الدورة 37 للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين: سهرات شعرية أخرجت القصور من صمتها

اختتمت مساء الاحد المنقضي فعاليات الدورة 37 للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين باقامة استعراض ضخم تابعته جماهير غفيرة و اشتمل العديد من العروض الفرجوية التي نهلت من مظاهر التراث والحياة ورصدت في جانب التاريخ والموروث الثقافي بالجهة

كذلك عروض فرق للفنون الشعبية المحلية والمصرية والجزائرية تخللتها سباقات الخيل والعاب الفروسية مع القاء لقصائد شعرية تغنت جلها بالقصور والصحراء وبلمحمة بنقردان والوطن خاصة مع تزامن الاختتام بالذكرى الستين للاستقلال.
دورة كانت انطلقت في 17 مارس الجاري ونجحت الى حد كبير في تنفيذ برنامج متعدد الفقرات انقسمت الى تظاهرات ثقافية وأخرى سياحية وترفيهية وذات صبغة اقتصادية من معارض تجارية وفلاحية وفي الصناعات التقليدية.. تظاهرات ضخمة ادخلت حركية ثقافية وسياحية في آن واحد بمختلف معتمديات الولاية ولامست مختلف مجالات الابداع من تنشيط متواصل امنته مختلف الفرق الشعبية والفلكورية وملتقيات سياحية وندوات اهتمت خاصة بالتنمية الجهوية بالمناطق الداخلية تطاوين نموذجا وبالتراث الشفوي ..كما اخذت العكاظيات الشعرية التي اقيمت بسوق الصناعات التقليدية مساحة هامة و كان لعشاق مسابقات الفروسية والرماية ما أشبع رغباتهم، اما السهرات الفنية فجلها شبابية وتراثية أمنها خاصة الشاب عماد والفنان محمد النصري المجدد في الاغاني التراثية و الفنان الليبي أحمد السوكني..
بالامكان خلق ثقافة مقاومة الارهاب بعد الاهتمام بمسألة الثقافة
السهرات الشعرية كانت جاذبة أكثر للجمهور فسهرة «الصوت» اقيمت بقصر اولاد سلطان وراوحت بين الشعر الشعبي والغناء التراثي والعزف على الالات القصبة والزكرة أما سهرة الف ليلة وليلة التي احتضنها قصر الزهرة وغص بجمهور اكبر من محبي الشعر والكلمة وجمعت فطاحلة الشعر الشعبي وطنيا على غرار البشير عبد العظيم و عزال الكثيري و بلقاسم عبد اللطيف وغيرهم..وسط تنظيم رائع وحضور اروع اخرج القصر من صمته ليسجل في ذاكرته اصواتا استثنائية تغنت بالوطن وبالصحراء وبملحمة بنقردان ..كما كان الموعد ليلة السبت مع سهرة «السامور» بوسط المدينة وتحت خيمة عملاقة مع خليط متجانس من الشعر والغناء الشعبي ..

دورة تحدت دعوات الالغاء او تاجيل المهرجان لخصوصية الظرف الامني بالجنوب وهي دعوات تماهت الى حد ما وأهداف الفكر الظلامي في ظل ان ظاهرة الإرهاب والفكر الظلامي ، تسعى إلى هدم الثوابت وتقويض المرتكزات التي يستند إليها الوعي الجمعي، عبر الترويج لثقافات هدامة، غريبة على المجتمع وهي ظاهرة لا تعالج الا بالترويج لثقافة تنويرية تستند إلى العقل والتسامح والتعايش المشترك، باعتبار ان الثقافة هي آخر الحصون التي تراهن عليها المجتمعات للحفاظ على الوعي والهوية والسلوك وغيرها..لتؤكد الدورة انه بمثل هذه التظاهرات التي تستهدف جمهورا اكبر وبعيدا عن الشعارات الجوفاء وثقافة «النخبة» ،بالامكان خلق ثقافة مقاومة الارهاب ومأسستها بعد الاهتمام بمسألة الثقافة وجعلها في مقدمة الأدوات التي تساهم في وقف المد الإرهابي والفكر المتطرف وذلك بعيدا عن الانفعال الذي نراه في المشهد الثقافي عموما.

اليوم..تجدر الاشارة الى ان دعوات كثيرة لمثقفين ومهتمين بالثقافة محليا وقفت عندها «المغرب» وتتمثل خاصة في ضرورة القيام بتقييم هذه الدورة في اقرب الاجال والعمل على حفظ ذاكرة هذا المهرجان العريق ومأسسة عمله ..كما لا ننسى الدور الكبير للاذاعة الجهوية بتطاوين في اشعاع المهرجان وانجاح جل فقراته من خلال متابعة مباشرة بالاضافة طبعا الى المجهودات الجبارة لكل العاملين بالمؤسسات الثقافية بتطاوين..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115