بعد ترك العرض والطلب مقياس تحديد قيمة الدينار في السوق: تسجيل انحدار شبيه بما حصل في 1986 وبظروف اقتصادية أسوأ

يعد الانزلاق الذي يشهده الدينار في هذه الفترة الموضوع الاكثر تداولا في جميع المنابر لتقديم الأسباب والحلول الممكنة لتدارك سيناريوهات كارثية. وتراجع الدينار وان كان الآن بأكثر حدة الا انه في السنوات الماضية لم يكن في حال أفضل باعتبار ارتباطه بالاقتصاد ككل.


الاقتصاد الذي يمر من سنة الى اخرى بثقل كبير وتراكمات لأزمات متعددة كان له طبعا تأثير بليغ في الدينار التونسي الذي فقد نسبة عالية من قيمته امام العملات الرئيسية (اليورو والدولار) وفي هذا السياق افاد عز الدين سعيدان الخبير الاقتصادي ان ما يمر به الدينار اليوم وعلى الرغم من تشابهه بما مر به في العام 1986 الا ان السيناريو المحتمل ربما يكون اخطر من 1986 نظرا لوجود تعقيدات لم تكن موجودة انذاك وهي التعقيدات الامنية والسياسية والاجتماعية وتعطل اغلب القطاعات الاقتصادية. واشار المتحدث الى انه كان بالامكان اللجوء الى تخفيض قيمة الدينار بقرار سيادي بدل الانزلاق المسجل منذ اسابيع.

وتابع سعيدان حديثه قائلا «ان الاقتصاد يمر بظروف صعبة وغياب آليات خلق الثروة وهذا من الطبيعي ان يؤثر في العملة الوطنية» مبينا ان البنك المركزي قام بالتدخل يوم الاثنين بعد ان كان الانزلاق قد وصل الى 2.5 دينار لليورو يوم الجمعة الفارط.

وفسر المتحدث هذا الانزلاق بانه اثر حصول تونس على قرض صندوق النقد الدولي اخذت على عاتقها تعهدات باتباع اجراءات من بينها تعديل قيمة الدينار مباشرة اثر الموافقة على القرض. وترك البنك المركزي العرض والطلب هما من يحددان قيمة الدينار. واضاف سعيدان انه على الرغم من تدخل البنك المركزي الا ان امكانياته أصبحت محدودة جدا نظرا لتقلص مخزون البلاد من العملة الصعبة. مبينا ان النزول تحت 90 يوم استيراد يعد خطا أحمر مشيرا الى ان هذا التدخل الاصطناعي لا جدوى منه باعتبار أن الأمر يحتاج الى

إصلاح حقيقي للأوضاع المالية والاقتصادية، ولفت الى ان كل التحاليل تبين ان التعديل لم ينته وأن إمكانية انزلاق الدينار بنسبة إضافية تتراوح بين 5 و7 بالمائة وارد جدا.

اما عن النتائج الممكنة المترتبة عن هذا الانزلاق فهي حسب قول المتحدث مزيد تعمق....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115