بعد موجة المخاوف تجاه سياسة ترامب الاقتصادية، وكالة «فيتش» تؤكد: الأسواق المتقدمة ستعرف تحسنا على المدى القريب

ذكرت وكالة»فيتش»الدولية للتصنيف الائتماني، مؤخرا في بيان لها بعنوان «نمو الاقتصاد العالمي يبدي مرونة تجاه حالة عدم اليقين السياسي «أنه على الرغم من الشكوك السياسية المستمرة إلا أن توقعات النمو في البلدان المتقدمة ستعرف تحسنا على المدى القريب .

وتوقعت الوكالة تعافي الاستثمارات الأمريكية بتحسن السياسات المالية المتبعة في أسواق الدول المؤثرة، فضلا عن انتهاء حالة الركود في روسيا والبرازيل.

لم تبتعد توقعات وكالة فيتش بخصوص معدل نمو الاقتصاد العالمي عن توقعات البنك الدولي الذي توقع انتعاش الاقتصاد العالمي بتحقيق نسبة نمو 2.7 %, في المقابل بقيت توقعات صندوق النقد الدولي مرتفعة نسبيا مقارنة مع الآنف ذكرهما, حيث توقع صندوق النقد 3.4 % لسنة 2017 و3.6 % لسنة 2018 اثر مراجعته الأخيرة لنسب النمو في الاقتصاد العالمي.

وقال بريان كولتون، كبير الاقتصاديين في وكالة فيتش, أن تزامن تحسن الاستطلاعات التجارية في جميع أنحاء الدول المتقدمة يشيرالى تحسن النمو على المدى القريب,علاوة على ذلك فإن تحقيق الاستقرار في الأسواق الناشئة ساعد أسواق البلدان المتقدمة على التعافي في النصف الثاني من 2016.

وتابع كولتون أن السعي العدواني لسياسات تجارية حمائية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة يمكن أن يؤدي إلى تقلب أسعار العملات مما يقوض الثقة في قطاع الأعمال على المدى الطويل .واذا كانت الولايات المتحدة ستواصل في نزعتها التجارية من اجل التقليص في عجزها التجاري فمن الصعب إيجاد بديل لسد الفجوة على الطلب العالمي خاصة أن الولايات المتحدة مثلت الحل الوحيد لعقود لاقتصادات عديدة كانت تعمل على تلبية الطلب في الولايات المتحدة.
وقالت الوكالة أن الأسواق المتقدمة ستحقق نسبة نمو بـ 1.9 % في 2017 لتصل إلى 2 % في 2018 مقارنة 1.6 % في 2016 .

وأحدثت وكالة فيتش جملة من التغييرات على توقعات نسبة النمو لسنة 2017 حيث زادت 0.3 نقطة مائوية لكل من منطقتي اليورو والمملكة المتحدة،و 0.2 نقطة مائوية لليابان وزيادة من 0.3 نقطة مائوية عام 2018 بالنسبة للولايات المتحدة مع توقع بنمو منطقة اليورو واليابان لتستقر على نطاق واسع في البلدان المتقدمة .

وقال البيان أن البنك المركزي الأوروبي ابقى على حزمه في تقديم الحوافز النقدية الإضافية في هذه المرحلة ولكنها ستواجه تحديات متزايدة التواصل مع ارتفاع معدلات التضخم, كما يسجل قطاع الائتمان الخاص ارتفاعا في دول منطقة اليورو وستشهد سوق العقارات ازدهارا في ألمانيا .

وبشأن الأسواق الناشئة فمن المتوقع أن تنمو إلى 4.7 % هذا العام مقارنة بـ 4 % في سنة 2015 و2016. ويأتي هذا التحسن نتيجة لتحقيق معدلات نمو ايجابية في كل من روسيا و البرازيل . وأكد ت فيتش أنه بالرغم من ذلك فإن أفاق النمو بقيت ضعيفة . وأضافت أن هناك مؤشرات بوجود تحول في السياسة الصينية بعد إجراءات التحفيز التي اتخذتها أواخر 2015 لدعم النمو الاقتصادي .ومن المرجح أن تؤدي إلى بعض التباطؤ في وقت لاحق من هذا العام لتسجل الصين انخفاضا طفيفا في نسبة النمو بـ 6.3 % في2017.

يأتي هذا التقرير كرد على التخوفات التي أبديت تجاه سياسة ترامب الاقتصادية والتي أشارت إليها عديد التقارير الاقتصادية على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولقد حذرصندوق النقد الدولي من أن إمكانية التحول نحو الحمائية والبرامج القائمة على سياسات انغلاقية وضيق الأوضاع المالية العالمية .

وأن استمرار الاعتماد على إجراءات سياسة التحفيز مع النمو السريع للقروض وتباطؤ التقدم في معالجة ديون الشركات سيرفع مخاطر التباطؤ الحاد « للاقتصاد الصيني”.

وبحسب الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي الذي قال في تصريح «للمغرب» أن انتعاش نسب النمو في الاقتصاد العالمي جاءت مبنية على أساس السياسة التوسعية لدونالد ترامب التي ستدفع نحو نمو الاقتصاد العالمي والاقتصاد الأوروبي غير أن قابلية تحقيق هذه الانتعاشة ستواجه صعوبة أمام السياسة الحمائية التي سيعتمدها ترامب تجاه الأسواق العالمية لاسيما منها الصينية والتي قد تؤدي إلى نتائج عكسية الأمر الذي سيدفع المؤسسات الدولية إلى تعديل توقعاتهم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115