إضاءة: الرسكلة هي الحياة

لا شيء يضيع، فكل شيء يستخدم من جديد، شعار بيئي بامتياز، يسمع عنه البعض، ويمارسه كثيرون في البلاد المتقدمة، حيث بلغت نسبة تثمين النفايات في بعض البلدان 100 %، وحققت بالتالي شعار صفر نفايات، بينما وصل الأمر بشركات عملاقة في المجال لاستيراد فضلات بلدان شقيقة وصديقة,, إلى هذا الحد وأكثر,,

لذلك يتنافس المستثمرون المحليون والدوليون في طلب ود القائمين على فضلاتنا من بلديات وجماعات، طامعين في عقود تخول لهم الاستفادة من هذا الكنز المهمل:
في ما مضى سمعنا أشقاء عرب يتحدثون في منتديات بيئية عن التدوير ومزاياه.

ذهب في حسبان البعض أن الأمر بديهي إذ اكتشف العرب مزايا تدوير الحزام قرونا قبل عهود سامية جمال وفيفي عبده ونجوى فؤاد غير أن الأمر يتعلق بالأحرى بتدوير النفايات لتكون لها بعد الاستعمال الأول دورات جديدة في الحياة.

استعدت تلك الذكريات خلال زيارة لكرنفال البيئة، المعرض الذي أقامته جمعية الصيانة والتحديث بمقرين أواخر الأسبوع المنقضي بدار الثقافة ابن رشيق حيث تم عرض عشرات من التصاميم الأنيقة من ملابس مستعملة تم تجميعها وإعادة تشكيلها بلمسات فنية مبتكرة استغلت مواد كانت تلقى في سلة المهملات منها معلبات ياغورت وقوارير مشروبات مختلفة.

وبادرة جمعية مقرين ليست الأولى ولا الأخيرة في محاولة إيقاد شرارة التثمين التام لكل النفايات والمواد المستعملة ومخلفاتها، غير أنها لبنة في صرح الوعي والتحرك نحو الرفع من نسبة اعادة استغلال النفايات المستغلة كما في مجال التطهير، حيث ترتفع تدريجيا نسبة استغلال المياه المطهرة في أغراض متعددة.

لا بد من تأسيس جدي ومأسسة لنشاط الرسكلة الذي يلقى اهتماما متناميا في بلادنا في عديد الاختصاصات كالبلاستيك والزيوت والورق والمعادن.

ولبيان الأثر المباشر لهذا التوجه البيئي نذكر على سبيل المثال أن صيانة الطبيعة (من غابات وأنهار) أصبحت ذات أهمية متزايدة في قضية إعادة التدوير أو الرسكلة. فمن المقدر أنه (في الولايات المتحدة) حوالي 40 مليون نسخة من الصحف المرمية كل يوم، تعادل رمي نحو نصف مليون شجرة تنتهي في مصبات القمامة كل أسبوع.

كما إن معظم فضلاتنا عضوي، أي أنها قابلة للتحويل إلى سماد عضوي، وتقدّر ب 2ر2 مليون طن,إذ يقدّر معدّل النّفايات المنزلية المنتجة من قبل الفرد الواحد بحوالي 0،6 كلغ/اليوم.

فعلا آن الأوان لتكاتف المعنيين وتعبئة القدرات من أجل تسريع نسق التثمين والرسكلة واعتمادها أولوية تنموية وبيئية ترصد لها المزيد من الحوافز وتسن التدابير وتوضع الخطط من أجل أن يبلغ مستوى الاستسامد ذروته فتنتعش الزراعة ويستفيد الفلاحون وفنيو التثمين،وتتحرك عجلة المشاريع الصغرى في مجالات الرسكلة في كل جهات البلاد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115