الكاتب والباحث العراقي ناصيف الخصاف لـ «المغرب»: «هناك تيار مدني واسع بدأ يتشكل في العراق ضد أحزاب الاسلام السياسي»

قال الكاتب والباحث العراقي ناصيف الخصاف ان التحدي الأهم الذي يواجه العراق -بالإضافة الى الخلايا الارهابية النائمة والمختبئة -

هو ضرورة توفير بيئة ملائمة لعودة النازحين من ناحية توفير الخدمات في المناطق المحررة وتوفير الامن فيها وهي مهمة صعبة جدا. ولفت في حديثه لـ «المغرب» الى ان هناك تيارا مدنيا واسعا بدأ يتشكل في العراق بعد المظاهرات التي عرَّت احزاب الاسلام السياسي وأظهرت زيف ادعاءاتها في الالتزام بالقواعد والاخلاق الاسلامية . وقال ان هذا التيار الاجتماعي المتنامي من المفترض ان يتمثل سياسيا في الانتخابات القادمة. وشدد على ضرورة ان يذهب العراقيون الى الانتخابات من اجل اختيار البديل وعدم مقاطعة الانتخابات لكي لا تبقى نفس الوجوه في السلطة.

• لو توضح لنا تطورات المشهد في العراق اليوم ؟ والى اين وصلت الحرب على الارهاب؟
الحرب على الاٍرهاب في طريقها للنهاية و داعش الارهابي لم يعد يسيطر على اية مدينة او منطقة ولا يستطيع الاحتفاظ بأية منطقة ينوي السيطرة عليها لمدة طويلة لكن هناك خلايا ارهابية وهي تشكل خطرا حقيقيا ولا يستهان به لكنه يندرج ضمن التحديات الامنية وليست المعارك العسكرية الضخمة ومحورها الأهم هو الاستخبارات.
وما دام هناك مسعى إقليمي ودولي جاد هذه المرة لإنهاء داعش فإنها ستنتهي حتما ليس في العراق انما في كل الدول التي عانت منه واقصد العراق وسوريا ولبنان وحتى ليبيا بعد وقت ليس طويلا.

• ما قراءتكم لقرار واشنطن تخفيض قواتها في العراق؟ وما هي اهم التحديات المطروحة على العراق اليوم ؟
القوات الامريكية بدأت بخفض اعدادها في العراق لكنها وحسب تصريح الخارجية الامريكية الاخير لن تكرر خطأ انسحابها السريع من العراق عام 2011 .
اما بالنسبة للتحديات التي تواجه العراق فهي بالإضافة الى المجاميع الارهابية النائمة والمختبئة هو ضرورة توفير بيئة ملائمة لعودة النازحين من ناحية توفير الخدمات في المناطق المحررة وتوفير الامن فيها وهي مهمة صعبة جدا. يزداد موضوع اعادة النازحين صعوبة حين تحاول بعض القوى السياسية استثماره من أجل النيل من الآخر ومحاولة عرقلة اجراء الانتخابات القادمة في ماي القادم بحجة وجود النازحين، بينما السبب الحقيقي هو استشعارها الخسارة مقدما بسبب ما ظهر من تعاون بعضها مع داعش او توفير البيئة الملائمة لظهوره وما ظهر من فساد بعضها الاخر. الامر لا يعدو كونه تمسكا عبثيا بالسلطة بأي ثمن، مع ان توفير مناح انتخابي صحيح يشكل بدوره تحديا اضافيا لأنه يأتي مباشرة بعد قرب انتهاء الحرب مع داعش الارهابي او انتهائها رسميا

والمناخ الذي اقصده هو توفير اليات وبيئة صحيحة للانتخابات فلا يزال الموضوع يكتنفه الشك.

حيث قسمت الاحزاب المتنفذة المتهمة بالفشل والفساد المفوضية محاصصة بينها ما يشكل عامل قلق كان يمكن تجنبه بسهولة باختيار مجلس مفوضين مستقل. هنا اريد ان اشير الى دور التيار المدني والأحزاب غير الاسلامية في الانتخابات القادمة
واحب ان ابين ان هناك تيارا مدنيا واسعا بدأ يتشكل في العراق بعد المظاهرات التي عرَّت احزاب الاسلام السياسي وأظهرت زيف ادعاءاتها في الالتزام بالقواعد والاخلاق الاسلامية. وهذا التيار الاجتماعي المتنامي من المفترض ان يتمثل سياسيا فالانتخابات تعكس ما يريده المجتمع وتوجهاته لكن المشكلة ان احزاب السلطة فصلت مفوضية الانتخابات على مقاسها وأقرت قانون انتخابات يكرس وجودها في السلطة، وهذا وضع خطير جدا. فعندما تغلق ابواب التغيير بالوسائل الديمقراطية ينفتح الباب للوسائل العنفية التي نجحت القوى المدنية لغاية الآن بتجنبها. رغم محاولات جرها الى هذه النقطة التي لا عودة منها. لذلك فأنا أحث العراقيين على الذهاب الى الانتخابات وانتخاب البديل وعدم مقاطعة الانتخابات لأن ذلك معناه ان تبقى نفس الوجوه في السلطة.

• والى اين وصلت الازمة بين اربيل والحكومة المركزية في بغداد؟
يبقى موضوع اقليم كردستان ضاغطا على القادة السياسيين في بغداد واربيل على السواء خاصة بعد موضوع الاستفتاء الذي انتهى بأسوأ نتيجة ممكن الحصول عليها بالنسبة لمن دعا وروج له والطرفان يسعيان لتلافي النتائج السلبية للاستفتاء على العلاقة بين الطرفين وثمة بوادر لحل الازمة قريبا . فقد زار وفد من الاقليم بغداد واتفق الطرفان على الادارة المشتركة للمنافذ الحدودية والمطارات في الاقليم ودفع رواتب الموظفين فيه من المركز وقد شارك الطرفان والتقيا في مؤتمر دافوس ما وفر فرصة اخرى للقاء وتضييق شقة الخلاف بشأن القضايا العالقة التي منها كيفية ادارة الثروة النفطية «اساس البلاء» بين الطرفين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115