استمرار مسيرات العودة الكبرى: ثبات وصمود فلسطيني أمام قمع آلة الاحتلال الاسرائيلية

تواصلت مسيرات العودة الكبرى امس الاول للأسبوع الثاني على التوالي يرافقها اصرار فلسطيني

على استرداد الارض وتأهب وقمع من سلطات «الاحتلال الاسرائيلي». وابتكر الفلسطينيون خلال مسيرات العودة الجمعة أدوات جديدة لمواجهة الجيش الإسرائيلي. ففي هذه المرة استخدموا إطارات السيارات أو «الكاوتشوك» لحرقها أمام القوات الإسرائيلية لمنعهم من التقدم تجاههم والاقتراب منهم .واستشهد امس الاول 10 فلسطينيين وأصيب نحو و1354 اخرين خلال مواجهات جديدة للأسبوع الثاني على التوالي مع القوات الاسرائيلية في قطاع غزة خلال مسيرات العودة الكبرى ، ولئن استمرت انتهاكات كيان الاحتلال منذ ذلك الحين كان الثبات والصمود السمة الطاغية على تحركات الفلسطينيين في حرب العودة الى ديارهم المنهوبة .

ولم يكن الرد الدولي على ماشهدته الأراضي الفلسطينيّة المحتلة يوم الجمعة المنقضي 30 مارس بخصوص انتهاكات قوات الاحتلال الاسرائيلي، في مستوى المذبحة الّتي طالت المتظاهرين خلال احتفالهم بالذّكرى 42 ليوم الأرض التي خلفت 17 شهيدا واكثر من 1500 جريح وايضا خلال مسيرات يوم امس الاول ، وسط صمت وعجز دولي واضح عن اتخاذ قرار يدين سلطات الاحتلال الاسرائيلي لما ارتكبته خلال مسيرات العودة الكبرى.وسبق للمجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي ايضا وخلال جلسة مشاورات مغلقة للتوافق على ادانة الأحداث الاخيرة في قطاع غزة وماشهدته المظاهرات من قمع وانتهاكات اسرائيلية كبيرة، إلا ان اعتراضا أمريكيا عرقل اصدار مثل هذا البيان التنديدي . يشار الى ان الجلسة الطارئة عقدت بعد طلب تقدمت به الكويت بهدف رسم صورة اوضح لانتهاكات المحتل التي يمارسها بشكل شبه يومي في حق اصحاب الارض.

يشار الى ان الكويت، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن وزع أمس مشروع بيان صحفي على أعضاء المجلس يدعو لوقف استهداف «إسرائيل «للمتظاهرين الفلسطينيين بالقرب من الشريط الحدودي لقطاع غزة وهو مارفضته مجددا الولايات المتحدة الامريكية.

ولم يكن الاعتراض الامريكي بجديد باعتبار ان الموقف الامريكي تغير بشكل جذري منذ اعلان الرئيس الحالي دونالد ترامب يوم 6 ديسمبر أن القدس عاصمة لـ«إسرائيل» مؤكدا بذلك سياسته الداعمة للكيان الصهيوني . وعلى صعيد المواقف الدولية يعتبر الموقف الأمريكي من المواقف التي رجحت كفة الجانب الاحتلالي في الحرب العربية الإسرائيلية منذ تولّي الرّئيس الحالي دونالد ترامب الحكم في الـ20 من جانفي 2016.

«خياران لا ثالث لهما»
من جهته قال الكاتب والإعلامي الفلسطيني عادل ابو نعمه لـ«المغرب» أنّ مسيرات العودة الكبرى تؤكد تصميم وتأكيد الفلسطينيين على حقّ العودة، وتشبثا منهم بالعودة الى ارضهم على الرّغم من التضحيات الكبيرة التي يقدّمها الشعب في قطاع غزة للخلاص من الواقع المأساوي وخاصة الاقتصادي مشيرا الى وصول أكثر من 90 % من سكان قطاع غزة لمستوى الفقر المدقع. واضاف ابو نعمه الى ان الفلسطينيين في غزة أصبح لديهم خياران لا ثالث لهما اما الموت جوعا بسبب الحصار أو الموت على طريق العودة على الشريط الحدودي.
وتابع محدّثنا القول»مسيرات العودة الكبرى هي أيضا رسالة للعالم أجمع ليرى ما وصلت اليه الأوضاع في قطاع غزّة، وأعتقد بأنّ مثل هذه المسيرات تُعزّز مفهوم استمرار وابتكار أساليب جديدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية وهي أيضا تعمل على إحراج العالم بأسره بدءا من العالم العربي والإسلامي وصولا للعالم الأوروبي والأمريكي «. وأضاف محدّثنا ان العالم ملزم

بادراك ما آلت إليه الأمور في قطاع غزّة
وبخصوص اساليب الاحتلال في مواجهته لهذه المسيرات والى اين يمكن ان يصل التصعيد في المسيرات اجاب الاعلامي الفلسطيني «نحن تعودنا على أساليب الاحتلال الإسرائيلي القمعية أو كما يسمى الإفراط باستخدام القوة، مع العلم أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس هذه الاساليب يوميا بعيدا عن وسائل الإعلام باعتبار انه احتلال فاشي يوغل كل مرة في ابتكار اساليب اكثر عنفا وانتهاكا لحقوق اصحاب الارض» وتابع محدّثنا «على ما يبدو القضية الفلسطينية ستدخل منعطفا جديدا من خلال شكل جديد من المقاومة الشعبية وسنشهد تصعيدا ايضا خلال الفترة المقبلة».

ادانة رسمية فلسطينية
وحسب وكالة ‘’وفا’’، فقد عبرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لعمليات القتل والقمع، التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الهبة الجماهيرية الشعبية السلمية، التي أدّت إلى سقوط ثمانية قتلى ومئات الجرحى في قطاع غزة.
وطالبت الرئاسة الفلسطينيّة، مندوب دولة فلسطين في الأمم المتّحدة،وفي الجامعة العربيّة، والاتّحاد الأوروبي، بالتحرك الفوري مع كافة الأطراف الدولية للعمل على وقف هذه الوحشية والقتل المتعمد لجيش الاحتلال في مواجهة أبرياء عزل، خرجوا في مسيرة سلمية للدفاع عن حقهم بالعيش والحرية والكرامة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115