برامج ثقافية متنوّعة للمركز الوطني لفن الخط بتونس : الأطفال الخطاطون ... مهارات متميزة ...

بين الدورات التكوينية والأيام الدراسية الفكرية التي تعمّق البحث الاكاديمي تتنوّع برامج المركز الوطني لفن الخط الذي ينظّم خلال شهر ماي القادم وبمناسبة شهر التراث يوما دراسيا حول حرفة الخطّاط ماضيا وحاضرا ومستقبلا وهو يوم مهم في استقراء تاريخ هذه الحرفة

وما آلت إليه اليوم والتفكير في مستقبلها من خلال ما سيفضي اليه هذا اليوم الدراسي من توصيات للمحافظة على هذه الحرفة ووضع استراتيجية للمحافظة عليها وتشجيع الاجيال الجديدة على ممارستها في اطار ما يقوم به المركز من دورات تكوينية في الغرض.
ينظم المركز يوم 11 ماي القادم يوما تكوينيا في فنون الخط وصيانة المخطوطات وذلك بالتعاون مع المخبر الوطني لترسيم وصيانة المخطوطات برقادة

ويحسب لادارة هذا المركز باشراف الباحث الاكاديمي الاستاذ فتحي الجرّاي انفتاحها في باب التكوين على مختلف الفئات العمرية إذ لم تعد تقتصر برمجته على فئة الكهول بل أضحت تستهدف الاطفال وفي هذا الاطار نظّمت هذه المؤسسة الثقافية المختصة مؤخرا وتحت اشراف الاستاذة سنية مبارك وزيرة الثقافة دورة تكوينية في فنون الخط العربي لفائدة مجموعة من الأطفال تحت عنوان»الاطفال الخطّاطون»بما يكتنزه هذا العنوان ومن خلاله برنامج هذه الدورة من رسالة بليغة لهذه الفئة العُمرية لمزيد تصالحها مع تراثها الوطني وتحفيزها على الخلق والإبداع في أحد أهم مكونات الهوية العربية الاصيلة وأبلغ وسائل التواصل البشري، وقد قام بتأمين الورشات ومختلف الحصص التكوينية أمهر خطاطي المركز الوطني لفنون الخط الذين نقلوا مهارتهم وحُبهم لهذا الفن إلى تلك البراعم الناشئة والكل يحدوه الأمل في جني ثمار هذا الجهد ولو بعد حين.

وسعيا منها لضمان مزيد انسجام الأطفال مع عالم هذا الفن النبيل ومختلف رموزه أطلق المشرفون على هذه الدورة اسمي أكبر أعمدة مدرسة الخط التونسية على فريقي الدورة وهما الخطاط القدير المرحوم محمود عطية والخطاط القدير المرحوم منجي عمار.
وقد شهدت هذه التظاهرة إقبالا كبيرا من طرف العديد من العائلات الراغبة في تشريك أبنائها في متابعة هذه الدورة نظرا لما يحظى به الخط العربي من أهمية لديهم ورغبة منهم في منح أطفالهم هذه الفرصة خاصة بعد انتهاء الثلاثي الثاني والفراغ من فترة الامتحانات.
وقد قضى الأطفال المشاركون 4 أيام على وقع القصبة والمِداد والخط الكوفي والنسخي والمغربي والثلثي والديواني والرقعي والفارسي يُحبّرون ما راق لهم من كلمات بديعة بأناملهم الرقيقة وقد حملت هذه الكلمات العديد من المعاني والمضامين وعكست مدى حبهم لهذا الوطن العزيز وتشبثهم بالسلام وبالعيش الكريم فيه من قبيل «أحبــك يا تونس»، «أنا جنـــدي»، «تحيا تونـس»، «وطني ملء فؤادي» وغيرها

وقد أشرفت الاستاذة سنيا مبارك وزيرة الثقافة على اختتام هذه الدورة وتسليم الاطفال شهادات المشاركة في حفل ثمنت خلاله الوزيرة مجهودات الاطفال وشجعتهم على مزيد البذل والعطاء والاجتهاد ودعت في كلمتها بالمناسبة المسؤولين على هذا المركز إلى الحفاظ على هذا التقليد ومواصلته وتدعيمه مع وعدهم بتوفير كل الدعم والتشجيع لمزيد مصالحة الناشئة مع تراثها الوطني وجعلها أكثر افتخارا به بعيدا على كل مظاهر التعصب والانغلاق.

وتشجيعا للأطفال المشاركين وتحفيزهم على مزيد المثابرة والاجتهاد، خصصت المؤسسة المنظمة لهذه التظاهرة جائزة رمزية لأحسن الأعمال المنجزة خلال هذه الدورة، وتمثلت هذه الجائزة في لوحة فنية من إهداء الخطاط والأستاذ بالمركز توفيق العيساوي لفائدة الطفلة يلدز الحمامي الفائزة بهذه الجائزة والتي أظهرت كفاءة عالية وقدرة كبيرة على المواظبة والاستيعاب والابتكار

وفي برنامج المركز تحويل هذا التكوين في الخط العربي لفائدة الاطفال الى نادٍ قار يكون خير مؤطّر ومكوّن وحافز لهم للمواصلة في الاهتمام بهذا الفن العريق .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115