الأستاذ عبد العزيز إدريس في صقلية على رأس قافلة الشبيبة الدستورية

كونت اللجنة العليا للشبيبة وكاتبها الأخ حسيب بن عمار قافلة من الشبان الدستوريين تضم الطلبة والمعلمين والموظفين والعمال المتربصين في التعاضد سافرت إلى صقلية وقادها الأستاذ عبد العزير إدريس مدير المتحف القومي بباردو المكلف بالشؤون الثقافية

لدى اللجنة العليا للشبيبة والأخ محمد بوليلة مندوب الحزب بالقصرين

وغادرت القافلة تونس يوم الأربعاء 2 مارس عن طريق البحر ووصلت إلى باليرمو وعند وصولها استقبلت من طرف الهيئات الرسمية والمنظمات بحفاوة بالغة ومن بين الذين حضروا لاستقبالها الأستاذ ليزيتانو المستشرق الشهير الذي زار البلاد التونسية عدة مرات ونائب من نواب المجلس الجهوي ونائب عن المنظمات الطالبية ونائب عن الحكومة الجهوية لصقلية المستقلة ونائب عن مركز التعاون المتوسطي.

وفي صباح يوم الوصول استقبلت القافلة من قبل الحكومة الجهوية الصقلية بقصر الحكومة والى الوزير كارلو خطابا رحب فيه بأعضاء القافلة وعبر عن إعجابه بأعمال الرئيس الجليل الحبيب بورقيبة وقال: «يجب ان يتواصل الرقي في جميع بلدان البحر المتوسط لا في بلاد واحدة لان بلدان البحر المتوسط هي عبارة عن جسم واحد وإذا كانت بالجد من البلدان المتوسطية مريضة فان المرض تنتشر عدواه بالبلدان الأخرى ولهذا فان نمو البلاد التونسية وصحتها من الأمور التي تسرنا».

وقال أيضا: «يجب أن تتعارف البلدان المتوسطية عامة وصقلية وتونس خاصة لأنّ مصيرهما مصير واحد ومشاكلهما متشابهة.
وأجابه الأخ محمد بوليلة بكلمة باللغة العربية وبلغ له تحيات الشبان الدستوريين للشبان الصقليين وقال إننا ضد العزلة ونؤمن بالتعاون مع كافة بلدان العالم عامة والبلدان المتوسطية خاصة. كما أجابه الأستاذ عبد العزيز إدريس بكلمة باللغة الايطالية مع التوسع في الأحداث التاريخية والعلاقات التي ربطت تونس وصقلية منذ قديم الزمان في العصور القرطاجنية والرومانية والبيزنطية والعربية خاصة عندما فتح أسد ابن الفرات صقلية وزرع فيها الثقافة العربية التي بقيت إلى القرن الثالث عشر ميلادي.

(والغريب هو أن الصقليين وخاصة المثقفين منهم يفتخرون بماضيهم العربي وبئاثارهم العربية)

استقبال القافلة من رئيس المجلس الجهوي
وفي صباح اليوم نفسه بعد زيارة ما تبقى من القصر الملكي بقيادة اختصاصيين استقبل الشبان التونسيون من طرف رئيس المجلس الجهوي الصقلي ومن طرف الرئيس – لولوجيا – المشرف على مركز التعاون المتوسطي وبعد زوال اليوم نفسه التقى قسم من القافلة التونسية يقوده الأستاذ عبد العزيز إدريس والأخ محمد بوليلة بنادي الصحافة بممثلي منظمات الشبان ومنظمات الطلبة ووقع تبادل

الآراء بين التونسيين والصقليين في كل ما يتعلق بمشاكل الشباب.

حيوية الشباب الصقلي
ومن الأمور التي تجدر ملاحظتها حيوية الشباب الصقلي وجده واهتمامه بمشاكل الشباب بالبلاد التونسية والجهود التي تقوم بها الحكومة في ميدان التعليم وخاصة المنح الجامعية لجميع الطلبة بالتعليم العالي أو غالبيتهم وقد أعجبوا بها كثيرا وقالوا عنها إنها مظهر من مظاهر اهتمام الحكومة بالشبيبة والشبان.
وأجابهم الأستاذ عبد العزيز إدريس والأخ محمد بوليلة ان الحكومة التونسية ومسؤولي الحزب كلهم من الشبان وقبل أن يكونوا مسؤولين كانوا شبانا دستوريين وكانت لهم مسؤوليات في منظمات الطلبة.

بالقصر الصيني
آما القسم الآخر من قافلة الشبان التونسيين فقد زار القصر المسمى بالقصر الصيني واطلع على متحف التقاليد الشعبية وحوالي الثامنة انظم القسم الأول من القافلة إلى القسم الثاني وأقام عميد جامعة باليرمو حفلا لاستقبالهم وحضر الاستقبال عدد كبير من أساتذة الجامعة ومن الطلبة الذين اظهروا اهتماما كبيرا بربط الصلة مع البلاد التونسية وبتبادل قوافل الشبان للتعارف ولبناء الصداقة المتوسطية.
ومما يبعث على الإعجاب وجود ثلاثة جامعات بصقلية جامعة بمدينة باليرمو العاصمة وجامعة بميسين وثالثة بكاطانيا وتشتمل كل منها على عشرة ألاف طالب.

زيارة دار الصناعة ومعمل توليد الكهرباء
وفي صباح يوم الجمعة قامت القافلة بقيادة الأستاذ عبد العزيز إدريس والأخ محمد بوليلة بزيارة لدار الصناعة بباليرمو وهي مختصة في صناعة السفن الحاملة للبترول سواء بصناعتها أو بإصلاحها والسفن التي تصنع أو تصلح بهذا المعمل يمكن أن تكون من حانلات سبعين ألف طن.
وبعد ذلك قامت القافلة بزيارة معمل توليد الكهرباء وأثناء الزيارتين ألقى الشبان الدستوريون المشاركون في القافلة عدة أسئلة تكنيكية واجتماعية وكان المسؤولون معجبين بجد شبان تونس ودقة أسئلتهم.

ملتقى
وبعد الزوال نظم ملتقى بين أعضاء القافلة التونسية ومسؤولين سياسيين واقتصاديين لصقلية ومن بينهم الأستاذ لولوجيا رئيس مركز التعاون المتوسطي ونائبه الأستاذ كريس والأستاذ ريزيتانو من جامعة باليرمو والدكتور يلفريوي أستاذ العربية في جامعة باليرمو والأستاذ فاصينو وزير الفلاحة بالحكومة الجهوية وألقى الأستاذ لولوجيا خطابا قيما رحب فيه بالإخوان التونسيين وتحدث فيه عن مشاكل صقلية وعن تشابهها بمشاكل البلاد التونسية إذ هي مشاكل ضد البطالة وضد التخلف والكفاح ضد الجفاف وبشر أعضاء القافلة بان صقلية تريد إنشاء جامعة بباليرمو تسمى جامعة البحر المتوسط تكون مخصصة لدراسات خاصة بالبحر المتوسط وتاريخه واقتصاده وجغرافيته وتكون أيضا ملتقى بين طلبة جميع بلدان البحر المتوسط عامة وبين طلبة تونس وصقلية خاصة وذلك ليكون التعاون بين بلدان البحر المتوسط مبنيا على أساس ثقافي

وقال الأستاذ لولوجيا انه يرحب بالطلبة التونسيين والجزائريين الذين يريدون المشاركة في هذه الجامعة التي ستحدث قريبا.

وأجابه الأخ محمد بوليلة بكلمة شكره فيها على حفاوته ورحب بفكرة إنشاء هذه الجامعة المتوسطية.

وبعد أن ترجم خطاب الأخ بوليلة من العربية إلى الايطالية من طرف الأستاذ ريزيتاتو ألقى الأستاذ عبد العزيز إدريس خطابا باللغة الايطالية تحدث فيه عن أهمية التبادل الثقافي بين البلدان المتوسطية وعن أهمية التعارف بين شبان البلدان وتبادل الآراء والأفكار فيما يتعلق بالتجارب الاجتماعية والاقتصادية وتوسع في الحديث عن جهود الحكومة التونسية في السنوات الأخيرة في الاعتماد على الحزب وعلى شيايه في الكفاح ضد التخلف الصناعي والفلاحي والاجتماعي والثقافي وفي الدور الذي يقوم به الشبان في هذا الكفاح وتوسع خاصة في انجازات الحزب الحر الدستوري الاجتماعية من فتح مدارس وبناء مستوصفات وتعبيد طرقات وغرس اشجار وحظائر فلاحية وغيرها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115