سوريا: حدود الجولان تحت سيطرة الجيش السوري وانسحاب المعارضة

من المقرر أن يبدأ مقاتلو المعارضة السورية مغادرة المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان التي تحتلها ‘’إسرائيل’’ امس الجمعة

والتوجه إلى مناطق تحت سيطرتهم في الشمال بموجب اتفاق استسلام سيعيد قبضة الرئيس بشار الأسد على الحدود. وقال همام دبيات محافظ القنيطرة وفق «رويترز» فيما استعدت الحافلات لنقل المقاتلين لمحافظة إدلب في شمال غرب البلاد «نحنا جاهزون لأن نرحل المسلحين من المنطقة وفي حال تمت الأمور سنقدم الخدمات اللازمة للمقيمين بالمنطقة من كهرباء ومياه...»
وأظهرت لقطات صورت من الحدود رجالا يعتلون شاحنات محملة بالمتعلقات ويغادرون قرية القحطانية عند حدود الجولان. ولم يتضح إلى أين يتوجهون.ويحتمي عشرات الآلاف من الأشخاص عند الحدود منذ بدأ هجوم قوات الحكومة قبل شهر.

ومع اقتراب الهجوم المدعوم من روسيا، وافق مقاتلو المعارضة في القنيطرة القريبة من الجولان أول أمس الخميس إما على قبول العودة إلى حكم الدولة أو المغادرة إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال البلاد. ويشبه ذلك الشروط التي فرضت على مقاتلي المعارضة المهزومين في أنحاء أخرى بسوريا. وزاد عدد سكان إدلب بسبب الفارين من تقدم الأسد في مناطق أخرى.
وأعاد الهجوم سيطرة الحكومة على منطقة استراتيجية في الجنوب الغربي على الحدود مع الأردن والجولان المحتل.وكانت هذه واحدة من أسرع الحملات العسكرية في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام. وكانت الولايات المتحدة تمد مقاتلي المعارضة في الجنوب بالسلاح لكنها أبلغتهم مع بداية الهجوم ألا يتوقعوا تدخلا منها. واستسلم كثير منهم سريعا.

«تهديد اسرائيلي»
جدّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الجمعة، التأكيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن “إسرائيل” ستتحرك ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
وقال مكتب نتنياهو، في تصريح إن «رئيس الوزراء تحدث امس هاتفيًا مع الرئيس بوتين وبحث معه التطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا».وأضاف أن «نتنياهو أكد على أن إسرائيل ستواصل التحرك ضد التموضع العسكري الإيراني في سوريا».
وخلال الأشهر الأخيرة، كرّر نتنياهو هذه الأقوال عدة مرات، بما في ذلك خلال لقائه بوتين في موسكو الأسبوع الماضي.ويتهم كيان إسرائيل إيران بالتموضع عسكريًا في الأراضي السورية. وفي الأشهر الأخيرة، قالت وسائل إعلام سورية إن جيش الحرب الإسرائيلي نفذ العديد من الغارات على مواقع داخل الأراضي السورية لم تكشف عن استخداماتها.

اجلاء مستمر
تجمعت حافلات، امس الجمعة، بمحافظة القنيطرة في جنوبي سوريا، تمهيدا لبدء عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين إلى شمال البلاد بموجب اتفاق أبرمته روسيا مع الفصائل المسلحة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وينص الاتفاق الذي أعلن عنه ، على استسلام الفصائل مقابل وقف المعارك وعودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011 وهو عام اندلاع النزاع السوري في هذه المنطقة المتاخمة للاراضي المحتلة.ونقلت ‘’فرانس براس’’ عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن “الحافلات وصلت الخميس إلى منطقة تحت سيطرة قوات النظام في محافظة القنيطرة، على أن تبدأ امس الجمعة الدخول إلى مناطق سيطرة الفصائل تمهيدا لبدء عملية الإجلاء».

وتسيطر فصائل مسلحة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة، وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من إسرائيل.وتتواجد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) في هذه المنطقة، حيث سيتم وفق المرصد إخراج مقاتليها كونهم في عداد الرافضين لاتفاق التسوية مع النظام.
وأفاد عبد الرحمن أن الاتفاق ينص على غرار اتفاقات مماثلة أبرمت في مناطق اخرى، آخرها محافظة درعا المجاورة، على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، على أن تدخل شرطة مدنية سورية إلى مناطق تواجد الفصائل في المحافظة والمنطقة العازلة.وكانت القوات الحكومية قد بدأت الأحد هجوما على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة، بعدما استعادت أكثر من 90 في المئة من محافظة درعا المحاذية.

دعوات أممية لممر آمن
وناشدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين جميع الأطراف في سوريا، امس الجمعة، توفير ممر آمن لنحو 140 ألف مدني محاصرين بسبب القتال في جنوب غرب البلاد، حتى يتسنى لهم الحصول على المساعدات والمأوى، وفق ما نقلت رويترز.
وقالت المفوضية إنها على استعداد لأن تناقش مع سوريا وروسيا خطتهما لإقامة مراكز للاجئين السوريين العائدين، لكنها شددت على ضرورة أن تكون هذه العودة آمنة وطوعية بما يتماشى مع المعايير الدولية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115