مع تصاعد وتيرة المراقبة على اللحوم الحمراء الاستهلاك ينزل إلى النصف والأسعار في استقرار

ارتفعت وتيرة المراقبة الاقتصادية لاسيما مع ارتفاع مظاهر الغش والتلاعب بصحة المستهلك,حيث كان لفضيحة اللحوم الفاسدة الفضل في تعزيز فرق المراقبة الاقتصادية قصد حماية المستهلك ووضع حد لعصابات الغذاء الفاسد من التجار والصناعيين الذين يستهدفون خاصة الناشئة بترويج سمومهم وبضائعهم الملوثة ,كما رفعت اللحوم الفاسدة الستار عن ملف المسالخ

البلدية التي ثبت بعد تشخيص أن أغلبها لا يستجيب لأبسط الشروط والمواصفات الصحية .

يبدو أن الحملات الرقابة عبر أجهزتها وما ترصده يوميا من مخالفات أجج مخاوف المستهلكين إلى درجة الامتناع عن اقتناء اللحوم واللحوم الحمراء خاصة ,حيث أكد رئيس الغرفة الوطنيّة لتجار الجملة للحوم الحمراء صلاح الدين فيرشيو في تصريح لـ«المغرب» أن حملات المراقبة أدت إلى تراجع حجم الاستهلاك اللحوم إلى النصف .
أكد فيرشيو أن حملات المراقبة أضرت بالقطاع لاسيما القصابين,حيث ساهمت أصداء الحملات الرقابية ونتائج رصدها إلى تراجع في حجم الاستهلاك,مبينا أن المهنيين لا يتحملون مسؤولية الخلل الذي تشهده المسالخ البلدية معتبرا انه لا وجود لأي مسلخ يخضع للمواصفات الدولية,وطالب المتحدث بضرورة جمع كافة المتدخلين في القطاع من أجل وضع نظام عمل تخضع له جميع الأطراف المتدخلة,بما يسمح بضمان مادة غذائية سليمة .

وأضاف المصدر ذاته أنه لابد من مراقبة الذبح العشوائي الذي يمثل حوالي 40 % لاسيما في ما يتعلق
بالخروف مشيرا إلى أن حوالي 1 % من الأبقار التي تذبح تعتبر تهديدا لصحة المواطن على اعتبار أنها حاملة لأمراض.

هذا ويشهد إقليم تونس الكبرى حملات مراقبة مكثفة تستهدف التصدي لعصابات الغذاء الفاسد من التجار والصناعيين الذين يستهدفون خاصة الناشئة بترويج سمومهم وبضائعهم الملوثة ,وأمام تسارع وتيرة الغش خاصة في ما يتعلق بمحلات وفضاءات بيع اللحوم الحمراء ,تم تكوين 21 فريقا متعدد الاختصاصات متكونا من 115 عونا منهم أعوان الأبحاث الاقتصادية ومراقبة الجودة وحماية المستهلك وأعوان إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط والشرطة والحرس البلدي إلى جانب21 طبيبا بيطريا راجعين بالنظر إلى وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

ذكرت وزارة الفلاحة والموارد المائية في بلاغ لها مؤخرا أنه على اثر عمليات المراقبة التي تم إنجازها يوم الثلاثاء المنقضي والتي شملت أربعين منطقة بإقليم تونس الكبرى , والتي مكنت فرق المراقبة من القيام بـ 158 معاينة وتسجيل 141 مخالفة جملية منها 104 مخالفات صحية و37 مخالفة اقتصادية.
وتتمثل طبيعة المخالفات المسجلة في 104مخالفات صحية, 47 منها ارتبطت بعدم احترام قواعد حفظ الصحة و26 ذبح غير قانوني و31 مخالفات صحية حجز.

أما عن المخالفات الاقتصادية فقد بلغت 37 مخالفة, منها 23 مرتبطة بعدم إشهار الأسعار.هذا وقد تم حجز 504.35 كغ من اللحوم ومشتقاتها منها  129.24 كغ لحوم بدون ختم  صحي قد تم تحرير 34 محضر ورفع 41 إنذار و إصدار 3 مقترحات غلق لمحلات قصابين.
من جهتها رفعت فرق المراقبة الاقتصادية خلال شهر سبتمبر 1548 مخالفة اقتصادية على إثر القيام بـ 15540 عملية تفقد بمشاركة 1081 فريق مراقبة وذلك خلال شهر سبتمبر 2017, وقد سجلت أغلب هذه المخالفات في قطاعات الخضر و الغلال (310 مخالفة) و التغذية العامة (337 مخالفة) والمخابز و المقاهي و المطاعم (329 مخالفة) و المواد الصناعية (289 مخالفة),كما حجزت الفرق ذاتها , 233 كغ لحوم دواجن و391 كغ لحوم حمراء.

على الرغم من الجهود التي يبذلها جنود المراقبة الصحية والاقتصادية , فإن مظاهر الغش في تزايد مستمر, ذلك ما يكشفه حصاد المراقبة من حين إلى آخر, وعلى الرغم من أن حملات المراقبة ترمي إلى التصدي لممارسات الغش قصد حماية المستهلك وإرجاع الثقة لديه, فإن النتيجة عكسية نتيجة إحجام المستهلك عن شراء اللحوم الحمراء رغم استقرار أسعارها , ومع ذلك لا يمكن أخذ الرقابة الصحية كدافع وحيد وراء تراجع الإقبال على اللحوم الحمراء , إنما لا بد من الأخذ بعين الاعتبار تراجع المقدرة الشرائية للمواطن ,أمام موجة من الارتفاع في الأسعار لمعظم المنتجات الأساسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115