أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية لـ«المغرب»: الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة أرهقت الاقتصاد العالمي

أكد أبوبكر الديب، لـ «المغرب» أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بدأت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في 22 مارس من عام 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التي تسرد تاريخ «الممارسات التجارية غير العادلة» وسرقات الملكية الفكرية. كرد انتقامي من الحكومة الصينية فرضت رسوما جمركية على أكثر من 128 منتج أمريكي أشهرها فول الصويا وأصبحت الرسوم الأمريكية فعالة على ما قيمته 34 مليار دولار من البضائع الصينية في السادس من جويلية ، وقامت الصين بفعل بنفس القيمة.
وقال أن حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة كانت حربا «خاسرة» لكلا البلدين والعالم بأسره وأدت الي تدهور الاقتصاد العالمي خلال الفترة الماضية، وقد كلفت الرسوم الجمركية الصين 35 مليار دولار في النصف الأول من عام 2019.
وحذر أبوبكر الديب من احتمال تصاعد التوترات التجارية بين الصين وامريكا أو بين الصين والاتحاد الاوروبي لتصبح حروب عملات، مما يجعل من الصعب سداد الديون بالدولار، وأكد أن التراجع الاقتصادي غالبا ما تصاحبه اضطرابات في أسعار السلع الأساسية وفي الأسواق المالية والعملات وستكون لذلك تداعيات مهمة على البلدان النامية والاسواق الناشئة.
وأضاف أن أن سياسات الحماية يمكن أن تتصاعد إلى مستوى عالمي غالبا ما تضر بالبلدان الأضعف حيث شهدت اقتصادات الدول النامية انخفاضا طفيفا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وفقدت القارة الآسيوية 4 % من الاستثمارات وسجلت أمريكا اللاتينية انخفاضا بنسبة 6 % أما القارة الإفريقية، فكانت دولة جنوب إفريقيا هي الاستثناء، بزيادة كبيرة في تدفقات الاستثمار بنسبة 40 % بحسب الأونكتاد، بينما ظلت مصر أكبر متلق للاستثمارات الأجنبية في القارة، بزيادة قدرها 25 % في الربع الأول من العام المالي الحالي مقارنة بالنصف الأول من العام 2017 /2018.
وذكر أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كذلك التوتر وعدم التوصل لاتفاق تجارة نهائي بينهما له تأثيره السلبي على معدلات النمو في الاقتصاد العالمي والتي أدت إلى انخفاض معدلات النمو، كما أثرت على أسعار النفط وحركة التجارة العالمية، وأن هذه التأثيرات ستمتد لفترة طويلة كما يتطلب الاقتصاد العالمي فترة طويلة لاستعادة عافيته حال التوصل لاتفاق بينهما، كما أن زيادة التوترات التجارية بينهما يؤثر على أسعار الذهب بالارتفاع ويؤثر على النفط بالسلب وانخفاض الطلب على سوق النفط وانخفاض النمو العالمي والنمو في التجارة العالمية فضلا عن أن ضعف التبادل التجاري يؤثر بالسلب على التقدم الاقتصادي بما يكون له أثر سلبي على الأوضاع الاجتماعية ايضا .
وقال إنه من الواضح أن القادة على جانبي الأطلسي في الوقت الحالي يفضلون المواجهة فبالنظر إلى سياسة الترهيب التي تنتهجها الصين، سيكون من المنطقي أن تسعى أوروبا إلى التنسيق مع واشنطن والشركاء الآخرين، وإرسال رسالة واضحة إلى بكين مفادها أنه إذا أرادت القيام بأعمال تجارية مع أوروبا، فعليها أن تدرك بل وتحترم كيفية عمل النظام السياسي الأوروبي والقيود التي يفرضها، إلى جانب ضرورة أن تلتزم التزامًا صادقا بسيادة القانون، وتأمين حقوق الملكية، ويستعد الاتحاد الأوروبي للإعلان عن تفاصيل خطة استثمارية عالمية، ينظر إليها على أنها رد على المبادرة الصينية المعروفة باسم «الحزام والطريق ويناقش أفكارا «عملية» في قطاعات الرقمنة والمواصلات، والبيئة والطاقة وهي محاولة من الدول الغربية لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم، وأثار الاتحاد الأوروبي حفيظة الصين، عبر إقامته دعوى عليها لدى منظمة التجارة العالمية لاستهدافها ليتوانيا على خلفية موقفها من تايوان وأثارت الخطوة غضب بكين التي لا تعترف بتايوان كدولة وتعتبر الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي أرضاً متمردة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115