السعودية تتصدّر التّرتيب بـ 485 مقاتلا تليها تونس بـ 375: الوثائق المسرّبة حول 22 ألف مقاتل من داعش .. نكسة للتّنظيم أم إستراتيجيّة خبيثة ؟

أثارت الوثائق المتعلّقة ببيانات 22 ألف مقاتل من تنظيم ‘داعش’ الإرهابي ، التي تمّ نشرها في قناة «سكاي نيوز» البريطانية أمس الأول ، نقلا عن منشقّ عن التنظيم ، جدلا واسعا وتباينا في المواقف حول مدى صحّة المعلومات المنشورة وخطورتها ، في وقت يعيش فيه العالم

على وقع حرب دوليّة ضدّ هذا التنظيم المتطرّف في أكثر من جبهة وفي دول مختلفة.
ولئن أبدت الولايات المتّحدة الأمريكيّة شكوكا حول صحّة الوثائق المنشورة ، فقد أكّدت كلّ من ألمانيا(التي حصلت مخابراتها على الوثائق و»ذاكرة الكترونية» )واسبانيا وغيرها من الدول صحّة مايتمّ تداوله من معلومات (رغم انّه تمّ نشر عدد قليل من الوثائق على موقع «سكاي نيوز» البريطاني) معتبرة أنّ المعطيات المنشورة متطابقة مع بيانات مواطنيها الذين توجّهوا إلى بؤر الصراع للانضمام إلى صفوف التنظيمات المتطرّفة وتحديدا في سوريا والعراق.

51 دولة
وتنكبّ مخابرات الدول الغربية وربّما العربية أيضا ، حاليّا على تدقيق البيانات للتأكد من المعلومات المرفقة في الوثائق ، حيث شملت البيانات التي تشبه الاستمارات أسماء 22 ألف من المقاتلين وأرقام هواتف، بالإضافة إلى أسمائهم الحركية ومعلومات عن عائلاتهم (اسم الأم) وجنسياتهم وبلدان الإقامة، ثم فصيلة الدم والجنسية، وتحتوي الاستمارات أيضا على بيانات خاصّة بالحالة الاجتماعيّة، والتحصيل العلمي والشرعي، والمهنة أو المهن التي عمل بها خلال حياته، فضلا عن «الاختصاص» الذي يرغب فيه (مقاتل، انغماسي..)، وكذلك الدول التي زارها من قبل، ومستوى فهمه للشريعة. وتأكّد وفق البيانات المنشورة، أن المقاتلين ينحدرون من 51 دولة وموجودون في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا أيضا.

وجاء في الوثائق التي سرّبها مقاتل منشقّ عن التنظيم لوسيلة الإعلام البريطانية ، وقال انه سرقها من رئيس شرطة الأمن الداخلي في «داعش» ، ذكر لمناطق عبور المقاتلين عبر نقاط عبور معروفة وأخرى لم تكن معروفة وذلك عبر نشر الطرق التي سلكها المقاتلون بمختلف جنسياتهم ، للوصول إلى مناطق الصراع ، تحت عنوان «نقاط ساخنة» ، منها اليمن والسودان وتونس وليبيا وباكستان وأفغانستان .

هذا ووفق البيانات المنشورة –التي لم تتّضح بعد صحّتها- أنّ المملكة العربيّة السعودية تصدّرت ترتيب الدّول الّتي ينحدر منها المقاتلون بـ 485 مقاتلا ، تليها تونس بـ375 مقاتلا ، ثم المغرب 140 مقاتلا و57 من تركيا و54 من ليبيا ، ومصر 101 مقاتل و22 من العراق و20 من الجزائر و20 من الأردن ، ومن الدول الأجنبية 35 فرنسيا ، 4 أمريكيين ، 16 بريطانيا ، 18 ألمانيا ،6 من كندا،كما يوجد 32 من إندونيسيا، و25 من ألبانيا ، في حين يتوزّع آخرون على عدّة دول من بينها بلجيكا، لبنان، هولندا، استراليا، أفغانستان وروسيا .

وقالت وسائل إعلام غربية وفق تسريبات ،أنّ الاستمارات لم تحتو كلّها على جنسيات المقاتلين إذ امتنع عدد كبير منهم عن ملء خانة الاستمارة المتعلّقة بالجنسيّة ،وهو ما يصعّب إحصاء العدد الإجمالي للمقاتلين ودولهم الأصليّة ، في وقت قالت تقارير أخرى أنّ السّلطات البريطانيّة والألمانيّة (التي بيدها التّقارير) ستنشر تقريرا مفصلا في حال ثبتت صحّة الوثائق المتداولة.

نقطة ضعف أم قوّة ؟
وتباينت المواقف حول أبعاد نشر هذه المعلومات ، وتداعياته سواء على التنظيم أو على الدول المعنيّة بها ، فمن جهة اعتبر مراقبون أنّها ستحمل تداعيات مؤثّرة على تنظيم «داعش» حيث رأى متابعون لشؤون الجماعات المتطرّفة ، أنّ هذه «الضّربة» جاءت نتيجة الانشقاقات الحادّة التي باتت تعصف بـ«داعش» الارهابي وتهدّد بانهياره في وقت وجيز.
ومن جهة أخرى رأى محلّلون أنّ نشر المعلومات في هذا الوقت يمكن أن يكون نتيجة خشية التنظيم من انشقاق المقاتلين عن صفوفه ، ليكون نشر هذه المعلومات (بين خاطئ وصحيح) بمثابة الخطوة التي تمنعهم من «الارتداد» عنه ، في حال أصبحوا مطلوبين للعدالة.
في الأثناء يرى مراقبون أن الوثائق – في حال ثبتت صحّتها- ستكون غنيمة لاستخبارات دول العالم ، في الحرب ضدّ الإرهاب وضدّ تنظيم «داعش» الارهابي بالتّحديد، في تعاملها مع المقاتلين الذين يعملون لتنفيذ مخططات إرهابيّة في بلدانهم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115