الاتفاق بين الأكراد و دمشق .. هل هو بداية تسوية الأزمة السورية؟

تمكن النظام السوري خلال الاشهر الماضية من قلب المعادلات وأعاد سيطرته على عديد المناطق التي كانت تحت حكم المعارضة وكذا المجموعات

الاسلامية المتطرفة والمسلحين ..فبعد معركة الجنوب السوري وتسوية الوضع هناك من خلال هدنة تم التوصل اليها بين النظام والمقاتلين بوساطة روسية ، يعلن مجلس سوريا الديمقراطية امس وهو الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية التوصل الى اتفاق مع دمشق بشان وضع خارطة طريق تقود الى حكم «لا مركزي» في البلاد. وذلك بعد محادثات علنية بين الطرفين الاولى من نوعها منذ قيام واندلاع شرارة احداث 2011 ..

ووفق بيان نشره المجلس امس فقد تم وضع الأسس التي تمهد لحوارات أوسع واشمل لحل كافة المشاكل العالقة». وبحسب البيان فان هذا اللقاء اسفر عن «اتخاذ قرارات بتشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات وصولا الى وضع نهاية للعنف والحرب التي انهكت الشعب والمجتمع السوري من جهة، ورسم خارطة طريق تقود الى سوريا ديمقراطية لامركزية».

والمعلوم ان قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تسيطر حاليا على نحو ثلاثين بالمئة من مساحة البلاد وبالخصوص في المناطق ذات الغالبية الكردية . ولطالما وقف النظام السوري سدا منيعا ضد قيام أي شكل من اشكال الحكم الذاتي للاكراد في سوريا لكن الموقف الصادر مؤخرا عن وزير الخارجية وليد المعلم يؤشر الى بداية تغير في السياسة السورية تجاه هذا الملف ، اذ اعلن صراحة عن استعداد دمشق الى الحوار مع الاكراد حول « الادارة الذاتية».. وذلك بالرغم من العداء بين الطرفين خاصة ان الاكراد اقاموا تحالفا مع واشنطن مما اثار حفيظة النظام السوري..وفي الحقيقة فان قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من دحر داعش الارهابي من عديد المناطق التي احتلها فتحررت على يد القوات الكردية مناطق هامة واستراتيجية في الخارطة السورية.

في هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد موسى لـ«المغرب» ان الاحتجاجات الشعبية انطلقت في ربيع 2011 مطالبة بالحرية والكرامة وسرعان ما واجهها النظام مستغلا علاقاته المتجذرة على مدى عقود وعلى رأس علاقاته روسيا والصين وايران والعراق الحالي وحزب الله. واضاف محدثنا :«المعارك بين النظام والمعارضة في سوريا هي الصورة القريبة جداً إلى حرب العراق في عهد صدام حسين وايران التي دامت ثمانية أعوام ولم يخرج أي طرف منتصرا فيها». واردف بالقول :«في سوريا هناك فرق عديدة متقاتلة والكل بات جزءاً من الصراع حتى النظام ذاته . والصراع الدموي تحول إلى حرب اهلية وفي مناطق عدة إلى صراع مذهبي وطائفي مقيت لن يتكهن احد منا متى ستنتهي. « واشار الى ان ما يجري اليوم هو معركة دولية كبرى فالقوى المتصارعة كثيرة على ارض سوريا واهمها الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا إضافة إلى تركيا و إيران اللتين تتناحران مذهبيا على ارض الدم سوريا وبأرواح سوريا تقدم من أجلهم بشكل مجاني للدولتين الإقليميتين».

اما عن داعش الارهابي فاكد انه كان الخنجر الذي ضرب جسد «الثورة السورية» عندما بدأ هذا التنظيم الارهابي يستولي على اراضي كبيرة من العراق وسوريا وبعد تشكيل الحلف لضربه في سوريا والعراق بعد مقارعته على الأرض تقلص نفوذه . واضاف الباحث السوري بالقول «أن رواية داعش لم تنته فصولها بعد وسنشهد لها انتعاشا في اماكن وتقليصا في مناطق اخرى ووهم كبير من يعتقد ان فكرة داعش باتت من الماضي بل هي ستبقى فزاعة التقسيم للمنطقة برمتها واحد اهم ادوات تقسيم سوريا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115