لتنشيط قطاع السياحة الواحية والصحراوية، التي تمر بظروف صعبة، تتطلب اليوم تظافر جهود مختلف الأطراف للتقليص من حدتها. وإيمانا من الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي، بضرورة دعم هذه المجهودات والبرامج لاسيما بالمناطق الحدودية والريفية ذات الكثافة السكانية، والنهوض بها تنمويا واقتصاديا وثقافيا. وخلق فضاءات وبرامج للترفيه عن المواطنين المرابطين على الشريط الحدودي مع الجزائر، ينتظم مهرجان «سبيكيلوم» للفنون والسياحة من 23 إلى 25 ديسمبر 2016. بالشبيكة، من معتمدية تمغزة ولاية توزر ومختلف عماداتها. ذات الخصوصيات الحضارية والتاريخية والسياحية.
سيكون من بين أهداف المهرجان الترويج لهذا المنتوج الثري والمتنوع الذي تتميز به الواحات الجبلية، التي يشكل متساكنوها سدا منيعا أمام مختلف مظاهر التطرف والإرهاب. ورغم ذلك يفتقرون إلى ابسط وسائل الترفيه والتثقيف، من خلال الحملات الدعائية والاعلامية المبرمجة، من ذلك تنظيم يوم ترويجي ثقافي وسياحي بالعاصمة وعقد ندوة صحفية، للتعريف بهذا المهرجان واهدافه.
وستتراوح فقرات البرنامج العام لمهرجان سبيكيلوم، وهو الاسم الروماني لقرية الشبيكة بين العروض التنشيطية والمعرض والسهرات الموسيقية، إلى جانب المشهدية الاحتفالية الكبرى بعنوان: «سبيكيلوم تغني للحياة».
ففي اليوم الأول الجمعة 23 ديسمبر 2016، وبعد الافتتاح الرسمي واستقبال الضيوف، تنطلق العروض التنشيطية بكل من الشبيكة ومناطق فم الخنقة وسندس والظافرية، بمشاركة الفرق الموسيقية الشعبية والتراثية، والتنشيطية، بمساهمة وحدة تنشيط الأحياء ودار الشباب المتنقلة بتوزر، وافتتاح معرض إبداعات المرأة الريفية بالواحات الجبلية، ثم زيارة سياحية واستطلاعية مفسرة إلى أهم المواقع والمعالم الحضارية والسياحية، وخلال الفترة المسائية عرض فرجوي بعنوان «سبيكيلوم تغني للحياة» يجسم نماذج من الحياة اليومية بمناطق الواحات الجبلية الحدودية، الثرية بتراثها الفني والثقافي ومعالمها السياحية، وعاداتها وتقاليدها، بمشاركة مجموعات هامة من الفرق الموسيقية من تونس والجزائر ومصر ونخبة هامة من المسرحيين والشعراء الشعبيين، وفي السهرة عرض فني تراثي. وخلال اليوم الثاني
تتواصل العروض التنشيطية بمختلف مناطق الشبيكة التي استبشر متساكنوها بهذا المهرجان الذي سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتنموية، واعادة الروح الى قطاع السياحي الذي اثّر تراجع نشاطه على الحياة الاجتماعية والاقتصادية بهذه المناطق. كما سيتم توجيه قوافل ثقافية إلى عمادتي فم الخنقة - سندس والظافرية في الفترة المسائية سيتم خلالها تقديم جملة من العروض التنشيطية والموسيقية والمسرحية للكهول والاطفال، من خلال عروض الغناء البدوي والشعر الشعبي، التي ستقدمها مجموعة من الفرق الشعبية، وفرقة القصابة بالرديف وايضا مسابقات مختلفة وحصص مطالعة وتوزيع الهدايا والكتب على تلاميذ المدارس الابتدائية. وخلال الفترة المسائية وبقرية الشبيكة «سبيكيلوم» يٌقام مهرجان الالعاب الفروسية، وسهرة موسيقية مع الفنان الشعبي محمود العرفاوي ونخبة من الشعراء الشعبيين.
اما اليوم الختامي الأحد 25 ديسمبر 2016، فسيخصص لمنتدى الفنون التشكيلية بالمدارس الابتدائية بالشبيكة، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين، وحوالي 300 طفل تتراوح اعمارهم بين 5 و12 سنة، وسيتم ايضا بهذه المناسبة وبعد تحية العلم المفدى بمشاركة الجيش الوطني، تكريم المؤسستين العسكرية والامنية من طرف اطفال المناطق الحدودية، ورسم جدارية كبرى تخلد الحدث بالاضافة الى ورشات جماعية في الرسم. كما سيكون وفي السياق ذاته للشباب انشطة وعروض موسيقية متنوعة.
وقد حرصت الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي الطرف المنظم لهذا المهرجان بالتعاون مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية والسياحة والشباب والرياضة، بمعية المجلس الجهوي للولاية ومعتمدية تمغزة وبلديتها والمجلس القروي وعمادات الشبيكة والظافرية وفم الخنقة، على الاعداد المحكم لهذه التظاهرة الاولى من نوعها بالمناطق الواحية والحدودية، ومراسلة الوزارات المعنية وتقديم البرنامج واهدافه، والموجه كما اشرنا الى هذه المناطق المنسية والمهمشة رغم دورها الامني الاستراتيجي، والتي لم تحظ ولو بالنزر القليل من الدعم والتنمية خلال السنوات الست الاخيرة، حيث ان الاوان ان تلتزم الحكومة ومن خلالها بالخصوص وزارتا الشؤون الثقافية والسياحة، والديوان الوطني التونسي للسياحة بمختلف الوعود والتعهدات، والاهتمام بهذه المناطق الحدودية، وتجسيم اللامركزية، والتمييز الايجابي، واعطاء دفع لمجال التنمية الثقافية والسياحية في ظل غياب البرامج والمشاريع التنموية...