ثلاثية ضبابية وظرف مالي حرج: التضخم في أعلى مستوياته وتواصل ارتفاع عجز الميزان التجاري

مرّت الثلاثية الأولى من السنة دون أن تبدو بوادر تعافي الاقتصاد

التي كانت متوقعة منذ السنة الماضية فكل النتائج المحققة لا تنبئ بتعاف قريب إذ لايزال الظرف المالي والاقتصادي حرجا.
الإعلان عن نسبة النمو للثلاثية الأولى سيكون في منتصف شهر ماي المقبل وفي انتظار الحسابات التي سيصدرها المعهد الوطني للإحصاء اظهر الربع الأول من السنة صعوبات مالية تمثلت أساسا في العودة إلى مستويات تقارب العقود الثلاثة، نزول احتياطي البلاد من العملة الصعبة كان نتيجة اختيار البنك المركزي مواصلة دعم الدينار في سوق الصرف محافظة على استقراره أمام الاورو والدولار وذلك على الرغم من تأكيد صندوق النقد الدولي على ضرورة مرونة سعر الصرف لتصحيح ما تبقى من تقييم مُبالَغ فيه لسعر الصرف الحقيقي، وتحسين عجز الحساب الجاري وإعادة بناء الاحتياطيات.

ارتفاع طفيف في الصادرات
أبرزت الأشغال الدورية التي ينجزها المعهد الوطني للإحصاء حول المبادلات التجارية التونسية مع الخارج بالأسعار الجارية خلال الثلاثي الأول من سنة 2018 تحسن الصادرات بنسق ملحوظ، حيث سجلت الصادرات ارتفاعا بنسبة 35.2 % مقابل 7.4 % خلال نفس الفترة من سنة 2017 وبالمقابل ارتفعت الواردات بنسبة 21.3 % مقابل 20.2 % خلال الثلاثي الأول من سنة 2017. ليكون العجز التجاري قد سجل تراجعا طفيفا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ل3655 مليون دينار مقابل 3879 مليون دينار.
القطاع الثاني الذي يرتبط به احتياطي البلاد من العملة الصعبة القطاع السياحي الذي تم تسجيل تطورات بخصوصه ب 23 % مع موفى شهر مارس المنقضي بعائدات ب 457 مليون دينار مقابل 371 مليون دينار خلال الفترة نفسها من سنة 2017، وتسوق المعطيات الرسمية أن عائدات القطاع بالدولار الأمريكي تطورت بــ 16.3 %.
ما ميز الثلاثية الأولى أيضا ارتفاع نسبة التضخم بمستويات عالية جدا لم تسجل في العقود الثلاثة الماضية إذ كشفت بيانات المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة التضخم عند الإستهلاك ارتفاعا بلغت مستوى 7.6 % بعد أن كانت في حدود 7.1 % خلال الشهر المنقضي ونسبة 6.9 % خلال شهر جانفي 2018 .ويعود ذلك بالأساس إلى تسارع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكذلك أسعار الملابس والأحذية.وقد شهدت أسعار المواد الحرة ارتفاعا بنسبة 8.5 % مقابل 4.5 % للمواد المؤطرة.

تعطل بشهرين لإنتاج الفسفاط
أما بالنسبة إلى قطاع الفسفاط فقد سجل توقفا للإنتاج لفترة تصل إلى الشهرين وهو ما مثل عثرة جديدة للقطاع .
أما الإنتاج اليومي للنفط فقد كان خالد بن قدور وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة قد صرح لـ«المغرب» أن الإنتاج يبلغ اليوم 40 ألف برميل مشيرا إلى انه تم منح 4 رخص استكشاف خلال الاجتماع الأخير للجنة الاستشارية للمحروقات.
ولئن مازالت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي لم تصدر حصيلة الاستثمارات لأشهر السنة الجارية فان نوايا الاستثمارات في الصناعات المعملية شهدت تطورا بـ 61 % في نوايا الإستثمارات المصرح بها خلال الشهرين الأولين من سنة 2018. وتراجعا في نوايا الاستثمارات في الخدمات المصرح بها بـ 40.5 %.
أما في خصوص وكالات التصنيف فانه في آخر تصنيف صادر عن موديز فقد خفضت وكالة التصنيف الدولي «موديز» تصنيف تونس الائتماني من «B1» مع أفق سلبي إلى «B2» مع أفق مستقر، نتيجة تعثر إصلاحات النظام الضريبي وتراجع احتياطي النقد الأجنبي.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115