صواريخ «جبهة النصرة» تستنفر روسيا: موسكو تزيد عدد قواتها في قواعدها الجوية بسوريا

يعيش المشهد السوري الراهن تطورات ميدانية كبيرة واخرى تتعلق بالأدوار الخارجية المؤثرة فيه ، اذ يأتي اعلان وزارة الدفاع الروسية

نيتها تعزيز دفاعات قواعدها العسكرية بسوريا ليضيف مزيدا من التوتر على الملف الاكثر تعقيدا في الشرق الاوسط منذ اكثر من 6 سنوات .

ويأتي القرار الروسي بعد اشهر قليلة من اعلان روسيا البدء بسحب قواتها المتمركزة في سوريا . ولئن تختلف التعزيزات الحالية عن القوات البرية الا ان مراقبين يرون ان الهدف واحد حتى وان كان شكل التعزيزات العسكرية مختلفا وهو ضمان وجود عسكري ميداني للقوّات الروسيّة في سوريا خاصة وان الكرملين حذر امس ايضا من أنّ جبهة النصرة تمتلك صواريخ متطوّرة قادرة على استهداف القوات الجوية خاصة وانها تمكنت من امتلاك أنظمة صواريخ محمولة وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية امس. ويرى متابعون ان القرار الروسي الاخير بتعزيز قواتها في القواعد الجوية يرتبط ايضا بـ«جبهة النصرة» سابقا او «جبهة فتح الشام» حاليا والخطر الذي تمثله في سوريا وهو ماخلق استنفارا روسيا واضحا تم اثره الاعلان عن تعزيز الحضور العسكري لموسكو على الاراضي السورية.

وفي نفس السياق وتبعا للتطورات الميدانية والاتهامات الموجهة للنظام السوري فيما يتعلق باستعمال غاز الكلور الكيميائي وتنامي الدعوات الدولية لمحاكمة نظام الأسد قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان امس إن تركيا وإيران تنتهكان القانون الدولي بما تتخذانه من إجراءات في سوريا وحذر من أنه يجب ألا تضيف أنقرة «حربا لحرب».وقال إن القانون الدولي «تنتهكه تركيا والنظام في دمشق وإيران ومن يهاجمون الغوطة الشرقية وإدلب».

توافقات وتجاذبات
هذا على الصعيد الميداني اما على الصعيد السياسي فقد اكدت روسيا امس على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، إن عقد قمة ثلاثية بين زعماء تركيا وإيران وروسيا بشأن الأزمة السورية، أمر غير مستبعد، في حال اقتضت الضرورة ذلك.وأوضح بيسكوف أنه لم يتم تحديد جدول زمني بعد بخصوص عقد قمة ثلاثية جديدة بشأن سوريا بين زعماء روسيا وتركيا وإيران.

يذكر أنّ بوتين وروحاني تناولا آخر المستجدات الحاصلة في سوريا، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما أمس الاول وشددا على ضرورة مواصلة التعاون القائم بين طهران وموسكو وأنقرة. وسبق لزعماء الدول الثلاث أن عقدوا قمة ثلاثية في 22 نوفمبر 2017، بمدينة سوتشي الروسية، بخصوص الأزمة السورية بالاضافة الى زيارة وزير الخارجية التركية امس الى ايران والتي تناولت في معظمها موقف البلدين من المعادلة السورية ايضا .

ورغم ان الفترة الماضية اظهرت الى العلن مجدّدا مواقف متضاربة بخصوص المعادلة السوريّة وجهود إرساء حلّ سياسي ينهي أزمة استمرت أكثر من 7 سنوات ، وبالتحديد الموقف التركي يرى مراقبون ان التطورات الاخيرة وعملية «غصن الزيتون’’ العسكرية التي تشنها انقرة في عفرين بالشمال السوري كان لها دور كبير في تقريب وجهات النظر بين تركيا من جهة وروسيا وايران من جهة اخرى خاصة وان عملية غصن الزيتون كانت برعاية روسية وبمباركة ايرانية مقابل غضب امريكي استغلته تركيا للضغط على واشنطن الداعمة للأكراد في سوريا.

كما يؤكد متابعون أنّ مؤتمر «سوتشي» الأخير الذي احتضنته روسيا كان ورقة من اهم ورقات التوافق الروسي التركي الايراني فيما يتعلق بالملف السوري ، مما يعني ان المشهد الراهن يستوجب التزام كافة هذه الأطراف بتنفيذ هذا التوافق على ارض الميدان لضمان مصالح كافة الاطراف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115