الصين مازالت أول مساهم في العجز التجاري التونسي بـ 2٫6 مليار دينار للسداسي الأول 2018

لم تستفد تونس من مذكّرة التفاهم والتعاون بين البنك المركزي ونظيره الصيني التي أمضيت نهاية العام 2016 وتضمنت

اتفاق سداد جانب من العمليات التجارية والمالية بين البلدين بالعملة الوطنية اليوان الصيني والدينار التونسي.

النظر إلى نتائج التجارة الخارجية يكشف ان المذكرة لم تكن في مستوى الآمال التي علقت عليها آنذاك والتي كان أهمها تقليص العجز التجاري المسجل مع الصين والذي كان نهاية العام 2016 في حدود 3.8 مليار دينار من جملة عجز جملي في المبادلات التجارية ب 12.6 مليار دينار، هذا إلى جانب تجنب الآثار السلبية لارتفاع الدولار وتجنب استنزاف الاحتياطي من العملة الأجنبية التي لم تكن آنذاك بالمستوى نفسه اليوم. حيث لم تنجح تونس منذ أشهر في بلوغ الحد الأدنى المسموح به وهو 90 يوم توريد وظلت في دون 80 يوم وفي اسوأ الحالات نزلت الى 71 يوم توريد. وتبلغ مساهمة الصين اليوم في العجز التجاري 2.6 مليار دينار من جملة 8.2 مليار دينار مسجلة خلال السداسي الاول من العام 2018.

ويؤكد عديد الملاحظين ان تجار البلدين واصلوا تعاملهم بالدولار ولم يتم اعتماد لا الدينار التونسي او اليوان الصيني في تعاملهم. وتورد تونس من الصين المواد الغذائية إلى جانب المواد الأولية ومواد التجهيز. ولم تكن الاتفاقية بين البنك المركزي التونسي ونظيره الصيني الخطوة الوحيدة فقد كان لوزير الخارجية خميس الجهيناوي محاولة ايضا في هذا الاتجاه منذ سنة تقريبا حيث بحث اثناء زيارة قام بها الى بكين مع نائب رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدّوليّة يين زونغهوا، السّبل الكفيلة بدعم حضور المنتوج التونسي بالسوق الصينية بما يمكن من معالجة العجز التجاري مع الصّين.

عدم تكافؤ العلاقات التجارية بين البلدين مازال متواصلا على الرغم من العديد من الإجراءات الأخرى المصاحبة لما تم ذكره سابقا ومن ذلك ما قام به البنك المركزي من إصدار أمر الى البنوك المحلية بوقف إقراض التجار لتمويل واردات حوالي 220 منتجا استهلاكيا، لتشديد القيود على واردات الاستهلاك سعيا لخفض العجز التجاري. هذا بالإضافة إلى تضمن قانون المالية 2018 لاجراءات هدفها ترشيد التوريد والتحكم في العجز في الميزان التجاري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115