العلاقات الاقتصادية التونسية الأوروبية: الصين تسابق دولا أوروبية لتكون شريكا تجاريا أول لتونس

• الاستثمارات في ركود والسياحة في تراجع مستمر
أكثر من أربعين سنة من تاريخ العلاقات التونسية الأوروبية، تتطلع تونس دائما إلى أن تكون الدول الاوروبية هي الذراع الأولى الذي تستند إليها عند اشتداد ازماتها وقد كانت السنوات الست الأخيرة الدليل الشافي عن أهمية تلك العلاقات.

كان تصريح سفير الاتحاد الأوروبي في تونس باتريس برغاميني خلال تقييم قدمه اثر زيارة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي إلى بروكسيل بأن العلاقات الأوروبية التونسية أصبحت، منذ الزيارة إستراتيجية وذات أولوية بالنسبة إلى الإتحاد الأوروبي وقال حسين الديماسي الخبير الاقتصادي في تصريح لـ«المغرب» أن علاقات تونس مع الاتحاد الأروبي تاريخها تقريبا 15 سنة إلا انه بعد الثورة تم تسجيل تراجع في كل المؤشرات التي تعكس متانة العلاقة بين الطرفين مشيرا إلى انه أولا وفيما يخص المبادلات التجارية التونسية الاوروبية تراجعت في السنوات الماضية مقابل تطور كبير للمبادلات مع الصين بدرجة أولى ثم تركيا بدرجة اقل مرجحا أن تأخذ الصين في السنوات القليلة القادمة مكان فرنسا التي تعد الطرف الشريك التجاري الأول لتونس لافتا إلى أن الميزان التجاري وان كان يسجل فائضا مع البلدان الاوروبية إلا انه اتسع في السنوات القليلة الماضية بشكل مخيف حسب تعبيره والبلدان الوحيدان التي تسجل تونس معهما فائضا هما فرنسا وليبيا وباقي الشركاء يتراوح الاداء بين سلبي او ليس له معنى بصفة كلية، أما بخصوص المبادلات الخدماتية فهي

في تراجع مستمر بسبب الأوضاع الأمنية، موضحا ان تونس خسرت السوق الألمانية منذ التسعينات فقبل ست سنوات بلغ عدد السياح الألمان نصف العدد المسجل في التسعينات وأهمية السائح الألماني تكمن في الإنفاق.

اما فيما يتعلق بالاستثمارات فقد أكد الديماسي ان الفارق سلبي بين المؤسسات الاوروبية المنتصبة في تونس والمغادرة بما يعادل 100 مؤسسة، واشار الديماسي الى ان العلاقات الاوروبية التونسية تتراجع منذ سنوات عديدة نظرا لحالة الاقتصاد المَرَضية التي يعيشها الاقتصاد الاوروبي منذ قرابة 20 سنة والتي تسجل نسبة نمو بطيئة باستثناء الاقتصاد الالماني. وفي الارقام الصادرة عن جهات رسمية على غرار المعهد الوطني للإحصاء فانه و على صعيد التوزيع الجغرافي، شهدت الصادرات التونسية مع الاتحاد الاوروبي ارتفاعـا بـ 4.3 % حيث سجلت تحسنا مع فرنسا بنسبـة 15.1 %وألمانيــا بنسبــة 6 % و بلجيكيا بنسبة 7.1 % وفي المقابل، تراجعت صادراتنا مع بلدان أخرى على غرار هولندا بنسبة 3.3 % وإسبانيا بنسبة 25.7.% أما بخصوص الواردات، فقد بلغت المبادلات التونسية مع الاتحاد الأوروبي خلال سنة 2016 زيادة طفيفة بنسبة 0.3 % مقارنة بسنة 2015 ، حيث ارتفعت وارداتنا مع إيطاليـا (حصّتهـا 14.5 % من إجمالـي الواردات) بنسبة 2.7 % ومع ألمانيا (حصّتها 7.7 %من إجمالي الواردات) بنسبة 11.3 %.

أما بخصوص الاستثمارت فقد نشر مكتب الاتحاد الأوروبي للإحصائيات حجم الاستثمارات الاروبية في العالم لتبلغ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس 3,151 مليار أورو وهي الحصة الأقل من بين البلدان المغاربية،
علما وان حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة للاتحاد الأوروبي في العالم بلغ 6.894 مليار أورو نهاية سنة 2015 مسجلة ارتفاعا بنسبة 14.9 % مقارنة بنهاية سنة 2014.

و تقدر الاستثمارات الأجنبية المباشرة الاتحاد الأوروبـي فـي إفريقيـا بنسبـة 4.2 % من مجموع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة للاتحاد الأوروبي في باقي أنحاء العالم و 0.5 % بالنسبة للبلدان المغاربية.
اما بالنسبة للسياحة ولئن سجلت السياحة في نهاية السنة توافد حوالي 5.5 مليون سائح فإن السياحة الاوروبية مازالت في تراجع مستمر اشتد منذ أحداث باردو وسوسة في العام 2015.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115