فيما الفجوة بين المتوقع والمنجز تتسع على مستوى الإنتاج: عائدات قطاع الفسفاط ومشتقاته تتجاوز الأهداف ببلوغها 3.2 مليار دينار بدعم من تحسن الأسعار...

قاد تحسن أسعار الفسفاط في السوق العالمية إلى ارتفاع عائدات الفسفاط ومشتقاته بأكثر من خمسين في المائة مع نهاية نوفمبر المنقضي وذلك بالمقارنة

مع الفترة ذاتها من العام المنقضي لتبلغ 3.2 مليار دينار وهو رقم يتجاوز العائدات المتوقع تحصيلها لكامل 2022.

ولئن فاقت العائدات التوقعات، حيث كانت الأهداف تتطلع إلى بلوغ عائدات بقيمة 2.5 مليار دينار،إلا أن مستوى الإنتاج لا يزال في فجوة مقارنة بالمنتظر للعام الحالي ، فقد بلغ مستوى الإنتاج 2.8 مليون طن مع نهاية سبتمبر المنقضي وقد توحي النتائج المسجلة خلال الأشهر التسعة المنقضية بأن مستوى الإنتاج لكامل السنة الحالية قد ينزل عن مستوى الإنتاج المسجل العام المنقضي مع العلم أن إنتاج الفسفاط لكامل 2021 كان في حدود 3.8 مليون طن و3.1 مليون طن خلال 2020.

ويرجع ضعف الإنتاج المسجل إلى توقف الإنتاج بعدة مناطق كالرديف وأم العرايس بسبب الاحتجاجات وللتذكير فقد تراوح مستوى الإنتاج بين 2.8 و3.9 مليون طن خلال الفترة 2015 و2021 وتعود أهم أسباب عدم التمكن من استعادة معدلات 2010 التي تقدر آنذاك ب 8 مليون طن إلى التحركات الاجتماعية منها المطالبة بالتنمية والتشغيل ومنها المتعلقة بالمرافق الأساسية كنقص الماء الصالح للشراب بحسب ماورد في المشروع السنوي للأداء مهمة الصناعة والطاقة والمناجم .

وتعد 2.8 مليون طن المسجلة دون نصف الإنتاج المتوقع، حيث كانت الأهداف في حدود 6 مليون طن في 2022 و6.5 مليون طن في 2023 وقد كانت التوقعات الرسمية قد وضعت شرطا لتحقيق أهدافها بمدى إرساء مناخ اجتماعي سليم في مناطق الإنتاج ولم تكن حصيلة عائدات صادرات تونس مرضية في السنوات الأخيرة حيث كانت في تراجع كبير ،فقد بلغت في 2018 حجم 944 مليون دينار وارتفعت إلى 2.2 مليار دينار السنة المنقضية على أن تبلغ في العام 2023 حجم 2.7 مليار دينار .

لئن سجل أداء قطاع المناجم والفسفاط ومشتقاته تحسنا مقارنة بالعام المنقضي ،فإن ذلك لا ينفى وجود فرص مهدورة خاصة أمام الارتفاع الصاروخي في سعر الفسفاط و الأسمدة التي كانت يمكن أن تكون من الحلول الجدية لأزمة المالية العمومية ورصيد إضافي للاحتياطي من العملة الصعبة ،ففي حال كان مستوى الإنتاج مشابه لمستويات 2010 و بمستوى الأسعار المسجلة حاليا ،فإن العائدات كانت لتكون مضاعفة ،فقد إرتفعت الأسعار في السوق العالمية ،حيث تضاعفت أسعار الأسمدة من 344 دولاراً للطن الواحد إلى 835 دولاراً. وقد ارتفع سعرالفسفاط الخام إذ انتقل سعر طن الفسفاط من 96 دولار للطن إلى عتبة 320 دولار مع نهاية سبتمبر المنقضي.

وتبرز معطيات المعهد الوطني للإحصاء ضعف صادرات الفسفاط الخام ، حيث بلغت عائدات الفسفاط الخام 28.8 مليون دينار فيما تطورت صادرات الحامض الفسفوري من 447 ألف طن بقيمة 569 مليون دينار مع موفى أكتوبر 2021 إلى 488.3 ألف طن بقيمة 5421.1 مليار دينار وقد تطور ثلاثي الفسفاط الرفيع بشكل واضح من حيث الكميات والقيمة ،حيث وصلت العائدات 521 مليون دينار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115