لقد تمّ إحداث مصنع ببوفيشة تابع لمجمع «صوريال» مختص في سبك نفايات الأليمينيوم وذلك منذ سنة 2013 وبعد الحصول على كل التراخيص الإدارية والتقنية وموافقة الوكالة الوطنية لحماية المحيط... إذ لا يخفى أنّ مثل هذه الصناعات تحدث تلوثا معينا لمحيطها والمطلوب دوما هو التعامل العلمي والتقني مع هذا الجانب من مثل هذا النشاط الصناعي...
وقد تحصلت شركة «صوريال» على شهادة إيزو 14001، وهي شهادة متعلقة بالمواصفات الصحية والبيئية وتطابقها مع المواصفات الدولية لهذا النشاط...
ولكن نظرا لاحتجاج بعض الأهالي على الدخان المنبعث من المصنع طلبت السلط الجهوية من المصنع إيقاف أشغاله والقيام بكل التحسينات الضرورية... وقد لبت الشركة هذا المطلب وتوقفت عن العمل لمدة شهرين ونصف وتحوطت ما أمكن لها تكنولوجيا لمعالجة مظاهر التلوث المرتبطة بهذا النشاط..
وبعد هذه الفترة عادت الشركة إلى سالف عملها ولكن أمام تواصل احتجاج بعض السكان قررت السلط الجهوية بصفة أحادية يوم 16 سبتمبر غلق المصنع متعللة بدواعي أمنية...
وللعلم فإن الاستثمار في هذا المصنع بلغ 10 مليون دينار.. كما أن هذا المصنع يشغّل حوالي خمسين عاملا هم اليوم في حالة بطالة فنية مع العلم بأن مجمع «صوريال» يشغل 270 عاملا وإطارا موزعين على أربعة مصانع.. وقد تكون الشركة مهددة في وجودها لو استمر هذا الغلق...
ونحن إذ أشرنا بإطناب إلى ما تعانيه مؤسسة اقتصادية بذاتها – دون أن يعفيها ذلك بالطبع من القيام بكل واجباتها من أجل الحفاظ على سلامة البيئة والمحيط – فلكي نلفت نظر السلط الجهوية والوطنية إلى هذه المعاناة اليومية لعدة مؤسسات اقتصادية لها دور فعّال في نمو البلاد وخلق مواطن الشغل ولكن تجد نفسها دون سبب مقنع مهددة بالغلق جرّاء خوف بعض السلط الجهوية من احتجاج بعض الأهالي دون الانتباه إلى مواطن الشغل والاستثمارات المهدورة هنا وهناك..
«المغرب الاقتصادي»