افتتاح المهرجان الدولي للشعر بتوزر: هذا الجريد الذي بالشعر يلهمني... والشعر تحت ظلال النخل ينسكب...

بعد أن خصصت أمسية يوم الخميس 24 نوفمبر لاستقبال الضيوف والمشاركين والاحتفاء بهم افتتحت صباح الامس الجمعة 25 نوفمبر فعاليات النسخة 36 للمهرجان الدولي للشعر التي تتواصل إلى غاية يوم الأحد 27 من نفس الشهر، بمدينة توزر وباحدى النزل المطلة على منطقة راس العين

هذا المعلم الحضاري، الذي اقترن اسمه بالشابي وشعر الخلود، حيث دقت أوتاد خيمة الشعر التي رفعت ستائرها في موكب صباحي بهيج، بحضور عدد هام من الضيوف الذين توافدوا على موطن الشابي، من عديد دول العالم لزيارة توزر، هذه المدينة التي تعزف حجارتها على وتر التاريخ والامجاد وتتسلل ألحانها الدافئة الى الوجدان خافتة رقيقة، وتحفر في عمق الذاكرة لغة أناس أحالوا الصحراء فستانا أخضر، فتعبدوا في محراب اللوحة والكلمة.

كانت البداية بزيارة المعارض، التي ارتأى المنظمون أن تكون من الفقرات القارة ضمن الفعاليات ومنها معرض الكتاب الذي تضمن عديد الاصدارات الشعرية والادبية باللغتين العربية والفرنسية لنخبة من المشاركين في المهرجان، وكان مناسبة للإطلاع على اهمية الانتاجات لضيوف الدورة بدرجة أولى، وايضا معرض ابداعات جريدية للاستاذ الشاذلي ساكر، الذي قدم من خلاله نماذج من اهم مؤلفات ابناء الجريد في الميادين الشعرية والفكرية والادبية، ثم معرض الفنون التشكيلية لعدد من الرسامين من تونس ومن الجزائر ايضا حيث اختلفت التغيرات والرؤى الفنية حسب التقنيات المعتمدة في الغرض وحسب الاختصاصات والتوجهات وبعد كلمات الافتتاح، التي تطرق خلالها المتدخلون الى أهمية هذا المهرجان الشعري. الذي ارتقى إلى مراتب العالمية بامتياز. واكتسب خصوصية التفرد والتنوع. التي لا يمكن بأي حال من الاحوال محاكاتها في مهرجانات شعرية اخرى، والذي يساهم في تنشيط الحركة الثقافية والسياحية بجهة الجريد التي اصبحت عاصمة دولية للشعر، ومحطة بارزة لحوار الحضارات الاخرى، وفي السياق ذاته اشار رئيس المهرجان الشاعر عادل بو عقة، ان هذه

الدورة تتميز بتعدد الفقرات التي تجمع بين التثقيف والترفيه. وقد كان الافتتاح في مستوى اهمية هذا المهرجان العريق الذي بلغ في مرحلة ما حالة من الوهن، لولا العزيمة الصادقة لنخبة من الشعراء والكتاب ومن اهل الثقافة الذين غيّب الموت البعض منهم على غرار الدكتور محمد الغزالي والشاعر محمد شكري الميعادي، والذين سارعوا الى انقاذ المهرجان والارتقاء به الى مصاف المهرجانات الدولية. تم عرض شريط فيديو عن فلسطين ضيف شرف الدورة وتكريم الشاعر الفلسطيني سليمان دغش، وايضا الشاعر التونسي محمد الهاشمي بلوزة.

ثم فسح المجال الى القراءات الشعرية لعدد من الشعراء تحول على اثرها المشاركون الى روضة الشاعر ابو القاسم الشابي، الحاضر بالغياب كما اراد... «ساعيش رغم الداء والاعداء... كالنسر فوق القمة الشماء»، حيث اطلع الضيوف وبعد وضع باقة من الزهور على ضريحه وتلاوة الفاتحة، عبر اروقة الروضة، على بعض التفاصيل عن حياة الشابي ومسيرته الابداعية ومعاناته من جراء المرض، من خلال الصور المعلقة لبعض افراد اسرته، وأيضا لأصدقائه ومعاصريه، ومن خلال ايضا الابيات الشعرية المرسومة على الرخام باللغتين العربية والفرنسية.

وتضمن برنامج اليوم الاول وخلال الفترة المسائية، عديد المداخلات العلمية التي انتظمت بدار الثقافة بدقاش ثم سهرة شعرية كبرى بنزل الاقامة، والتي سنعود للحديث عنها لاحقا...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115