إضاءة: حرب استباقية على ..الجلود

على بعد أسابيع من موعد عيد الأضحى، يرتقب الكثيرون تغيرا في المشهد البيئي العام بالمناسبة، مترتبا عن كثافة

إراقة الدماء وإلقاء متزامن لمئات آلاف الجلود في المحيط العام..
سيكون الأمر اعتياديا بالنسبة للغالبية الساحقة من المواطنين الكرام، في ظل تجند أعوان البلديات لإزالة ما علق بالشوارع والأنهج والساحات من أدران ظرفية طارئة..
في الاثناء، وببادرة من مركز الجلود والأحذية ، طرحت بادرة انضمت لها جمعيات بيئية ، بغاية جمع واستعادة تلك الثروة الخام المهدرة من جلود تتراوح بين 300 ألف ومليون وتزيد، من وحدات تلقى عشوائيا ، والحال أن الجلد الواحد يمكن أن يساهم في حال تثمينه في إنتاج أكثر من حذاء ومنتج آخر جلدي، اي أن تفادي التلوث يترافق مع مصلحة إقتصادية أكيدة من خلال الاستفادة من تلك الكميات الضخمة من الجلود بإعادة استعمالها.
كل ذلك بات ممكنا بفضل هذه البادرة التي تنضم لها جمعيات بيئية فاعلة منها من أجل تونس نظيفة وشبكة فايقين لبيئتنا.
كما سيكون لها وقع صحي ، ويلبي جانبا من توصيات وزارة الصحة التي نادت السنة الماضية وفي إطار الاحتفال بحلول عيد الإضحى و للوقاية من المخاطر الصحيّة والبيئيّة المرتبطة ببعض السلوكيات غير الصحيّة، تذكّر وزارة الصحة العموم بأنّ إلقاء فضلات الأضاحي بصفة عشوائيّة من شأنه أن يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات والحيوانات السائبة وهو ما ينعكس سلبا على الصحة العامّة من خلال إمكانيّة الإصابة ببعض الأمراض عن طريق النواقل والجراثيم المرتبطة بتخمر الفضلات العضوية.
كما دعت الوزارة العموم إلى المساهمة في إحكام عمليات التصرّف في الفضلات من خلال وضعها في أكياس محكمة الغلق واحترام أوقات رفعها من طرف المصالح المعنيّة. علما بأنّ هذه الفترة تتميز بتواصل ارتفاع درجات الحرارة مما يُساهم في تردي الوضع عند تصريف الفضلات بصفة عشوائية
وأكدت مصالح الصحة على ضرورة عدم اللجوء إلى إلقاء أجزاء الأضاحي المريضة وخاصة منها المصابة بالكيس المائي على غرار الكبد والرئتين بل يتعين تغليتها في الماء الساخن لأكثر من نصف ساعة قبل تصريفها مع الحرص على وضعها في أكياس محكمة الغلق.
كما يمكن أن تضمن التصرفات الفردية والجماعية البيئية والصحية الوقائية والرشيدة، تفادي الخطايا التي باتت تفرضها الشرطة البيئية للمخالفين,
للتذكير مثلا في العيد المنقضي، قامت الشرطة البيئية و في إطار حملة على فضلات أضاحي العيد ،في إقليم تونس الكبرى بتحرير 90 محضرا بقيمة 60 دينارا ضدّ مواطنين قاموا بالقاء جلود الأضاحي في الأماكن غير المخصصة لها.
وانتفت أعذار المخالفين، بعد حملات التوعية، حيث تم التذكير بضرورة الكف عن إلقاء فضلات الأضاحي بصفة عشوائيّة والمساهمة في إحكام عمليات التصرّف فيها من خلال وضعها في أكياس محكمة الغلق واحترام أوقات رفعها من طرف المصالح المعنيّة، وذلك بهدف الوقاية من المخاطر الصحيّة والبيئيّة المرتبطة ببعض السلوكيات غير صحيّة التي ترافق الاحتفال بعيد الاضحى.
كل تلك المخاطر يمكن أن تزول لتتحول النفايات من محنة إلى منحة.
فهل تنجح الحرب الاستباقية وتكتفي المصبات وشبكات الصرف والأنهج والأرصفة باستقبال بعض النفايات المحدودة من آثار الذبح التي يتعذر التحكم فيها؟
الكرة في مرمى المجتمع والنسيج الجمعياتي مع الهياكل الفنية المعنية..
هل سيتغير المشهد جذريا هذه السنة؟
لننتظر ونرى..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115