أزمة الألبان تشتد: المخزون ينزل إلى الصفر والإنتاج يتراجع

تدخل أزمة الحليب شهرها الثامن لتستمر معها معاناة المواطن اليومية في البحث عن مادة الحليب كما تزداد مخاوف المربين من خروجهم من دائرة النشاط عبر التفريط

في القطيع بسبب تكبدهم لخسائر متراكمة لسنوات جراء البيع بسعر دون تكلفة الإنتاج.
ولئن تمتع المربون بزيادة قدرها 200 مليم/اللتر منذ منتصف الشهر الجاري إلا أن مردوديتها على المنظومة تكاد تكون منعدمة وسط ارتفاع ملحوظ في تكاليف الإنتاج ،حيث أكد أفاد مساعد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالعلاقات العامة والاتصال أنيس خرباش في تصريح ل»المغرب» أن الزيادة لم تكن كافية لتحسين وضعية المربين بل أن الأزمة قد استفحلت وقد إنعكس ذلك على مستوى تزويد السوق بمادة الحليب الذي يشهد نقصا فادحا .
وقال خرباش أن الوضعية الحالية خطرة جدا ذلك أن مستوى مخزون حليب المدعم قد وصل إلى مرحلة الصفر فيما تدحرج مستوى الإنتاج إلى مادون مليون لتر في اليوم وذلك بالتزامن مع دخول فترة النقص الموسمي والتي تتواصل إلى غاية منتصف شهر جانفي.
وتجدر الإشارة إلى أن معطيات المجمع المهني المشترك للألبان بتاريخ 25 أكتوبر المنقضي،فإن الكميات المقبولة لدى مركزيات تصنيع الحليب قد وصلت إلى 1.5 مليون لتر في اليوم فيما بلغ مستوى إنتاج الحليب المعقم 1.3 مليون لتر مقابل كميات حليب مخزنة عند 13 مليون لتر وهي وضعية صعبة تتمة للأشهر السابقة وتواصلا للأشهر المقبلة في حال لم يقع إيجاد حلول جذرية لإنقاذ المنظومة ،ذلك أن مخزون الحليب المعقم قد كان عند 26 مليون لتر في أوت المنقضي ثم تدحرج إلى 16 مليون لتر في سبتمبر مع العلم مستوى المخزون كان خلال شهر نوفمبر من سنة 2020 عند مستوى 45.5 مليون لتر غير ان تدهور المنظومة قد قاد إلى إمتصاص المخزون إلى 0 لتر .
وتعيد الوضعية المسجلة الحالية بنهاية سنة 2018 حينما هبط مستوى المخزون إلى حوالي 12 مليون لتر بتاريخ 26 نوفمبر 2018 و قد قادت هذه الوضعية إلى اللجوء إلى التوريد لتلبية حاجيات الاستهلاك ،حيث تم توريد حوالي 20 مليون لتر مع موفى سنة 2018 ويبدو أن سيناريو التوريد غير مستبعد فقد قال مصدرنا أن هناك معطيات غير مؤكدة بوجود مساع للتوريد من دول الاتحاد الأوروبي بسعر 1.2 أورو للتر الواحد .
ولئن يبدو النقص مؤكدا على مستوى الإنتاج فإن الكميات التي يقع تجميعها وتصنيعها تذهب إلى مشتقات الحليب أو أصناف أخرى من الحليب غير المدعم ، تشير معطيات عن اتحاد الفلاحة و اتحاد الصناعة و التجارة في 2018 الى أن 62 % من الكميات المجمعة تذهب الى تصنيع الحليب و 16.9 % الى الياغورت و 14.6 % الى الاجبان و يبدو ان هذا التوزيع قد وقع تعديله ،فقد كشف ممثل اتحاد الفلاحة على أن الصناعيين يستخدمون الجزء الاكبر في صناعة الحليب غير المدعم و مشتقات الحليب بل تمت ملاحظة بيع الحليب المدعم في عبوة نصف لتر بـ1100 مليم وهو مايجعل من سعر لتر الحليب المدعم عند مستوى 2200 مليم ... وتأتي هذه المبيعات وسط مشقة يومية للمواطنين لشراء مادة الحليب الذي بات يقتني مختلف الصنف الذي يجده دون النظر إلى السعر .
وفي مايتعلق بحدوث إتفاق مبدئي حول الترفيع في تسعيرة الحليب إلى 1750، فقد أكد خرباش انه لم يقع اي أتفاق في هذا الباب، كما أن قنوات الحوار لازالت مغلقة والتماطل الحكومي مستمر وفق تعبيره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115