ذكْرى الجرح الذي في كفّ الخـزّاف (تَلْويحَاتٌ ليْليّة بابْ سُوريّـة لِليْلٍ تُونسيٍ لا يَلـــينُ...)

الى واحدة من أمهاتي التونسيات , اشارة من الشّاعر الفَرَزْدَق :
« فما اُبْنكِ إلاّ ابنٌ منَ النّاسِ فاصْبري
فلنْ يـُـرْجَعَ الموتىَ حَنينُ اُلْــمَآتــِـم».

1

عنْهُ أضاعَ نفسه في تونس وما ضيّعوه «انا»... ضمير «الغائب أكتبها على سبيل مجاز لتسميةِ الزّجاج الـمُهشّم بين يدَيْ خزافٍ أعْمى البَصَر والبصيرة .. أصاب نفسه بالرُّعاشِ الإرادي لأنّه
لم يعُد يسْمع بين أنامله شَكْوى ذكـَر الطين يترجّاه
ليلتَحِق بعروس الطين الجميلة أنثاه في كتاب الغَابِ والغِيابِ يقولُ ضمير الغائب عنْه للغائب عنْه
(....)

أفـْحَشْنا في الحَجر والحيوان
والشّجر والبشر والبِحار .. زمني زمن الأوازم ..
افحَشنا في ذاكرة الطين والوطن وخرائط ذكرى الموجوعين الحالمين والموجوعات الحالماتِ بوجيعَة أقلّ.
(...)

يتهدّدُنا الله بأفاعيل الملوك حين دخول القُرى ليُفْسدوا فيها
وقد فَسدوا كما مَرقِ الباذنجان البائت وأفْسدوا
كما شهدتْ عليهم حكيمة النساء بلقيس سبأ بشهادة الله عينه
(تقدس وتعالى على البصر)
الحجرُ ينوحُ الحيوان ينُوحُ والبشر والشّجَرُ
(...)

تتناوح الأرواح بأجْسادها مع الريح الجَريـحِ الكلّ في الكون يـُهدّدُ الكلَّ بشئ ما والعين مني تُـهددني بحبْس الدّمْع
وهو أشدّ العِقابِ الحجر يبكي
(اذن هو بخيرٍ)
والحيوان البرّي والأليف
(اذن هو بخير)
الطينُ يـَبكي والشجر يبكي
(اذن هو بخيرٍ )
وجوارح الطيور الجريحة تنوح
(اذن هي بخيرٍ)
وأنا لم أعُدْ أبْكيني
(اذن أنا لستُ على ما يـُرام )
(...)

تَدَحْرَجَتْ
بـــي مواقيتي الى مَقام شيءٍ ما
(...)

قد أكون أنا ذِكرى الجُرحِ الذي
في كفّ اُلْـخزّاف.. ابن الخزّافة ؟
لذلك ربما أنا سليم تماما و دَوْلة
أعضائي ترقًص بـيَّ مع « أغنية مايْسوفا»
وقد سيّبتْ شَعْرها على رِسْلهِ ...
وشُعُورَها...
لم تطأ شَفتي أوْراق كتابٍ غير أوْراق كِتابـها

2

من حسن طالعي ورشاقة اسمك
واسمي ،،
اني الفائز في كل الخسارات
مع قلبي
لكِ بزناسة «الفايس / لوك / شْلوك»

آخر الليل ،،،
ولَـمْلملة صَدرك الوافر ... العامر
الطّافح بأصَابعك ..
والأماني
(...)

لك كل الذين أسالت عليهم ثعالب ...
الدولة التونسية الجرباء
بالأمْس الحيّ السّاخن
سَوائلها
وسُيولها ..
لك أن تتجمّلي مرة أخرى لتُيوس ...

«حضارة الخدمات السريّة»
مُبيدة «الشّعراء» أبناء «الغَنْغُونات»
تنقّين حاجبيْك مثلا...
على مهل وابن شمْسك الليلي
على عجلٍ.
(...)

قمحك عند الطّلاج وشَعيرك وحمّصك
والطّلاج يا بنت الفِجاج هو ما تُدار به الرّحَى
ارحي اذن ما طاب لك الرقص على صوت
بنات ,,,
الرّحى
أخوات قلْب الرّحى الـمُخْلصات
لجاذبيّة الدّوران في الفَراغ العَاطفي
(.... )

لا أحدَ في «حي الفايس بوك» غيرك من بنات «آوى»
وحْدك نجمة فلق صُبح القلوب ..

3

السيدة « الـمُطلّقة» تـكتبُ على حائط وجهها :
«عزباء»
يا للْحيزبون ...
هل كلّ ما فيكِ أعْزب حقا,,,
ولم تــَكُــرَّ

عليه السنون ...؟
ولم تشْيـَـبَّ نواحيك ...؟
هكذا قالت تلك المرأة الطّاعنة ... في «الفايسبوك»
والتنّقل بين الرّجال لجَارتها والتي هي :
أنت...تخاطبينَ نفْسَك في المرآة كما لو أنّك ...
سِواك .... لأنك امرأة طيّبة ؟

4

دائما ثـَمـّــة حوادث سيرٍ عاطفيّة
وأنا أشْتَغل رجل مطافئ عاطفي
لكنّي أصِلُ دائما مـتأخّرا ...
كما سيارة إسْعافٍ ...
من بلدٍ مُـجاورٍ لقلْبي ...
لكن ذاكرتي تنْتسب للفيّلة
لأني فُطِمْتُ على حَليب النّوق...
والتَّـمـْـر الجريدي ...
وتربْيتُ مع الحَرائـِر و الكُتب والأحْرارِ...
في « باب السّور»

5

هلْ رايتَ جدارا يمشْي
أقول لي ..مُـخاطبا سِواي
وحين خانه ايقاع القلب
حطّ يدَه على حائط مُنهار.. .
ذلك هو أنا بُعيْدَ مُنْتصف نــهار الحبّ إلا رفّـة جَفْن منْك
(...)
شكرا لظل الشّجرة وشكرا للقطّ الاسود الذي ينَام عندها حين أفْسَح لي مكانا لأجْلس قُربه ولم يـَهْرب كما فَعل بـيَّ قَلْبي وأنتِ... والبِلادْ

6

تطير الكائنات في كتاب الكَوْن حُبيبات غُبار او هُبيْآت عطرِ
وتبقى أحْرف الأسْماء
هذا أوّل حرفٍ من اسمك رسمته
بالورد ليدلّ عليْك

وإنْ انا لا يُكَسّرني غيابٌ
دائما أفوزُ بنْفسي وإنْ أنا خَسرتُ
لأمرٍ بسيطٍ هو كوني جنوبي
ربما مثلك
عمل في طفولته الأولى كسّار حجرٍ عاطفي في غفلة من ملائكة الطفولة. ..

7

جئْتُ الدّنيا خَفيفا...
وان ْبصرخة غامِضةْ وأغُادرها خفيفا بخُطى ذِئْبٍ
ترَبّــى في البراري وإنْ هوّ...
يمشي بين النّاس...

يـُحِبّ الكُتُب والحَدائِق
يـُحِبّ « فيروز» وابنها زياد الرّحَباني
يـُحِبُّ
الأصْدقاء الصّادقين
يحب
الصّديقات الثّْرثارات في العاطفة
يحبّ

المتصّوفَة
ورَيـْحانات الحانات
وبعض العَاهِرات
يُــحِبّ

الرّقْص وَالشّعْر والرّوايات
وتُبكيه «سُورة يوس» ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115