نتيجة الجفاف ونقص الأمطار في الجهات المعروفة بتربية الماشية: نقص الأعلاف يهدد الثروة الحيوانية

شهدت المواد العلفية نقصا في الكميات نتيجة الجفاف ونقص الأمطار في الجهات المعروفة بتربية الماشية, وبالرغم من الاتجاه نحو تعديل السوق إلا أن حجم الصعوبات التي يعيش على وقعها الفلاحون في قطاع اللحوم في تزايد.

شهد قطاع الإنتاج الحيواني في تونس تراجعا متأثرا بجملة من العوامل ويعود تراجع مردودية قطاع اللحوم في تونس حسب منور الصغيري مدير وحدة الإنتاج الحيواني بالاتحاد الفلاحي التونسي إلى مشاكل هيكلية وأخرى ظرفية .
بالنسبة للمشاكل الهيكلية فان التهديد الذي يعيشه قطاع اللحوم عائد بالاساس الى ندرة المواد العلفية وغلائها وتعود ندرة هذه المواد حسب محدثنا الى الاختلال الحاصل بين المناطق الاكثرا انتاجا للحوم و المناطق المنتجة للمواد العلفية .

حيث تعتبر 90 % من مناطق الشمال المنتج الاكبر لزراعة المواد العلفية في حين أن 60 % من المناطق المنتجة للحوم الاغنام في الجنوب والوسط و45 % من الابقار المؤصلة متمركزة في الوسط والجنوب و بالتالي توزيع الثروة الحيوانية لا يتماشى مع الموارد العلفية الامر الذي يوفرالفرص لجملة من التجاوازات على مستوى النقل والتوزيع.

و من المشاكل الهيكلية الاخرى يقول الصغيري أن قطاع اللحوم بات يتاثر بالتغييرات المناخية خاصة مع تتالي سنوات الجفاف, ومع تراجع حجم المساحات المخصصة لزراعة البذور العلفية بات القطاع في وضع اصعب لا سيما وأن تراجع المواد العلفية التي ادت بدورها الى تراجع الانتاج الحيواني ستؤثر على ديمومة القطاع الذي بات مهددا بزواله خاصة مع الصعوبات التي تواجه الفلاحين على حد تعبيره .

و يضيف محدثنا أن اهمية المواد العلفية لا تقف عند حدود توفير انتاج حيواني فقط انما تكمن في الحفاظ على القيمة الوراثية للثروة الحيوانية ,فعلى سبيل المثال فصيلة الابقار المؤصلة التي من المفروض ان يبلغ انتاجها 9 الاف لتر من الحليب سنويا في حين أن انتاجها في تونس لا يتجاوز 4500 لتر سنويا. زد على ذلك ان حجم الاكتفاء الذاتي من المواد العلفية في تونس لا يتعدى حدود 30 % في حين في فرنسا يصل الى 86 % .

كما أن رواج البذور العلفية ذات جودة ضعيفة في سوق غير منتظمة أثر على مستوى انتاج للحوم الحمراء و يستدل محدثنا بمقارنة حجم انتاج اللحوم بالنسبة للاغنام حيث أن معدل انتاج الانثى من الاغنام 12 كيلو في تونس في حين انثى الاغنام في فرنسا تنتج 18 كيلو ( هذا بعد احتساب تكلفة الانتاج ) حسب نفس المصدر.

اما عن المشاكل الظرفية فقد ربطها مدير الانتاج الحيواني بظاهرة التهريب التي اضرت بالمنتوج المحلي حيث بلغ سعر الكيلو الواحد من اللحم 14 دينارا في الساحل متأثرا باجتياح الخروف الليبي الذي يباع الكيلو الواحد من الخروف الحي بـ7 د في حين الخروف المحلي ب8 دينانير في حين انه في السنة الفارطة وصل إلى 9 دنانير .

في ظل غياب قدرة تنافسية في القطاع وأمام ارتفاع أسعار العلف و ندرتها لم تعد الخيارات كثيرة أمام الفلاحين خاصة وان العديد من الفلاحين الكبار قد انسحبوا من دائرة الإنتاج كما سيؤدي هذا الأمرالى عزوف الفلاحين الصغار على المدى الطويل متأثرين بارتفاع تكلفة الانتاج مقابل البيع بثمن زهيد الامر الذي سيؤدي بفعل الوقت الى غلاء الأسعار و الذي سينتج عنه في السنوات القادمة غياب للإنتاج الحيواني داعيا إلى ضرورة الاستثمار في القطاع مستدلا بتجربة الجزائر التي تعتبر اكبر ثاني منتج في العالم للحليب وضرورة دفع حجم استهلاك الحليب أن معدل استهلاك الفرد للحليب في تونس لا يتعدى 110 لترسنويا في حين يبلغ معدل استهلاك الفرد في فرنسا 250 لترا في السنة .

يطالب منورالصغيري بضرورة اعادة هيكلة القطاع و الانكباب على ايجاد حلول جذرية خاصة في ما يتعلق بالبذور العلفية و مراجعة تسعيرة الحليب على مستوى البيع حيث تبلغ تكلفة انتاج اللتر الواحد من الحليب 920 مليم في حين يتم بيعه بـ 736 مليم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115