37 % من المسيرين الشبان يثقون في الإصلاحات التي أقرتها الحكومة

إخماد نيران المطالب المشتعلة هنا وهناك في عموم مناطق البلاد والمصحوبة دوما بإيقاف العمل وتعطيله لم يمنع هذه الحكومة من وضع آليات أحيانا مبتكرة لاستقطاب جموع العاطلين خاصة من الشباب خريجي الجامعات في برامج تحثهم على المبادرة الخاصة و بعث المشاريع

ونبذ الانتظار للحصول على وظيفة بشكل خاص لدى الدولة التي ما عادت قادرة اليوم بحكم الحجم الكبير لعدد العاملين لديها والذين بات عدد غير هين منهم عبءا على الدولة لعدم توفر إنتاجية لديهم .

ورغم هذه المبادرات فإن الشباب العاطل لم يحاول الاستفادة من هذه الإجراءات المهمة خاصة وأنها تحظي بمساندة خاصة من القطاع الخاص والمنظمات والهياكل الدولية والإقليمية فضلا عن المؤسسات المالية الوطنية والدولية.
المسيرون الشبان لديهم وجهة نظر مختلفة عن الوضع الاقتصادي الهش في البلاد الذي يتطلب في تصورهم سياسة استثنائية وبنيوية عبر إعادة هيكلة السوق العمومية والتقليص من البيروقراطية ما أمكن مع حذف الكثير من الوثائق التي في الغالب الأعم تعطل السير الطبيعي للعمل لطول الإجراءات. وشدد المسيرون الشبان على أمر مهم يتمثل في عرقلة الدولة للدولة من خلال ما تمت الإشارة إليه من طول الإجراءات وكثرة الوثائق.

وفي ضوء هذا يمكن الإشارة إلى سبر أراء أنجزه مركز المسيرين الشبان خلال شهر أفريل الماضي حول الإصلاحات التي أقرتها الحكومة الحالية لفائدة الشباب لتشجيع على المبادرة الخاصة وقد شملت عينة من 300 من منخرطي المركز وقد بين الاستبيان أن 30 % من المسيرين الشبان أن لديهم «فكرة واضحة» حول المبادرة الحكومية للإصلاح الاقتصادي فيما أكد 53 % منهم أنه تتوفر لديهم «فكرة ضبابية» فيما رأى 16.77 %من المسيرين جهلهم التام بالمبادرة .

كما أظهر سبر الآراء أن 6 % فقط من المسيرين الشبان يعتبرون نسق انجاز هذه الإصلاحات «جيد» في حين يرى 12.2 % النسق «متوسط». واعتبر 74 % من المستجوبين النسق بالبطيء و25 .8 % بالبطيء جدا. نتيجة ثقل التمشي الإداري. وتتمحور العوائق، التي تحول دون انتعاش الاقتصاد التونسي،، بحسب المسيرين الشبان للمؤسسات التونسية، أساسا حول «ثقل التمشي الإداري (50 % من العينة) والإشكاليات المتعلقة بمناخ الثقة والأعمال (34،8 %) وبطء المصادقة على القوانين من قبل مجلس نواب الشعب إلى جانب بطء إصدار الأوامر والنصوص التطبيقية 12،1 %.

أما بخصوص مؤشر الثقة ، فإن 45 % من المستجوبين أكدوا أن ثقتهم متوسطة ، في حين عبر 15 % آخرون عن عدم الثقة، فيما كان مؤشر الثقة لدى المسيرين في حدود 37 %.

ولم يغفل المسيرون جملة من الإشارات المهمة يرون أنها من أسباب تحريك الوضع الاقتصادي ويأتي في مقدمتها تطوير الإدارة وإعادة هيكلتها لتقليص تأثيرها على المبادرة مشيرين في الصدد إلى خسارة الاستثمار الهام لشركة «بيجو» نتيجة طول الإجراءات مشددين على وجوب التسريع بالاستثمارات الحكومية الكبرى عبر الشراكة بين القطاعين الخاص والعام لشحن العزائم خاصة في الجهات الداخلية للبلاد مع حث مجلس نواب الشعب على الإسراع بالتخلي عن البطء في أعماله و الموافقة على قانون الطوارئ الاقتصادي الذي مر عليه أكثر من ثمانية أشهر وهو بهذا فقد معنى الطوارئ.

وطالب المسيرون الشباب بحرية العمل و منح الشركات الصغرى والمتوسطة فرصة العمل مثلما اليوم البلد بحاجة للعمل أمام توقف الاستثمار الخاص ، اليوم البلاد بحاجة إلى الثقة وقيم جديدة تجمعنا بعيدا عن الغوغائية والمطلبية التي تعيق ولا تنتج.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115