عائدات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الثالث من العام قرابة 918 مليون دينار النشاط المنتظم يواصل تطوره خاصة على أفريقيا وكندا

أشارت بيانات صدرت بالبورصة أمس الأول إلى تحسن مطرد في مؤشرات الخطوط التونسية ، هذه المؤسسة التي كانت طوال السنوات الأخيرة موضع متابعة على أكثر من صعيد بفعل ما عرفته من تراجع شبه تام في كل نواحي نشاطها وخاصة التجاري الذي زاد في ريبة الناس حول مستقبل ومصير هذه المنشأة العمومية التي ستبلغ في سبتمبر من العام القادم عتبة السبعين سنة .

فقد سجلت الخطوط التونسية خلال الثلاثية الثالثة من نشاطها العام الجاري تطورا في المداخيل بنسبة 22 % ، حيث بلغ إجمالي عائدها 918 مليون دينار وهو عائد جيد مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والذي كان في حدود 734 مليون دينار . ويؤكد مسؤول بارز بالشركة أن ما تعرضت له الناقلة الوطنية منذ 2011 من الحملات الممنهجة ما لم يعرف له مثيل بين مختلف المؤسسات العمومية بهدف خوصصتها دفع بكل الغيورين على المؤسسة إلى مزيد النشاط والعمل في صمت وفق رؤية ناجعة مكنت من إحداث تغيير في المعطيات تدريجيا نحو الأفضل .

وأضاف أن التطور المسجل في عدد المسافرين خلال التسعة أشهر الماضية بنسبة 3.17 % يعكس بالضرورة موقع التونسية لدى حرفائها الذين جاوز عددهم مليونين و730 ألف مسافر رغم أنها تعمل وسط محيط تنافسي كبير تتواجد به شركات عالمية كبرى تفوق الناقلة الوطنية عددا وعدة. وقد مكن هذا النشاط من تحسين نسبة امتلاء الطائرات الثمانية وعشرين المشكلة لأسطول الخطوط من بلوغ نسبة 75 % تقريبا بعد أن كانت هذه النسبة العام الماضي في حدود 71.3 %.

إفريقيا وكندا رهان المستقبل
نجاح الخطوط التونسية في استعادة أنفاسها بعد سنوات عجاف لم يكن بالأمر الهين خاصة بعد ما تلقى النشاط السياحي ضربة موجعة بفعل ما عرفته البلاد من تحركات اجتماعية عنيفة متواصلة زادت حادثتي باردو وسوسة من أثارها السلبية على البلاد ومؤسساتها وخاصة الناقلة التي كان النقل غير المنتظم شريانا مهما في عائداتها. كما كان لتوقف النشاط التجاري على الجارة ليبيا أيضا وقعه المؤلم خاصة بعد أن تعرضت عدد من الرحلات الجوية إلى طرابلس لعمليات رهن من قبل الميليشيات المتنازعة هناك مما جعل الشركة تقطع الربط مع الوجهة الليبية التي كانت تمثل خزانا مهما للشركة .
وتتحدث مصادر مطلعة بوزارة النقل عن قرب استعادة الخطوط التونسية لنشاطها على ليبيا وخاصة مطاري بنغازي ومعيتيقة قبيل نهاية هذا العام .

لكن الشركة اليوم في نسق متصاعد على القارة الإفريقية حيث سجل النشاط التجاري الوجهات جنوب الصحراء زيادة ب5.15 % خلال الفترة الماضية من العام الجاري وهذا ما جعل النشاط على إفريقيا يمثل 3.14 % من إجمالي النشاط العام للشركة .وتستعد الناقلة الوطنية لفتح خطين جديدين الأول على كوتونو بالبينين خلال أواسط شهر ديسمبر القادم والخط الثاني نحو الخرطوم بالسودان عبر المرور على انجامينا بالتشاد. ويأمل الفاعلون الاقتصاديون في تونس على أن تسارع الحكومة للتخفيف من إجراءات التأشيرة بما يسمح لهم تنمية أنشطتهم على القارة وكذلك تنمية نشاط الناقل الوطني.

الوجهة الكندية التي تعد التونسية ناشطا جديدا عليها تحسن مردودها التجاري بشكل ملحوظ في نحو عامين حيث يبلغ 3.1 % من إجمالي نشاط الشركة لكنه ما فتئ يعرف تطورا من شهر لآخر من ذلك أن نسبة التطور في الشهر الماضي على مونتريال بلغت 3.17 % وهي نسبة مشجعة هي الأخرى وهذا ما جعل الخطوط التونسية تبرمج رحلتين على الوجهة بداية من ديسمبر القادم يومي الأربعاء والأحد بما يسمح الاستجابة للطلب المتزايد على الخط من التونسيين المقيمين هناك .

أما بالنسبة لنشاط الأسواق الأوروبية التي تمثل 77.3 % من النشاط التجاري الإجمالي وتطور يقارب 6 % في الشهر الماضي ، فإن الخطوط ستعمل على إعادة تكييف رحلاتها على كثير من الوجهات خاصة في وسط أوروبا مع دفع النشاط السياحي عليها بعد رفع كل القيود عن الوجهة التونسية عبر وضع استراتيجية تجارية جديدة وبرامج إصلاحية لمختلف أنشطتها لتحسين خدماتها بما يُؤسس لمناخ اجتماعي يضمن المردودية والنجاعة المرجوتين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115