إصدارات: في دار الكتب الوطنية احتفاء بــ «الإخوة هملت» وزير الثقافة يكرّم توفيق بن بريك وتوفيق بكار

احتضنت المكتبة الوطنية أمس الجمعة لقاء مع الأديب توفيق بن بريك للاحتفاء بإصداره الجديد (الإخوة هملت) الصادر مؤخرا عن دار الجنوب للنشر ضمن سلسلة عيون المعاصرة، لقاء أشرف عليه وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين الذي كرم الرجلين توفيق بن بريك صاحب الكتاب

وأستاذنا الفاضل توفيق بكار المشرف على سلسلة عيون المعاصرة وذلك بحضور عدد كبير من الجامعيين والكتاب والإعلاميين وأصدقاء المحتفى بهما ونخص بالذكر محمد أحمد القابسي ويوسف الصديق وصلاح الدين الشريف وقد تولى في البداية الأستاذين توفيق بكار وحمدي الحمايدي تقديم الكتاب لتطرح بعد ذلك على المؤلف بعض الأسئلة من الحاضرين وليتحدث البعض عن مواقف وذكريات لهم معه... مع توفيق بن بريك يقول في هذا الإطار الشاعر التونسي محمد أحمد القابسي «لقد اطلعت على نص «الإخوة هملت، قرأته مرتين وهو مخطوط وقرأته مرة وهو مطبوع ذلك أن صاحبه صديق وجار لي أجلس إليه في المقهى أكثر من مرتين في اليوم الواحد. هذا الكتاب أزعجني لأنه ترك النظرية في التسلل فعندما تبحث فيه عن السرديات تحتار لأن اللغة فيه لغة مكثفة جدا ولأن المؤلف استلهم في هذا الكتاب من الجميع وهنا تطرح مسألة التضمين النص.. نص الكتاب أزعجني وبن بريك كعادته دائما مزعج جميل من ذلك أنه كتاب يطرح مسألة مهمة وهي ما هو جنس هذا الكتاب هل هو مروية أم رواية أم نص.

أما رجاء بن سلامة مديرة دار الكتب الوطنية فأشارت إلى أن ما يلفت النظر في ما يكتبه توفيق بن بريك هو تعدد المستويات في اللغة إلا أنه يدعم اللهجة التونسية وكتابه هذا (الإخوة هملت) مولود عجيب يستفز الأذهان وعموما فإن في أدبه تجسيد للحرية.

الأستاذ والمفكر يوسف الصديق ذكر أنه كان في الستينات يلتقي في باريس بتوفيق بن بريك في مقهى قريب من دار النشر (قاليمار) التي نشر فيها بن بريك بعض كتبه وأضاف «لقد طلب مني وقتها أن أكتب له مقدمة لكتابه (الآن فلتصغي إليّ) وأتولى ترجمة هذا الكتاب إلا أنني أنجزت المقدمة وتراجعت عن إتمام الباقي لأسباب عدة يطول الخوض فيها. والمقدمة في نظري يجب أن لا تزيد في أقصى الحالات عن ست أو عشر صفحات فهي بمثابة النافذة على الكتاب لا كما فعل سارتر حين كتب مقدمة في 600 صفحة».

توفيق بن بريك في تدخله قال «لي 18 كتابا بعضها نشر في مصر والبعض في لبنان والجزائر وفرنسا وتونس.. بعضها بالعربية والبعض الآخر بالفرنسية والخيط الرفيع في كل كتاباتي هو الخيال أو الكتابة عن الكتابة فأنا أرى نفسي مثل المسعدي على نفس المراجع فكتابي «كوازكي» مثلا هو كتاب عن الكتابة أي يمكن تحويله إلى أطروحة عن الكتابة. فالأدب العربي في مجمله (إذا حذفنا منه المقامات وألف ليلة وليلة) هو أدب التصور أي أنه ملتحف بالفكرة أي هو أدب الأطروحة.

فالنص الأدبي عامة له ركيزتان العقل والعقيدة يتخللهما الهوى أي الخيال فكأن هذا الخيال يبحث عن خالقه أي عن كاتبه في هذا الكتاب أو ذاك.

فالقصة أو الرواية تتجلى في الأرض ولكن اللغة تتجول في السماء فاللغة والكتابة عن اللغة هو التوغل في العقل وأعتقد أنه لا وجود لأدب أكثر ثراء من أدبنا العربي. وعموما فقد تفطن حمدي الحمايدي وحسين الواد فيما كتبته إلى مسألة الخيال وأن الخيال عامة يزعج كاتبه لأن هذا الكاتب وضعه (أي وضع الخيال) في أرض ليست أرضه (والضمير هنا يعود على الخيال).

وخير ما نختم به التدخل الأخير لأستاذنا توفيق بكار حيث قال إن رواية (الإخوة هملت) رواية مجنونة والكتابة عن الكتابة أي الكتابة عن توفيق بن بريك لا تكون إلا مجنونة. إن كاتب الرواية أي رواية لا يحتاج إلى جذور تفسيرية وتعريفية لأن ذلك من مهام القارئ وليست مهمة الكاتب. لأنه لا بد من أن نرتقي بالقارئ إلى المستوى الكتابي لا أن ننزل بالكتابي إلى مستوى القارئ وعموما صدق من قال «القلم لا يساوم.. القلم يقاوم».

في خاتمة اللقاء تم التقاط صور مع المحتفى بهما بعد أن كرمهما وزير الشؤون الثقافية بإهداء كل واحد منهما باقة ورود... كما تولى بن بريك التوقيع على عدد من كتبه المعروضة من طرف دار الجنوب والصادرة ضمن سلسلة عيون المعاصرة نذكر منها «كلب بن كلب» و«كوازكي» و«الإخوة هملت».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115