إضاءة: بقعة تحت الشمس..لبني التمساح

تمساحنا مات,,آخر خبر في الراديوهات..
زفرات حق نفثها كثيرون قبل أسبوع... التمساح لا يهان «والحيوان» له حقوق ثابتة .. في الدستور..إن اقتضى الحال

لم يتأخر رد أنصار التمساح الذي أزهقت روحه بلا ذنب..وتوسعت دائرة الغضب بعد سويعات من انتشار الصور الفضيحة للاغتيال الجبان.
ماذا يعني هذا العبث بحيوان جلبته الأقدار ليؤثث جانبا من فضاء ترفيهي عساه يسعد الزوار ويهدي الرواد سويعات من اللهو والترويح بمشاهد الحيوانات البرية التي تزخر بها حديقة البلفدير؟؟

ماذا تعني الضربات الحاقدة المسلطة على كائن بريء لم يخلق ليباد بوحشية ثنائي القوائم؟
هل كتب عليه أن يغادر الحياة غدرا، بعد أن تخلت عنه رحمة البشر وشفقة أحباء الرفق بالحيوان؟؟

وهل فقد الناس حسهم الايكولوجي نهائيا حتى يتخلوا عن أبسط قواعد احترام البيئة وسلامة مكوناتها ومن بينها النبات والحيوان؟
كثيرون لم يأبهوا لتلك الأسئلة التي قرعت بحدة أبواب التونسيين بعد أن طافت الصور الكارثية ارجاء الدنيا، وكثيرون اعتبروا المسألة غير ذات أهمية,,

الأغرب أن البعض لم يعتبرها قضية تذكر، بل اعتبرها من قبيل الزوبعة في فنجان..
لا يستحضر الآدميون وضع الحيوان الأصلي، عصافير خلقت تحلق في الفضاء قبل أن يأسرها الناس في اقفاص ليستمتعوا بشدوها الذي يصبح أشبه بالنحيب.

وكواسر وسباع ودببة وقردة تودع زنازين صغيرة بعنوان التنشيط والعرض والفرجة..
لا يعي الناس أن الكائنات الحيوانية شأنها شأن النباتات وغيرها خلقها الباري لحكمة وغاية، ولم يودع أي منها بلا غاية ولا سبب، وهو ما يتطلب التدبر والحكمة في الاستغلال والتصرف بعيدا عن التعذيب والتبذير والاستنزاف..

ولا يتذكر أدعياء البراءة صورة العصافير التي تبعث يوم القيامة لها دور عظيم وهي تشكو ممّن عذبها وقتلها للتسلية ودونما حاجة..
لا يدرك الناس حرمة تعذيب الحيوان، واحتمال دخول النار بسبب هرة بمجرد حرمانه من الأكل أو حتى.. الحرية ..

لا يذكر أحد أو يكاد مقولة الفاروق حين أعلن خشية من سؤال ربه عن بغلة العراق إن عثرت، لم لم يهيء لها الطريق؟
لا يستبعد أهل التحضر أن يكون حال الحيوانات في بلاد الثلاثة آلاف سنة حضارة دون الوصف..

فهذا البعض، المتمنطق برداء احترام الحقوق الأصلية للبشر، قبل الالتفات لحقوق البهائم، لا يتصور أنها تملك حدا أدنى من الحق في الحياة..وبقعة تحت الشمس..
إن في علاقتنا بالحيوان اختبارا لحسنا البشري والحضاري,,

ففي سلوكنا مع الكائنات المودعة في الكون مرايا لذوقنا ووعينا وحسنا المدني..
وفي نمط تعاملنا مع القطط والكلاب وغيرها، بعض من نوافذ كاشفة لبواطن أرواحنا وطوايانا ..

وفي ممارسات بعضنا المؤذية للدواب، مخالفة لسنة نبي الهدى صلى الله عليه وسلم الذي اشتكت له غزالة مرضعة، وناقة بالغ صاحبها في تعذيبها وإرهاقها,,
الحيوان الأبكم يسأل:أين المواطن الإنسان الصديق للأمم المسبحة أمثاله،,,ومنهاالنبات والحيوان؟

إن حادثة التمساح، في بلد يحترم البيئة رسميا هي واحدة من حوادث يومية مؤلمة تعرفها منازلنا وحدائقنا وشوارعنا التي تعج بجثث قطط وكلاب..وبأصناف نادرة مهددة بالانقراض، منها الحرباء (ام البوية) التي تباع بطريقة مقرفة ووحشية على قارعة الطرقات السيارة، وسلاحف تباع في صناديق بأسواق أسبوعية,,وطيور نادرة وكواسر تروج بسوق المنصف باي يوم الأحد، وبأسواق أسبوعية أخرى..
فإلى متى؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115