وبالكميون سنزرع حب الوطن عند اطفال المناطق الحدودية على حد قول بلال علوي.

أيام قليلة تفصل الـ« camion scène» عن أولى عروضها وستكون مدرسة «الجدرة» ربما قبلتهم الاولى « سنعمل لنصير يوما ما نريد، فأنا حوار الحالمين عزفت عن جسدي وعن نفسي لاكمل رحلتي الاولى الى المعنى» كما يقول درويش والمعنى عندي هو ايصال الفنون لأطفال الحدود اينما كانوا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115