على ضوء الاستعداد للسنة الميلادية الجديدة: تراجع المقدرة الشرائية سيدفع المواطن إلى استهلاك سلع السوق الموازية

مع بدء العد التنازلي للاحتفال بالسنة الميلادية ,قد تختلف الآراء حول الاحتفال به ولكن ماهو مؤكد أن شراء المرطبات وما يصاحبها أمر أساسي عند الكثيرين من التونسيين الأمر الذي ينعش أصحاب محلات بيع المرطبات وصنعها وأمام لهفة المواطن التونسي على الاستهلاك

وكي لا يقع فريسة للاحتكار والتلاعب بالأسعار قد يلجأ إلى ما يسمى بالسوق الموازية أو الباعة العرضيين دون ادني اهتمام بما يمكن أن تخلفه هذه المنتجات من أضرار صحية أوعلى الاقتصاد الوطني.

قال محمد زروق الرئيس السابق لمنظمة الدفاع عن المستهلك والخبير في الاقتصاد الاجتماعي في تصريح «للمغرب» أن المقدرة الشرائية للمواطن التونسي قد ضعفت جراء التضخم المالي ولقد تأثرت الطبقة الوسطى وبالأساس السفلى منها وعلى اعتبار غلاء مستلزمات المناسبات والأعياد فإن العائلات المنتمية لهذه الطبقة تلجأ إلى اقتناء حاجياتها من الباعة العرضيين المنتصبين بالشوارع والذين يعرضون بضاعة مجهولة المصدر ولكن في نظرهم هي بضاعة تتناسب مع مقدرتهم الشرائية.

ويضيف زروق أن الإقبال على منتجات ذات جودة متدنية دون النظر في تداعيات هذه المواد خاصة منها المستوردة والتي في غالبيتها لا تخضع للرقابة الصحية لاسيما مع ضعف هياكل المراقبة يجعل السوق المحلية تغرق في بضاعة مهربة لا يكفي أنها تنافس السلع المحلية إلا أنها تتسبب في خسائر مادية على الاقتصاد الوطني هذا فضلا عن الأضرار الصحية .

وبغض النظر عن تراجع المقدرة الشرائية وضعف آليات المراقبة فإن المستهلك التونسي يبقى في حاجة ملحة إلى الترشيد في الاستهلاك ومن هنا نسأل عن دور المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك في توعية المواطن وقدرتها على تغيير سلوكيات الاستهلاك أثناء المناسبات والأعياد.

قال رئيس المنظمة السابق, إن المنظمة تعيش حالة من العجز المالي تتطلب من الدولة دعما لإمكانياتها من أجل أن تسترد هذه المؤسسة بريقها مع الحفاظ على طابعها المستقل عن الدولة وفي ظل اقتصاد حر يرى زروق أن على الدولة آن تراجع سياستها إزاء المقدرة الشرائية وتعزيز آليات الرقابة على السلع المهربة وعلى مسالك التوزيع وحتى على بعض المصانع المحلية .

تشهد الأسواق التونسية حملات مراقبة من قبل وزارة التجارة والصحة لمختلف السلع وبمختلف أنواعها غير أن الرقابة تنشط في فترات محددة خاصة مع المناسبات والأعياد حيث بدأت حملات المراقبة لمحلات بيع المرطبات مطلع هذا الأسبوع وكشفت عن جملة من التجاوزات حيث أسفرت عن وجود لكميات من المرطبات الفاسدة وحجز كميات مهمة من الزيت المدعم وغيرها من المواد غير صالحة للاستهلاك وإزاء كل هذه التجاوزات على المستهلك أن يعي بمضمون المنتج الذي يستهلكه و أن يضع سلامته وصحته فوق كل اعتبار .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115