Print this page

يوم إعلامي بدار الشباب «بليماقس» (معتمدية قبلي الشمالية): حول آفاق تنمية قطاع الزراعات الجيوحرارية تحت شعار «قوّتنا في فلاحتنا»

بادرة من مجمع البيوت المحمية بمنطقة «بليماقس» من معتمدية قبلي الشمالية وبالتعاون

مع المركز الفني للزراعات الجيوحرارية بقابس انتظم بدار الشباب بليماقس يوم إعلامي حول افاق تنمية قطاع الزراعات الجيوحرارية تحت شعار « قوتنا في فلاحتنا» بحضور فنيين من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية وممثلي عدد من الشركات الخاصة في تحضير المشاتل اضافة الى فلاحي المنطقة الذين أكد بعضهم بالمناسبة التراجع الحاد الذي يشهده القطاع بولاية قبلي جراء تكاثر الامراض الفيروسية التي باتت تصيب البيوت المحمية وتملح عدد من الابار فضلا عن محدودية امكانياتهم المادية خاصة ان كافة المشاريع بالمنطقة هي مشاريع ذات طابع اجتماعي.

اشار عدد من الفلاحين على غرار رئيس مجمع البيوت المحمية بالمنطقة محمد الرحائمي ان تتالي الاصابات بانواع مختلفة من الفيروسات وخاصة منها فيروس «بيودلهي» الذي يمس اساسا القرعيات فضلا عن الاضرار التي لحقت بهياكل البيوت المحمية واغشيتها البلاستيكية في السنوات الاخيرة اثر الى حد كبير على القطاع مثمنا تدخل عدد من الهياكل لمساعدة الفلاحين وخاصة الدور الهام الذي لعبه المركز الفني للزراعات الجيوحرارية الذي تمكن خلال هذا الموسم من الحد من انتشار بعض الفيروسات بالبيوت المحمية الامر الذي ساهم في نجاح الموسم بنسبة تناهز 70 %.

ومن ناحيته اوضح رئيس مصلحة الزراعات الجيوحرارية بدائرة الانتاج النباتي احمد عبد الدايم ان هذا القطاع الذي كانت ولاية قبلي سباقة في اقتحامه منذ ثمانينات القرن العشرين يعتبر قطاعا واعدا اعتبارا للفرص المتاحة للمنطقة لتطويره في ظل توفر خزان هام من المياه الجيوحرارية التي تمثل الركيزة الاساسية لمشاريع البيوت المحمية الا ان هذا القطاع لا يزال محدودا وبعيدا كل البعد على التصورات التي وضعت له عند انطلاقته لبلوغ مساحة من الزراعات الجيوحرارية تصل الى 120 هكتارا في حين تبلغ المساحة الجملية للمشاريع في القطاع حاليا 55 هكتارا فقط وذلك بسبب ظهور عدة اشكاليات اهمها سوء التصرف في المياه الحارة باغلب المشاريع جراء تضارب المصالح بين استغلال هذه المياه في ري الزراعات المحمية من ناحية وري المقاسم المعدة لانتاج التمور من ناحية اخرى خاصة في فصل الشتاء اثناء الاستعمال المكثف لهذه المياه في تسخين البيوت المحمية.

كما اشار المصدر ذاته الى اشكالية تملح عدد من الابار في السنوات الاخيرة واندثار عدد من المشاريع كليا على غرار مشروع البيوت المحمية بمنطقة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية علاوة على تفاقم الاصابة بالفيروسات مؤكدا على ضرورة ايجاد حلول عملية سريعة لتطوير القطاع عبر حفر آبار جديدة والمراقبة الدائمة للابار الموجودة داعيا الفلاحين في القطاع ومنهم فلاحي منطقة ليماقس الى التجمع في شكل شركات تعاونية تساعدهم في تطوير الانتاج وحسن ترويجه والمنافسة في الاسواق الداخلية والخارجية.

وبدوره اوضح المدير العام للمركز الفني للزراعات المحمية والجيوحرارية بقابس محمد الصادق بلقاضي ان انطلاقة مشاريع الزراعات الجيوحرارية بقبلي وبالجنوب التونسي عموما كانت من منطقة «ليماقس» في موسم 1985 - 1986 وهو ما جعل لهذه المنطقة ميزة خاصة جعلت فلاحيها يمتلكون الكثير من الخبرة في القطاع الا ان ظهور بعض الاشكاليات المتعلقة اساسا بوضع المياه وتراجع دفق بعض الابار او تملح بعضها الاخر علاوة على تجاوز اغلب المشاريع للعمر الافتراضي لها لتبلغ ما يزيد عن 30 سنة الامر الذي اثر على هياكل البيوت المحمية وعلى نوعية التربة المنتجة وكذلك على مردودية القطاع الذي لا يزال الى حد الان ذا طابع اجتماعي ولم يتطور ليصبح مشاريع كبرى ذات قدرة تشغيلية وانتاجية كبرى

واضاف بلقاضي ان المركز الفني بقابس نجح هذه السنة في الحد من انتشار بعض الامراض وخاصة فيروس نيودلهي بمشاريع الييوت المحمية هذا المرض الوافد على البلاد من دول اخرى وذلك بمساعدة الفلاحين على المداواة الدائمة وتوفير الادوية اللازمة في الاوقات المناسبة مؤكدا على ضرورة الارتقاء بالقطاع الذي له افاق كبرى قادرة على ان تجعل من هذه الجهات اقطابا كبرى لانتاج الباكورات وخاصة الباكورات البيولوجية التي يمكن ان تقتحم الاسواق العالمية وذلك عبر التوجه نحو احداث المشاريع الكبرى التي بامكانها كسب رهان التصدير مثلما هو الحال بولاية قابس التي تصدر حوالي 14 الف طن من المنتوجات الجيوحرارية سنويا وداعيا الى حسن استغلال الطاقات المائية لمنطقة قبلي ومن ذلك مثلا البئر الحارة بمنطقة الشارب والمساحات الزراعية الشاسعة لتلك المنطقة التي يمكن تحويلها الى مشروع نموذجي تعكف الدولة على تطويره من خلال انجاز دراسة استشرافية تبحث مع كافة المتدخلين في هذا المجال في سبل النهوض بالزراعات الجيوحرارية بالبلاد.

المشاركة في هذا المقال