مدينة الفنون بالمنستير وتشكو من نقص الفضاءات والتظاهرات: دُور الثقافة بجمال و قصيبة المديوني و قصر هلال في حاجة إلى التدخل العاجل

أدى الجمعة 14 أكتوبر 2016 محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية مرفوقا بوفد من الوزارة، زيارة عمل الى ولاية المنستير حيث عاين وبحضور عادل الخبثاني والي المنستير وأعضاء مجلس نواب الشعب عن ولاية المنستير و بحضور ثلة من الإطارات الجهوية الإدارية والأمنية

وضعية مجموعة من الفضاءات الثقافية بالجهة التي تشكو العديد من الاخلالات والمشاكل.

وزير الشؤون الثقافية دشن ساحة الفنون وأعلن عن انطلاق برنامج المنستنير مدينة الفنون في حين تعاني المنستير من نقص في الفضاءات ونقص في التجهيزات وغيرها من عوائق العمل الثقافي

جمال وقصيبة المديوني ...فضاءات غير قادرة على استيعاب الانشطة
دار الثقافة جمال، فضاء جد شاسع ولكنه يتطلب الكثير من التدخل خاصة في قاعة العروض التي لم تعد قادرة على استيعاب العرو ض خاصة والكثافة السكانية لمدينة جمال جد مرتفعة مقارنة ببقية معتمديات ولاية المنستير، كما ا ن دار الثقافة بجمّال توجد في مركز المدينة.

دار الثقافة بجمال أصبحت غير قادرة على استيعاب الأنشطة الثقافية بسبب بعض التصدعات وهي تستدعي التدخل العاجل لتهيئتها حيث من المنتظر ان يتم توفير 685 الف دينار لصيانتها مع النظر في إمكانية البحث عن موارد إضافية لتحويلها لمركب ثقافي يستجيب وقيمة الأنشطة الثقافية بالمدينة كما جاء في زيارة الوزير الاخيرة..

من جمال الى المدينة الاصغر قصيبة المديوني، و دار الثقافة المطلة على البحر و التي لحقتها أضرار جراء مياه الامطار الأخيرة و في هذا السياق اكد وزير الشؤون الثقافية على ان توفر بلدية المكان عقارا جديدا لإحداث دار ثقافة جديدة وفقا للمواصفات و لطبيعة الأنشطة المسداة لروادها ومبدعيها و شبابها خاصة وان دار الثقافة القصيبة تعود الى عام 1930 أي عمرها تجاوز 86عاما.

دار الثقافة قصر هلال المعضلةَ!؟
قصر هلال مدينة النسيج، مدينة برزت الأهمية التاريخية لها في أحداث ثورة 1864 إذ تحملت هذه المدينة الجزء الأهم من الضريبة التأديبية (باسم الفساد) الموظفة على الساحل. حيث سلط قائد محلة الباي أحمد زروق خطايا مجحفة عجز أهل القرية والقرى المجاورة عن تأديتها. وتحمل أحد شيوخ قصرهلال تأديتها نيابة عن الفقراء في الجزءالساحلي الممتد من بومرداس إلى داموس في خط عبر المكنين وقصرهلال.

مدينة احتضنت مؤتمر 2مارس 1934 باحتضانها لمؤتمر البعث حيث اسس الزعيم الحبيب بورقيبة الحزب الحر الدستوري الجديد. وهو حزب التحرير في تونس. ومنذ ذلك التاريخ وإلى تاريخ الاستقلال في 20 مارس 1956 لعبت قصرهلال دورا رياديا في الحركة الوطنية وفي تأسيس ركائز الاستقلال وكانت ملجأ وسندا للزعيم الوطني الحبيب بورقيبة في كافة مراحل نضاله حتى حصول الاستقلال.

مدينة قصر هلال او مدينة النسيج تشكو من غياب فضاء ثقافي يجمع ابناءها ومبدعيها و هي المدينة التي تضم العديد من الجمعيات الثقافية بالإضافة الى معاهد مختصة في الحر ف، وللإشارة فان دار الثقافة بقصر هلال التي افتتحت أول مرة نهار 2 مارس 1984 بمناسبة خمسينية الحزب ودشنها بورقيبة وقتها مغلقة منذ الثورة و مصادرة لأنها على ملك التجمع المنحل.

من 2011 وأبناء قصر هلال من مبدعين و مهتمين بالنشاط الثقافي يطالبون السلط المتتالية والوزراء الكثر بإعادة فتح دار الثقافة لتكون ملجأ مبدعي الجهة و فضاء لإيداعاتهم لسنوات و اذان المسؤولين صماء امام نداءات ابناء الجهة ومثقفيها، ولسنوات ودار الثقافة اليتيمة بقصر هلال ابوابها موصدة لأنها من املاك التجمع وابناء المدينة ينشطون في المكتبة العمومية.

وفي زيارته الاخيرة للمنستير عاين وزير الشؤون الثقافية، فضاء دار الثقافة بقصر هلال، في هذا السياق طالبت السلط المحلية و مكونات المجتمع المدني بالنظر في إمكانية احالتها تحت تصرف بلدية المكان لإعادة تهيئتها وصيانتها وفتحها حتى تكون فضاء رحبا لاحتضان مختلف الأنشطة والتظاهرات الثقافية، ربما تكون فضاء لمسرح بلدي في المدينة ، وهناك طرف آخر دعا الى اعادة فتحها كدار ثقافة تعود ملكيتها الى وزارة الثقافة لان بلدية قصر هلال غير قادرة على تشجيعها ودعمها كما تفعل بلدية تونس او سوسة، فلماذا يعاقب مثقفو الجهة ويحرمون من دار الثقافة فقط لأن البناية كانت على ملك التجمع المنحل.

قصر المرمر ...أعجوبة هندسية محيطها مهمل
قصر المرمر، الاعجوبة الهندسية في سقانس المنستير، هو القصر الذي دشنه الزعيم الحبيب بورقيبة في 3 أوت 1962 وظل محل سكناه الى عام 1987، قصر المرمر مطل على البحر، هو اعجوبة معمارية وهندسية تذهل الزائر خاصة بعد افتتاح القصر ليكون متحفا للعموم في أفريل 2013.

تتوسط هذا الصرح المعماري حدائق تمسح 50 هكتارا وهو يتميز بثراء عناصره المعمارية المعاصرة أشرف على تشييده المهندس المعماري الشهير أوليفيه كليمان كاكوب وأنجز تصاميم تهيئة فضاءاته وقام بتزويقها ثلاثة من أبرز المهندسيين الفرنسيين وهم «أندري لولو» وماكسيم أولد و«رافائيل» يقول بوش شنفورا في المقال الذي خصصه لقصر المرمر في مجلته: «يعدّ هذا القصر مثالا فريدا للطراز المعماري والتزويق لبداية الستينيات وقد سعى المهندسون إلى أن يجعلوا منه أنموذجا يحاكي قصر «فرساي» بروح القرن العشرين فمن بدائع هذا القصر الرخام ذو البريق البيضوي فالوردي الذي اكتست به جدرانه ثم تمازج التأثيرات المعمارية المعاصرة وتوحّدها في روح تونسية فأبدع في ذلك فنانون وحرفيون تونسيون في فنون الحـــدادة والخشب والخزف، وتزويق البلور والجصّ والزربية». كما كتب في مجلة «ليدرز العربية».

تستوقف الداخل إلى القصر من بوابته الرئيسية نافورة موسيقية ليس لها مثيل في غيره من قصور البلاد التونسية. ويتكوّن القصر الذي يتوسط الحدائق من طابق أرضي وطابقين علويين تعلوهما شرفة تمتاز بشكل سقفها الذي وظفت في كسائه قطع بلورية مربعة الشكل على غاية من الإتقان والروعة. في مدخل بهو القصر مدرج فسيح يؤدي إلى الطابق الأوّل حيث قاعة الاستقبال والجناح الرئاسي الخاص. كما يفضى رواق البهو إلى قاعة جلوس مغربية التصميم قام بنقش واجهاتها وتزويقها وتأثيثها حرفيون من المغرب وهي هدية من الملك الحسن الثاني، تعبيرا منه عن تقديره للزعيم الحبيب بورقيبة وإعجابه بفكره ونضاله.

من 1978 الى عام 2000 عانى القصر من الاهمال الشديد، ثم اعيد ترميمه ليكون متحفا يخلد تاريخ الزعيم بورقيبة، ولكن رمم من الداخل في حين بقي محيطه غير مرمم ومهمل، في المنازل الصغيرة «بانغالو» التي كان يستقبل فيها بورقيبة زعماء العالم، بيوت صغيرة مزدانة بلوحات حقيقية لاشهر رسامي العالم ، اصبحت اليوم فضاء للسكر والجلسات الخمرية ، منازل شهدت على تاريخ البلاد اهملت من 1987، ولم ترمم كما رُمّم القصر من الداخل . وضمن زيارة محمد زين العابدين اطلع الوزير على محيط القصر الذي يستدعي تظافر جهود مختلف الهياكل و الإدارات المعنية لتهيئته و تحديد حدوده بعد ان تم التفويت في العقارات المجاورة بالقصر لفائدة الخواص. وفي هذا الاطار طالبت السلطة الجهوية من وزارة الشؤون الثقافية بمزيد العناية بقصر المرمرة حتى يكون احد اهم نقاط المسلك السياحي و الثقافي بالجهة باعتبار رمزية المكان وردا للاعتبار للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة باني تونس الحديثة.

 

كما التقى الوزير بالعديد من مثقفي الجهة للنقاش في مشاكل الثقافة بالجهة وقد أوضح وزير الثقافة انه سيعمل على دعم الجمعيات الثقافية حتى تطور أنشطتها وابداعاتها وانتجاتها الثقافية فضلا عن ربط الصلة بين العاصمة و المدن من خلال تخصيص ركح خاص بالجهات ضمن برنامج مهرجان قرطاج الدولي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115