مداخيل سياحية بمليار يورو في تسعة أشهر وأكثر من خمسة ملايين سائح

جاوزت مداخيل الموسم السياحي المليار يورو في نهاية الشهر المنقضي وهو رقم وإن بدا مثيرا إلى أنه في حقيقة الأمر لا يبدو كذلك إذا ما علمنا حقيقة وضع الدينار التونسي الذي وصل هذه الأيام إلى مستويات لم يعرفها قط حتى في سنة 1986 تلك السنة الصعبة التي مرت منها تونس. عموما حقق الموسم السياحي خلال الأشهر التسعة المنصرمة أكثر من

ملياري دينار عائدات وهي متأتية بشكل كبير من السياح الأوروبيين الذين عادوا بكثافة إلى تونس وخاصة الفرنسيين والألمان.

ويبدو أن الامل معلق اليوم على تحسن عائدات السياحة مع العودة المنتظرة للسياح الأوروبيين في الموسم الشتوي خاصة وأن عددا كبيرا منهم سيأتي لتونس لتمضية جانب من فصل الشتاء بين ظهرانينا هربا من زمهرير البرد في أوروبا وكندا . كما أن هذا الموسم يعرف أيضا عودة للسياحة من أسيا وخاصة اليابان التي ينتظر أن يبلغ عدد وافديها هذه السنة نحو 15 ألف سائح مع تحسن واضح في عدد السياح الصينيين.

و لا شك أن عائدات السياح الجزائريين الذين جاوز عددهم المليون نسمة ،على أهميتها بالنسبة للموسم إلا أنها من حيث المردودية تبقى محدودة خاصة وأن جلها تتم بالعملة المحلية والتي يتم استبدالها على الحدود . كذلك الأمر بالنسبة للسياح والقادمين من ليبيا للتداوي فأنهم هم الآخرون مثل الأشقاء الجزائريين العائد المالي لديهم بالعملة الصعبة أيضا محدود في هذه الفترة والبلاد في حاجة لها.

الأشهر التسعة المنصرمة سجل خلالها أيضا توافد أكثر من خمسة ملايين سائح وهو رقم أيضا مهم بالنسبة للبلاد التي تعلق أمالا كبيرة على تجاوز مخلفات السنوات الأخيرة التي عصفت بالقطاع خاصة بعد أحداث باردو وسوسة الدمويتين واللتين ألقت بضلال كثيفة على القطاع والمهنيين والعاملين فيه .
عودة السياح خاصة الأوروبيين إلى تونس وإن بزخم محدود فإنه ينبئ بلا شك بعودة أفضل خلال الموسم القادم 2018 بعدما رفعت كل الوجهات والأسواق حظرها عن الوجهة التونسية ومعها عاد نشاط الطيران غير المنتظم على المطارات التونسية، كما عاد النشاط ذاته على الخطوط التونسية التي سجلت بدورها تحسنا ملحوظا في النشاط غير المنتظم في الأشهر الماضية.

السوق الفرنسية تحسنت كأفضل ما يكون في الأشهر الفائتة وسجل عدد الوافدين منها تطورا من فئة الثلاث أرقام وهو أمر لم يعهده منظمو الأسفار الفرنسيين في السابق وبالتالي مكن الوجهة التونسية من العودة سريعا إلى احتلال الموقع الرابع في أهم خمس وجهات سياحية للرحلات المتوسطة وهي الرحلات الجوية التي لا تزيد عن أربع ساعات بالطائرة . وتحدث منظمو الأسفار الفرنسيين خلال سوق السفر «توب ريزا» الأخير عن استمرار التدفق السياحي على تونس بنسق مرتفع ، وهذا ما جعل وحيدة جعيط مديرة مكتب السياحة التونسي في باريس تتوقع قدوم أكثر من 500 ألف سائح أخر هذا العام من فرنسا. وقد أشار منظم الأسفار «توي فرنسا» أن الزيادة على الوجهة التونسية بلغت لديه أكثر من 20 % وهو ما ذهب إليه نادي المتوسط الذي سجل هو الأخر تحسنا كبيرا في الإقبال على تونس .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115