متأثرا بضعف تطور نسق الإنتاج: عجز الميزان التجاري لمجموعة الحليب ومشتقاته يرتفع من 9 إلى 75 مليون دينار خلال الفترة 2010 - 2020

تزداد الضغوطات على منظومة إنتاج الحليب في ظل إرتفاع أسعار الأعلاف من جهة وضعف التساقطات المطرية من جهة أخرى الأمر

الذي أثقل كاهل المربين ،حيث يهدد النسق التصاعدي في تكاليف الإنتاج استمرار نشاطهم لاسيما أن سعر البيع عند الإنتاج لا يتماشى مع سعر تكلفة الإنتاج.
لئن تتزامن هذه الفترة مع تسجيل نقص على مستوى انتاج الحليب ،فإن المعطيات الرسمية تشير إلى عدم وجود أي أزمة على مستوى توفر مادة الحليب ،ذلك أن الكميات المقبولة على مستوى التصنيع عند 1900 مليون لتر يوميا مقابل حجم استهلاك في حدود 1800 مليون لتر وعلاوة على ذلك فإن المخزون المتوفر يبلغ 39.7 مليون لتر مقارنة ب25 مليون لتر خلال الفترة ذاتها من السنة المنقضية.
وتنفي الأرقام المسجلة وجود أي إشكال على مستوى توفر مادة الحليب خلال الفترة الحالية ،فإن ذلك لا ينف وجود صعوبات هيكلية تحيط بمنظومة انتاج الحليب أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج مع العلم أن اتفاقية الشراكة الممضاة بين القطاعين العام والخاص للنهوض بمنظومة الألبان 2019 - 2025، التي وقع إمضاؤها منذ أفريل 2019 قد نصت على تطبيق آلية ديناميكية الأسعار،مما يعني سعر البيع عند الإنتاج يتغير حسب مدخلات الإنتاج والكلفة.
للتذكير ،فإن الزيادات التي تم إدخالها على سعر الحليب لصالح المهنة، كانت الأولى في أفريل 2019، حيث تم الترفيع في سعر الحليب بـ100 مليم دون المساس بسعر البيع للمواطنين تم توزيعها كالآتي 55 مليما لفائدة الفلاح و30 مليما لفائدة الصناعيين و15 مليما للمجمعين.أما عن الزيادة الثانية والتي تم من خلالها تعديل أسعار بيع الحليب الطازج المعقم نصف الدسم بداية من تاريخ 23 أوت بزيادة ب130 مليم / للتر الواحد يتحملها جيب المواطن.
وفي سياق متصل تبرز نشرية المرصد الوطني للفلاحة تطور في سعر البيع عند الإنتاج للتر الحليب بنسبة 161 % خلال الفترة 2007 - 2021، حيث ارتفع سعر بيع اللتر من الحليب عند الإنتاج من 450 مليم إلى 1175 مليم وكان سنة 2010 في حدود 580 مليم للتر اي بزيادة بنسبة 102 في المائة في عشرة سنوات وقد شهد الانتاح في المقابل تطورا ضعيف بنسبة 31 في المائة بين 2010 و 2020 ،حيث بلغ حجم الإنتاج 1392 الف طن في 2020.
وفي ما يتعلق بالميزان التجاري للمجموعة الحليب ومشتقاته ،فقد شهدت الصادرات تراجعا لافتا على مستوى الكميات بين 2012 و 2020 تراجعا بنسبة 64 % ،حيث بلغت قيمة الصادرات مع موفى السنة المنقضية 69.3 مليون دينار مع العلم أن أقصى عائدات خلال الفترة السنوات العشرة المنقضية كانت في 2011 بقيمة 89.7 مليون دينار .
أما عن الواردات، فقد ارتفعت بنسبة 62 % بين 2010و2020 من حيث الكميات و بنسبة 188 في المائة حيث بلغت قيمة واردات الحليب و مشتقاته 144 مليون دينار مع العلم أن ارفع قيمة كانت في 2019 ،179.5 مليون دينار وهو ما يعني ان الميزان التجاري للحليب و مشتقاته لسنة 2020 قد ناهز 75مليون دينار و أمام ضعف الإنتاج فقد تطور عجز الميزان التجاري للمجموعة من 9 مليون دينار في 2010 إلى 74.8 مليون دينار في 2020.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115