تحذيرات دولية من استراتيجيات الارهاب البديلة: «اللامركزية» ...الخيار الأخطر لدى تنظيم «داعش» الإرهابي

تعدّ استراتيجية الدول لمواجهة مرحلة مابعد انهيار تنظيم «داعش» الارهابي من اهم نقاط الجدل الحاصلة

في العالم اليوم خاصة مع تعالي التحذيرات الدولية من ردود فعل هذا التنظيم الارهابي بعد خسائره الفادحة. اذ تختلف التقارير الدولية الصادرة في الغرض حول الوسائل او الطرق التي من الممكن ان يعود بها «داعش» الارهابي للملمة صفوف مقاتليه والمضي قدما في تنفيذ مخططاته الارهابية في شتى دول العالم .
ويطرح المشهد الدولي الراهن اسئلة ملحة اهمها ماهي الاتجاهات التي سوف يتحرك فيها الهيكل التنظيمي للإرهاب في الفترات القادمة؟ وكيف ستكون الاساليب التي سيتبعها تنظيم «داعش» بعد الخسائر التي مني في اكثر من معقل رئيسي له ؟

اخر المخاوف التي دقت ناقوس الخطر هو ما اعلنته الولايات المتحدة الامريكية على لسان منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الارهاب ناثان سيلز خلال مؤتمر دولي اختتم في واشنطن الاربعاء، أن تنظيم «داعش» الارهابي يتطوّر ويتكيّف مع الهزائم التي مني بها في كل من العراق وسوريا، محذرة من ان تحول التنظيم الى اللامركزية يجعله اكثر انتشارا وخطورة.
وتاتي تصريحات سيلز خلال مؤتمر عقد على مدى يومين في العاصمة الفدرالية ونظمته وزارة الخارجية الأمريكية والإنتربول والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون وشارك فيه قضاة ومسؤولون في اجهزة إنفاذ القانون ودبلوماسيون من حول العالم بهدف تعزيز التنسيق في جهود محاربة تنظيم «داعش».

وأوضح منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الارهاب انّ «هؤلاء الارهابيين نشروا حملة تنظيم «داعش» الدموية في أربع جهات الارض «والعقوبات ترمي الى التأكيد ان التنظيم هو «شبكة دولية»، تصبح «أكثر فأكثر لامركزية». وتابع «نحن نلفت نظر المجتمع الدولي الى ان سقوط ما يسمى دولة الخلافة في العراق وسوريا لا يعني ان تنظيم ‘’داعش» لم تعد لديه سلطة بل على العكس من ذلك».

وحذّر التقرير الذي عرضته أمريكا خلال هذا المؤتمر الدّولي من المدن والقرى والبلدات الصغيرة التي ينتشر فيها بعض مقاتلي تنظيم ‘’داعش» الارهابي (عددهم بالآلاف) في كل من العراق وسوريا وذلك بعد طرده من المدن الكبرى مع نهاية عام 2017 .

خطر لا مركزي
يشار الى ان التّحذيرات الدوليّة من المرحلة التي ستلي فقدان تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي للمناطق التي كانت تحت سيطرته تزايدت. اذ تؤكد الدراسات ان التهديد المستمر الذي يمثله «داعش» الإرهابي سواء محليّا أودوليّا مستمرّ ، بل قد يدفعه إلى تكتيك جديد لبناء «دولة الظلّ» في ذات المناطق الّتي خسرها وربما في مناطق اخرى يسعى للوصول اليها.
ولعل خسارة التنظيم لدير الزور في سوريا والموصل وراوة في العراق وغيرها من المدن التي كان يبسط نفوذه عليها ، كل هذا يعني ان التنظيم سينتهي ككيان جغرافي في البلدين بحلول نهاية نوفمبر الحالي.الا انّ التقارير أبرزت مخاوف جديّة مفادها أن خسارة التنظيم للأراضي الّتي كانت تحت سيطرته هي خسارة لداعش ككيان جغرافي في حين يبقى خطره كجماعة مسلحة غير مركزية قائما ، كما ان هزائمه الاخيرة رغم انها كبيرة ومؤثرة لم تمنعه من القيام بهجمات متفرقة في عدة دول .
وتبقى الاستراتيجية المقبلة للتنظيمات الارهابية لإعادة الانتشار من اكثر المواضيع خطورة هذه الاونة خاصة مع تعدد الاساليب التي يتبعها قادة الارهاب لفرض مخططاتهم الارهابية التخريبية في العالم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115