فلسطين تشيع شهداءها مسيرات العودة مستمرة .. وتنديد دولي بالمجزرة الصهيونية: باحثون عرب لـ «المغرب»: الفلسطينيون أعادوا خيار المقاومة الشعبية إلى الواجهة

شيّع الفلسطينيون أمس عشرات الشهداء الذين سقطوا أمس الأول برصاص كيان الاحتلال الاسرائيلي تزامنا مع الذكرى الـ70 للنكبة

وأيضا تدشين السفارة الامريكية في القدس المحتلة. وخلّف اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب-في الـ6 من ديسمبر- ‘’القدس’’المحتلة عاصمة لإسرائيل حملة غضب وانتقادات دولية ضدّ قرارات ساكن البيت الأبيض الجديد المتهوّرة والتي رجّحت كفة كيان محتل على حساب أصحاب الأرض . ولم تكن موجة الرفض والاستنكار الدولية التي خلفتها سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية -والتي افرزت انحيازا واضحا من واشنطن لحليفتها «اسرائيل’’- لم تكن رادعا امام رئيس امريكا الجديد الذي افتتح أمس رسميّا سفارة بلاده في الأراضي المحتلة على ايقاع الرصاص الذي حصد عشرات الشّهداء من الفلسطينيين وخلف آلاف الجرحى من نساء وأطفال وشيوخ عزل.

ومنذ 30 مارس تاريخ بدء «مسيرة العودة»، يتدفق آلاف الفلسطينيين من سكان القطاع على طول الحدود للمطالبة بحق العودة الى أراضيهم التي هُجّروا منها سنة 1948 ومنذ بدء مسيرات العودة الكبرى استشهد اكثر من مئة فلسطيني وأصيب آلاف اخرون بجروح.

مجزرة أمس الأول الّتي راح ضحيتها إلى حد الان 62 شهيدا الى جانب اكثر من 2771 جريح ، لم تمنع الفلسطينيين من الاستمرار في التظاهر على حدود غزة المحتلة متشبثين بحقهم في العودة. وأثارت هذه المجزرة والاعتداءات الدامية ضدّ المدنيين العزل قلقا دوليا واسع النطاق فقد استدعت كلا من تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما في ‹›اسرائيل›› احتجاجا على التصعيد الكبير الذي يمارسه كيان الاحتلال ضدّ الفلسطينيين .

في هذا السياق استقت «المغرب» اراء قياديين فلسطينيين ومحللين عرب بخصوص مجزرة ‹›غزة›› وآخر تطورات المشهد الفلسطيني وايضا خطوات الدول العربية والمجتمع الدولي للرد على انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي.

حسن الجمل القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ«المغرب»
«نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلّة يدل على الضعف العربي»


قال حسن الجمل القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريح هاتفي لـ«المغرب» أنّ نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة يأتي دلالة على الضعف العربي في مواجهة المخططات الأمريكية الإمبريالية والتي تستهدف المنطقة العربية برمتها وليس فقط فلسطين المحتلة.

وتابع الجمل أنّ «مثل هذا القرار وتنفيذه لم يكن ليتمّ لو وجد حدّ أدنى من التضامن العربي، لو بقيت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لدى النظام الرسمي العربي ، رغم ذلك مازلنا كفلسطينيين وكحركة تحرّر فلسطينيّة عربية نراهن على الحراك الجماهيري العربي في مواجهة المخطّطات العربية ».

وأكّد محدّثنا أنّ ‘’نقل السفارة لن يمرّ ولن يستمر باعتبار أنّه مخالف بداية للقانون والشرعية الدولية الى ذلك ستبقى القدس عربية وستبقى المهمة العاجلة والمركزية لحركة التحرّر العربية ولكل أحرار العالم هي القدس وباقي المدن الفلسطينية المحتلة «مضيفا ان «ما جرى في قطاع غزة من جرائم ضد الجماهير السلمية التي كانت تتظاهر هي دلالة جديدة ومؤكدة على ان هذا العدو الصهيوني هو مجرم يمثل النازية المعاصرة وعلى دول العالم وعلى اوروبا خاصة الكف عن النفاق لهذا الكيان المحتل ويجب ان تقول كلمتها لنصرة العدالة الاممية التي تتمثل في القضية الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره».

واعتبر محدثنا ان جماهير القدس وقطاع غزة والضفة وأراضي 48 استطاعوا امس ان يقولوا كلمتهم بصوت مسموع واستطاعوا ان يربكوا بإبداعاتهم الثورية الصهاينة العسكريين والأمنيين لم يسلم كيلومتر من فلسطين المحتلة دون ان تشتم فيه رائحة الثورة باتجاه تحرير كل فلسطين .

واكد الجمل ان «هناك نفاقا لدى العديد من دول اوروبا الغربية وهذا النفاق مازال يرى في كيان الاحتلال دولة ديمقراطية ولم يروا بعين الحقيقة حجم الجرائم المستمرة في حق الفلسطينيين والانتهاكات الدولية ، يجب على المجتمع الدولي رفع صوته عاليا لمحاسبة المتواطئين’’.

المفكر العربي فيصل جلول لـ «المغرب»:
قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس وضع واشنطن بمواجهة العالم بأسره


قال المفكر والباحث اللبناني فيصل جلول ان تدشين ترامب السفارة الامريكية في القدس ستكون له عواقب سيئة على الدولة العبرية التي ارتكبت مجزرة في غزة والتي تعاني اليوم من عزلة شبه مطبقة في العالم باسره . واشار في حديثه لـ «المغرب» الى ان هذه الخطوة ستكون لها ردود افعال خطيرة على «اسرائيل» اذ تضعها في موقع المغتصب والمناهض للقانون الدولي والمعزول ايضا وهذا يقلص هامش المناورة امام تل ابيب اذا ما شنت حربا او ارتكبت اعمال عنف فتكون دولة مارقة ومعزولة.
واضاف :» لا يكف الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن تجاوز المتفق عليه او المجمع عليه في العالم وبالتالي خلق فوضى يصعب التحكم بما بعدها . لقد راينا كيف حطم اتفاقية المناخ وكيف حطم الاطلس ومن بعد النووي الايراني ومن المحتمل ان يحطم اتفاق التجارة الحرة وهو اليوم حطم ، عبر نقل السفارة الى القدس، ما اتفق عليه عالميا من انه لا يجوز الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل دون اعطاء الفلسطينيين دولتهم وقدسهم».

واضاف :«اذا كان صحيحا ان الشعب الفلسطيني يقدم تضحيات جمة على خلفية هذا القرار وآخرها مجزرة غزة ، فالصحيح ايضا ان الشعوب المستعمرة لم تكف عن تقديم التضحيات حتى تحصل على استقلالها وحريتها ،ولنا في الشعب الجزائري المثال الابرز حيث قدم مليونا ونصف المليون شهيد ليطرد استعمارا استيطانيا كالاستعمار الاسرائيلي».

وعن تداعيات هذا القرار اجاب :«لقد وحدت هذه الخطوة الفلسطينيين وربما تدفعهم الى استئناف نضالهم عبر انتفاضة مركزية لا تتوقف الا بعد نيل حقوقهم».

وعن الاستراتيجية الامريكية الجديدة في الشرق الاوسط بعد قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس وكذا الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني اجاب بالقول :« اغلب الظن ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد اتخذ قرار الانسحاب من النووي الايراني لاسباب ثلاثة اساسية الاول لانه يريد تدمير كل ما بناه سلفه باراك اوباما وكان بالنسبة اليه رمزا لامريكا الضعيفة، وينفذ في هذا الصدد وعدا انتخابيا قطعه على نفسه. والسبب الثاني يكمن في متاعبه الداخلية فهو يريد ان يحول الصراع الداخلي الى صراع خارجي يتيح له نقل الاهتمام الامريكي الى الخارج وتجميد او تهميش الاستهداف الداخلي الذي يطاله بقوه هذه الايام . والسبب الثالث وهو الاهم يكمن في ضغط حلفائه في المنطقة وبخاصة اسرائيل التي تشعر بالخوف ازاء تقدم ايران في الشرق الاوسط ومحاولتها الجادة لبناء محيط مناهض لاسرائيل وبعد وخلال الخروج من الحرب السورية».
واضاف :«يريد ترامب من هذه الخطوة القول بان امريكا كانت وستبقى قوية والدليل انسحابها من النووي . لكن هذا القرار وضع واشنطن بمواجهة العالم باسره واحاط ايران بتعاطف غير مسبوق لانها تحترم القانون الدولي بدلا من عزلها» .
اما عن خيارات واشنطن ويضيف محدثنا :«الان على ترامب اما ان يتراجع لفك العزله الدولية من حوله واما ان يواصل التصعيد وصولا الى اعلان الحرب على ايران. في هذه الحالة اي الحرب سترد ايران بقوة وستحول الشرق الاوسط الى مجمرة لا احد يعرف اي جحيم سيليها».

حمزة الخنسا الكاتب والمحلل السياسي اللبناني لـ«المغرب»
ماحدث في غزة يؤكّد أنّ المقاومة عادت لتكون خياراً أول


قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني حمزة الخنسا لـ«المغرب» ان نقل السفارة الأمريكية الى القدس في هذا التوقيت، أي في وقت أبكر مما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنه بنفسه، يدل على أن الأمريكيين ماضون في تنفيذ صفقة القرن، وأن الأرضية باتت جاهزة لهم لتمرير هذه الصفقة التي تعني إنهاء القضية العربية - الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني.

وتابع الخنسا أن :«هذه الأرضية لم تكون لتصبح جاهزة لولا أن الأنظمة العربية وعلى رأسها السعودية والحكومات الأخرى التابعة لها، باتت جاهزة للمجاهرة بعلاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن هذه العلاقات باعتبارها ‘’مصالح قومية عليا، وفي هذا الإطار، نترقب مرحلة جديدة من الضغط الأمريكي - السعودي في المنطقة من بوابة العمل على محاصرة فصائل المقاومة والحكومات التي تدعمها، على رأسها سوريا وإيران».

واكد الكاتب اللبناني انّ «المشهد في جزئه الآخر، حيث سطّر الفلسطينيون في غزة وبعض مناطق الضفة، أروع مشاهد الصمود والتصدي للعربة الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة والسعودية، يشي بأن جذوة المقاومة لاتزال مشتعلة في صدر الشعب، وأن المقاومة عادت لتكون خياراً أول لدى هذه الشعوب لنيل حريتها واستعادة حقوقها، وذلك بعد سنوات عجاف من الجنوح نحو المراهنة على بعض الأنظمة العربية بفعل موجات «الربيع العربي»

واضاف «اليوم بات المشهد على الساحة بخصوص القضية العربية - الفلسطينية، أكثر وضوحاً. فقد أعلنت السعودية ومن معها من عرب، الالتحاق بالركب الإسرائيلي الأمريكي، مع ما يعنيه ذلك من استسلام تحت شعار التسوية، في مقابل محور المقاومة الممتد من لبنان الى دمشق فبغداد وصنعاء، بدعم مباشر من الجمهورية الإسلامية في إيران».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115