قبل الإعلان عن تأجيل مهرجان «سبيكيلوم» بالشبيكة-توزر- أو إلغائه: هل يستجيب وزير الشؤون الثقافية لنداء سبيكيلوم..؟

سبيكيلوم، أو الشبيكة الرومانية – معتمدية تمغزة ولاية توزر – النائمة في حضن الواحة الممتدة في عمق الزمان والمكان، حين تزورها تقودك قدماك إلى القرية القديمة، التي تلهمك الشعر والجمال، وتغتسل بمياه الينابيع التي لا تنضب، هادئة، ساكنة، متدثرة باحلام السنين... هناك يستدرجك

الحنين إلى زمن ظللت تبحث عنه في المدن الصاخبة، وفي رحلة العمر الطويلة... بين منعرجاتها يسكنك الحنين فتقف إجلالا عند بوابة الحلم الجميل، تحيي قرية ترتوي من شريان التاريخ، مزيج من الدفء والألفة، يجعلك أسير سحرها، حركة بطيئة جميلة الايقاع، فتمضي في ازقتها ومنعرجاتها، مبهورا، مسحورا في هدوء الناسك، وحيرة المشتاق، لا تسمع الا وجيب القلب وحديث الروح...

سبيكيلوم الرومانية، ترى اليوم أن من حقها على الجميع أن يكون لها مهرجانها الثقافي، شأنها شأن عديد جهات الجمهورية، كيف لا وهي الحارس الأمين، والمرابط الذي لا يكلّ ولا يملّ، على حدودنا الغربية مع القطر الجزائري، تذود على حرمة الوطن، بكل ما اوتيت من قوة، وتقف سدا منيعا، أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن البلاد والعباد. ورغم فقرها وحرمانها، وانعدام المرافق الأساسية والترفيهية بها، إلا أنها كانت ولا زالت صامدة وشامخة، شموخ الباسقات فوق قمم الجبال، وان كانت حدائق بابل المعلقة تعد من عجائب الدنيا السبعة، فان واحات سبيكيلوم -الشبيكة- المعلقة لا تقل أهمية، وكان بالامكان ان تكون في افضل حال، لو حظيت بالعناية المطلوبة، ورغم ذلك ايضا، لم تفكر يوما في الاحتجاج أو الاعتصام، ولم نر أو نسمع عن مظاهر الحرق والنهب والفوضى بها، وقطع الطرقات، والتعدي على هيبة الدولة.

هذه المناطق الحدودية الصامدة وجدت في الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي، بمعية نخبة من شبابها ومثقفيها، الاطار الامثل لاعداد برنامج طموح لمهرجان، أطلق عليه إسم: «سبيكيلوم فنون وسياحة»، استجابة لقرار، وزارة الشؤون الثقافية، التي اطلقت المشروع الثقافي الوطني «مدن الفنون»، وأعلن وزير الشؤون الثقافية، الدكتور محمد زين العابدين، عن اهدافه وتوجهاته خلال زيارته إلى ولاية توزر خلال شهر اكتوبر الفارط، وفي نفس الاطار شجع الجمعيات على المبادرة بتقديم برامج في الغرض، فكان هذا المهرجان هو الأول من نوعه، ومن أولى المطالب التي قدمت إلى وزارة الشؤون الثقافية، وحدد تاريخه من 23 إلى 25 ديسمبر. وتمت مراسلة الوزارة عن طريق الجمعية، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وايضا عن طريق والي توزر، ومضت أيام ثم أسابيع، ولا حياة لمن ينادي، ثم تمت

مراسلة السيد وزير الشؤون الثقافية عبر الفاكس لطلب المقابلة، ولكن لا من مجيب ايضا. ولم يبق أمام سبيكيلوم المحرومة ومسلوبة الحقوق (حتى الثقافية منها)، والتي اصبحت فرحتها لا توصف بهذا المهرجان، إلا أن توجة هذا النداء إلى السيد وزير الشؤون الثقافية، للنظر في مطلبها المشروع، وايلاء هذه المناطق الحدودية والريفية، التي لا يزال الماء الصالح للشراب، يصلها بواسطة الصهاريح، حتى لا نتحدث عن التثقيف والترفيه، بعض الرعاية والاهتمام، في اطار اللا مركزية الثقافية... والتميز الايجابي لفائدة المناطق الداخلية... والأولوية للمناطق الحدودية والريفية... والثقافة للجميع... وما إلى ذلك، حتى لا تضطر الأطراف المنطمة للمهرجان إلى الإعلان عن تأجيله، أو الغائه، وتتواصل بذلك معاناة هذه المناطق، من جراء التجاهل والتهميش...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115