عدم تواصل كامل بين سلطة الاشراف والمهتمين بمجال الصحة النباتية

خلال اجراء التحقيق ومن خلال العديد من الشهادات يتاكد وجود عدم تواصل كامل بين سلطة الاشراف والمهتمين بمجال الصحة النباتية الامر الذي خلق سوء تسيير اثر في عملية مكافحة الآفات. فلا يكفي ان يعبر وزير ما عن استعداده للاصغاء بقدر سعيه الى توفير ما امكن من اليات تساعد على البحث والتقصي حماية للمخزون النباتي لتونس.

نقص في التمويل والإمكانيات البشرية
إن إثارة إشكالية تمويل البحوث أحالتنا خلال حديثنا مع بوزيد النصراوي إلى إن الإمكانيات المرصودة للتعليم العالي الفلاحي محدودة جدا ووزارة الفلاحة التي هي سلطة الإشراف تقوم على تمويل بعض المواضيع وتقوم وزارة التعليم العالي بتمويل مجموعة من الباحثين، أما بخصوص الرصيد البشري من باحثين فانه بخصوص مخبر حماية النباتات بالجامعة يوجد 15 أستاذا باحثا تخصص لهم 40 ألف دينار في السنة وتشترط وزارة التعليم العالي القيام بمجهودات ذاتية لتوفير مصادر تمويل أخرى وهو أمر صعب حسب رأي المتحدث. الذي لفت إلى ان مراقب المصاريف لا يسمح بالقيام بعمليات مالية تمكن من شراء آلات اضافية تسمح باستمرارية التحاليل عندما يحصل عطل في إحدى التجهيزات. وتنقسم متابعة المخابر إلى مراقبة مصاريف تابعة للوزارة الأولى وعون محاسب يتبع المالية.
من جهة أخرى أكد المتحدث ان المعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس يشكو نقصا كبيرا في الإمكانيات البشرية مؤكدا ان من يتقاعد لا يتم تعويضه مما احدث فراغا فادحا.

البحث الاكاديمي واهتمام الطلبة (نتائج البحوث تظل في رفوف المخابر)
يضم المعهد الوطني للعلوم الفلاحية مخابر للبحث في الأعشاب الضارة والامراض الزراعية مخبرا لاختصاصات الصحة النباتية ويوجد بهذه المخابر العديد من الطلبة المتخصصين في هذه المجالات:
اكدت الطالبة غاية المشيشي ان الطلبة عادة ما يهتمون بالأوبئة التي تشكل خطرا كبيرا على النباتات في تونس اما بخصوص المواضيع المتعلقة بافات الحجر الزراعي فانه توجد امكانية اجراء بحوث حولها خارج تونس باعتبار ان دخولها محجر الى تونس. وتتناول الطالبة الامراض التي تهدد القوارص mal secco .

صفوان نصراوي طالب بصدد إعداد رسالة دكتوراه يؤكد ان 3 اوبئة تهدد تونس ولا وجود لاي مجهود للتصدي لها لافتا إلى أن قطاع الصحة النباتية في تدهور بسبب غياب المسؤولية لدى المتدخلين.ويتناول الطالب موضوع التعفن الرمادي بفاكهة الفراولة ويرغب في استكشاف هل ان الفلاح يقوم باستعمال المبيدات دون اي دراية بها وبكميات كبيرة وفي اوقات لا تكون هناك دواع لاستعمالها وسيخلص في نهاية بحثه الى اثبات او نفي تاثر المائدة المائية بالمناطق التي تشتهر بغراسة هذه الفاكهة.
الأستاذ صدر الدين قلال أثار إشكالية التشاريع التي تعيق الاستثمار في مكافحة الاوبئة مبينا ان الاستثمار في المبيدات البيولوجية واقترانها بضرورة الانتصاب بالمناطق الصناعية يجعل كل من يرغب في بعث شركة في هذا الاختصاص يتراجع. مؤكدا انه في الفترة الأخيرة كانت هناك مؤسستان لم تنجحا في مقاومة التحدي والمنافسة من طرف المؤسسات الكبرى المختصة في المبيدات. ويؤكد صدر الدين قلال ان البحث شخصي والمجهود فردي ولا تتحرك الإدارة لإيجاد شركاء من الخارج لتطوير البحث العلمي الفلاحي عكس ما هو موجود في عديد البلدان.

وفي ما يتعلق بالحجر الزراعي أكّد القلال انه توجد منظومتان الأولى المنظومة (أ) وتضم الافات التي لم تدخل الى البلاد ومنظومة (ب) تضم الافات التي دخلت الى البلاد.
وبخصوص Xylella Fastidiosa التي تهدد الزياتين لفت المتحدث انه خلال زيارته الى ايطاليا تاكد أن الآفة منتشرة وطافحة بشكل كبير واكد المتحدث ان هذه البكتيريا في حال وصولها الـى تونس ستقضـي على زياتيننـا داعيـا الـى تحجيـر توريـد نباتات الزينة
Les plantes ornementales

طالبة مرحلة دكتوراه تشتغل على اللفحة النارية التي تصيب التفاحيات وتقوم بتجارب مخبرية تقول : نعمل بخصوص إيجاد تلاقيح لهذه الأوبئة والى حد الان لا يوجد اي حل لهذه البكتيريا.
من جهتها تتناول الطالبة سهام موضوع الفطريات التي تصيب الشعير في بداية ظهور اوراقه وهي فطريات تنتشر في الشمال مبينة وجود نتائج بحثية تؤكد امكانية مكافحتها.
وفي هذا المختبر الخاص بالبحث حول الامراض النباتية تحدثت مرجى شامخ عن بحثها الذي تناول افة جفاف القوارص وبالذات الليمون مشيرة الى انها في الجزء الاول لم تتوصل الى نتائج حول هذه الافة نظرا لتزامن بحثها مع ارتفاع درجات الحرارة وستعيد البحث

مجددا بهدف الحصول على نتيجة يمكن من خلالها التاكد من امكانية القضاء على المرض. علما وان النتائج التي يتم التوصل اليها تبقى داخل المختبر.

افة تقزم العنب هو المنطلق الذي أرادت الطالبة سماح البحث بشأنه حيث تؤكد قيامها بالعديد من الزيارات الميدانية لاقاليم مختصة في انتاج العنب وتأكدت من ان الافة تتسبب في تقلص الانتاج بشكل كبير ومنتشر خاصة بالوطن القبلي.
اما بمختبر الحشرات بالمعهد فإن الطالبة صابرين تشتغل حول العثة التي ظهرت سنة 1994 عندما تمت مداواة يرقات الحشرات وكان التأثير جانبيا للمبيدات التي ادت الى انتشار هذه العثة. (les acariens) اما اماني فتقوم في رسالة ختم الدروس بالبحث حول عثة تصيب الفراولة وبينت أن هناك تدخلات تحد من انتشار هذه الافة.

أمام هذا الكم الهائل من الافات الزراعية والنباتات التي لا احد يعلم عددها واجماع كل الأطراف على ان هناك عدم جدية مع غياب سياسة واضحة للحماية يطرح سؤال على طريقة المثل الفرنسي هل سيأتي يوم نأكل فيه ما يتركه الذباب لنا؟

النصوص القانونية التونسية المتعلقة بالصحة النباتية:

• قانون عدد 72 لسنة 1992 مؤرخ في 3 اوت 1992 يتعلق بتحوير التشريع الخاص بحماية النباتات.
قانون عدد 5 لسنة 1999 مؤرخ في 11 جانفي 1999 يتعلق باتمام القانون عدد 72 لسنة 1992 المؤرخ في 3 اوت 1992 والمتعلق بتحوير التشريع الخاص بحماية النباتات.
• قانون عدد 28 لسنة 2001 مؤرخ في 19 مارس 2001 يتعلق بتبسيط الإجراءات الإدارية في قطاع الفلاحة والصيد البحري .
• الأمر عدد 1701 لسنة 1994 المؤرخ في 8 أوت 1994 المتعلق بنظام عمل أعوان المراقبة الصحية النباتية والبيطرية التابعين لوزارة الفلاحة.
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 18 اوت 1992 يتعلق بضبط الشروط الخاصة بتوريد او عبور افات الحجر الزراعي واصناف النباتات والمنتوجات النباتية محظورة الدخول للبلاد التونسية.
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 31 ماي 2012 يتعلق بضبط القائمة الاسمية لآفات الحجر الزراعي.
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 31 ماي 2012 يتعلق بضبط قائمة النباتات والمنتوجات النباتية محظورة الدخول إلى البلاد التونسية.
• قرار من وزير الفلاحة والبيئة ووزير المالية مؤرخ في 3 جوان 2011 يتعلق بضبط مقدار وشروط استخلاص المساهمة الناتجة عن عمليات المراقبة الصحية النباتية والتحاليل والمصادقات الإدارية والتراخيص المؤقتة في بيع المبيدات.
• قرار من وزير الفلاحة في 12 أكتوبر 1990 يتعلق بالمقاومة ضد الحشرة القشرية المعروفة بقملة سان جوزاي.
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 15 سبتمبر 1992 يتعلق بالمقاومة ضد حشرة التريبس المعروفة باسم فرانكلينيالا أوكسيدونتاليس.
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 30 مارس 1993 يتعلق بمقاومة الذباب الحافر للأوراق المعروف باسم «ليريوميزا تريفولي وليريوميزا هويدوبرانزيس».
• قرار من وزير الفلاحة والموارد المائية مؤرخ في 13 اكتوبر 2009 يتعلق بضبط الإجراءات الواجب اتخاذها لمقاومة آفة الحجر الزراعي لحشرة حافرة الطماطم المعروفة باسم «توتا أبسولوتا».
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 12 سبتمبر 2012 يتعلق بضبط إجراءات المقاومة الواجب اتخاذها ضد مرض اللفحة النارية الناتجة عن البكتيريا «amylovora Erwinia».
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 24 أكتوبر 2012 يتعلق بضبط الإجراءات الواجب اتخاذها لمقاومة حشرة سوسة النخيل الحمراء المعروفة باسم «ferrugineus Rhynchophorus «.
• قرار من وزير الفلاحة مؤرخ في 13 نوفمبر 2012 يتعلق بتنقيح القرار المؤرخ في 24 أكتوبر 2005 والمتعلق بالخدمات الإدارية المسداة من قبل المصالح التابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والمؤسسات والمنشآت العمومية الراجعة إليها بالنظر وشروط إسدائها (المستودع الصوري).

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115