دعوة الى تطبيقها فيما تبقى من سنة 2016: سياسة التقشف بين التخوف من النجاح في تخفيض نفقات التنمية وعدم النجاح في تخفيض نفقات التصرف

اعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد في خطابه امام مجلس نواب الشعب ان الاوضاع في تونس قد تؤدي الى اعتماد سياسة التقشف في العام 2017 ، وسياسة التقشف التي تعني في مفهومها العام التخفيض في الانفاق يتم اعتمادها غالبا في البلدان التي يرتفع فيها عجز ميزانياتها الى مستويات عالية.

ارتفاع مطرد في عجز ميزانية تونس حيث كان في العام 2010 في حدود 1 بالمائة ليقفز هذا العام حسب توقعات قانون المالية الى 3.9 % من الناتج المحلي الاجمالي ويبدو ان التوقعات الاولية غير مثبتة فعجز الميزانية قد يرتفع نهاية السنة.
فقد افاد فيصل دربال الخبير الاقتصادي في تصريح لـ«المغرب» ان ميزانية 2016 ستسجل عجزا اضافيا ب 2.9 مليار دينار والسنة لم يتبق منها سوى 4 اشهر مما يطرح تساؤلات حول كيفية توفير هذا المبلغ فيما تبقى من السنة، ليضيف في تساؤل انكاري هل ان الوضع يسمح بانتظار العام القادم لاتباع سياسة تقشفية ليبين ان هذه السياسة تقوم بالأساس على إحداث اداءات اضافية وتخفيض كتلة الاجور والغاء بعض الزيادات.

سياسة التقشف التي يتحدث عنها رئيس الحكومة تتضمن اجراءات «موجعة» سيكون لها انعكاس سلبي على مستوى معيشة المواطن وعلى استثمارات الدولة والنمو لان سياسة التقشف فيها الغاء مشاريع كبرى وفيها تقليص الدعم وترفيع في الاداءات والغاء الزيادات في الاجور والتخفيض فيها. ولفت دربال الى ان ما يجب التصريح به هو انه يمكن ان ناخذ البعض من هذه الاجراءات كالغاء الزيادات في الاجور وتخفيض الدعم دون انتظار العام 2017 والبدء من سبتمبر 2016 حتى تتمكن الدولة من تخفيض الضغط على الميزانية.

اوضح المتحدث ان سياسة التقشف يمكن ان تقتصر على اجراء او اجراءين مشيرا الى انها تستهدف المواطن وليس اجهزة الدولة ولهذا يجب تعميمها حتى لا يحمل المواطن لوحده عبء الازمة الاقتصادية.
تلجأ الحكومات إلى الإجراءات التقشفية بهدف خفض العجز في الموازنة، وغالبًا ما تترافق خطط التقشف مع زيادة الضرائب.

من جهته أفاد حسين الديماسي وزير مالية اسبق في تصريح لـ«المغرب» أن سياسة التقشف هي نتيجة أخطاء السياسيين مما يدفع المجموعة الوطنية إلى تحمل النتائج وأضاف الديماسي أن سياسة التقشف ممكنة بالطريقة التي أعلن عنها إلا أن التخوف من أن لا ينجح في تطبيق الجزء المتعلق بتقليص الدعم ونفقات التصرف في حين يمكنه القيام بتطبيق نفقات التنمية باعتبار أن الإجراء لن يلقى معارضة من الأطراف الاجتماعية والأحزاب، إلا أن تطبيق هذا الإجراء سيكون له نتائج سلبية، موضحا أنه لإنجاح سياسة التقشف بالطريقة التي أعلن عنها رئيس الحكومة لابد من تطبيق كل الاجراءات.

ذكر الديماسي انه من بين التجارب العالمية التي نجحت في تحقيق تطور في اقتصادياتها تركيا حيث قامت منذ سنة 2001 بسياسة تقشف اعتمدت على تقليص نفقات الدولة وهدنة بثلاث سنوات واليوم تحسن اقتصادها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115