الكاتب السياسي اللبناني علي مراد لـ«المغرب»: «انتفاضة الفلسطينيين هي التي ستسقِط قرار ترامب وهي كفيلة بإسقاط ما يسمى صفقة القرن»

• الربيع العربي والاقتتال والاحتراب الذي حصل في بعض الدول العربية لم يستطع أن يسقط القضية الفلسطينية شعبيا


قال الكاتب اللبناني علي مراد في حوار لـ»المغرب» أنّ مشروع القدس الكبرى هو مشروع قديم عمل الاحتلال الصهيوني عليه منذ سنوات وهو يرمي الى وضع اليد كلياً على مدينة القدس وما حولها من قرى وأحياء مقدسية عبر التوسع الاستيطاني بحيث يصلون الى عام 2020 وقد اصبحت كلها مهوَّدة.

وأضاف مراد انّ ‘’الكنيست’’ قدم مشروعاً مؤخراً يتحدث عن «وحدة» القدس تحت سلطتهم، بمعنى انه لا يوجد شيء اسمه قدس غربية وقدس شرقية، وهذا ينهي اي محاولة فلسطينية لانتزاع اعتراف دولي بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة وفق قوله. وتابع محدّثنا ان هذا المشروع يؤيده ترامب وقراره حول الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس جاء تأكيداً على المخطط الاسرائيلي.

وفيما يتعلق بالموقف الخليجي المتعلق بتطورات القدس الاخيرة قال الكاتب اللبناني ان «الموقف الخليجي يقول في العلن بأنه ملتزم بحل يقوم على مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام 2002، لكن القيادة السعودية الحالية وعلى رأسها ولي العهد محمد بن سلمان يبدو عازماً على تعديل بنود المبادرة بحيث انه يوافق على استبعاد القدس عن الحلّ، اضافة الى الغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين .. المبادرة العربية بصيغتها الاساسية التي طرحها عبد الله قبل قمة بيروت 2002 لم يكن فيها تأكيد على حق العودة للاجئين، واضيف بند اللاجئين حينها بإصرار الرئيس اللبناني اميل لحود والرئيس السوري بشار الأسد».

المواقف الخليجية من القدس
وتابع محدّثنا ان «ولي العهد السعودي يعتقد اليوم ان تطبيع العلاقة بين السعودية و»إسرائيل» ضروري لإعلان التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي السعودي في وجه ايران في المنطقة، ولا يمكن الوصول الى هذا الاعلان قبل ايجاد حل للقضية الفلسطينية، لذلك نجده مستعجلاً للتوصل الى اي حل لكي يصل الى ما يريده، هو يضغط على رئيس السلطة الفلسطينية ليقبل بأبو ديس عاصمة لدولة فلسطينية فيها قطاع غزة وبعض الكانتونات المعزولة في الضفة الغربية ونسيان القدس من الحلّ».

واعتبر الكاتب اللبناني خطوة ترامب تجاه القدس برأيي منسقة مع ولي العهد السعودي من اجل محاولة فرض امر واقع على العرب ولكي تسهّل على محمد بن سلمان عملية الضغط على الفلسطينيين وباقي العرب، بأنّ الامريكيين فرضوا امراً واقعاً جديداً علينا ان نتعايش معه وقبوله وفق تعبيره .

واكد محدّثنا ان «محمد بن سلمان ومعه ولي عهد ابو ظبي وطبعاً البحرين ملحقة معهما، يعتبر بأن حالة الرفض الشعبي العربي لهذا التوجه ليست في مصلحتهم، ولذلك نشاهد ما يشبه محاولات تطويق الحراك الشعبي العربي وحتى انه تسرب الى الاعلام ان ابن سلمان طلب من محمود عباس في لقائهما الاخير في الرياض بأن يضبط الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وشرق القدس ونزع فتيل المواجهات لكي لا تستمر حالة التظاهر والاحتجاجات في الشارع العربي الداعم للفلسطينيين في رفضهم لقرار ترامب».

وعن مدى نجاح ذلك اجاب محدثنا انه لا الرئيس الفلسطيني او اي قيادي فلسطيني أياً كان يستطيع ان يخمد الحراك الفلسطيني ، مضيفا انه من المتوقع ان يتصاعد الحراك ليصل الى حالة الانتفاضة ، معتبرا ان المزاج الشعبي الفلسطيني وحتى العربي لا يزال على حاله في الموقف من القضية الفلسطينية وتبين ان احداث الربيع العربي والاقتتال والاحتراب الذي حصل في بعض الدول العربية لم يستطع ان يسقط القضية الفلسطينية شعبياً من وجدان الشعوب، وهذا ما يزعج الامريكيين وبعض الخليجيين على حد تعبيره .

قرارات شكلية
وحول قرار دول التعاون الاسلامي الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين والخطوات القادمة التي يتوجب اتخاذها اجاب محدثنا ان مقررات قمة التعاون الاسلامي في اسطنبول برأيي ليست ذات قيمة على الأرض، وهي جاءت من باب رفع العتب ان هذه الدول تتابع الموضوع، التمثيل المتدني في القمة من قبل السعودية والإمارات ومصر بشكل اساسي كان رسالة الى التوجه الذي تقوده السعودية ان اي تحرك اسلامي رافض ومواجه لترامب في قراره سوف يتم إجهاضه، حتى ان الموقف التركي هو موقف رمزي وتهديد اردوغان بقطع العلاقة مع اسرائيل وغلق السفارة الاسرائيلية في انقرة قبل اعلان ترامب بيومين لم يُنفَّذ، وهذا تأكيد انه لا تعويل على مقرّرات القمّة .

واكد انه كان الاجدر بمن اجتمعوا ان يعكسوا حالة الرفض الشعبي العارم في العالم الاسلامي والخطوات المطلوب اتخاذها كانت اغلاق السفارات الاسرائيلية في مصر والأردن وبعض الدول الاسلامية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وايضاً استدعاء السفراء الامريكيين في الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وإبلاغهم رفض قرار ترامب، وحتى اعلان خطة متدرجة في تصعيدها ضدّ واشنطن كقطع العلاقات الاقتصادية وحتى مقاطعة المنتجات الامريكية لدفع الامريكيين للتراجع،وتابع «لكن طبعاً لن يحصل ذلك لأن هناك توجّها تقوده السعودية داخل المنظمة يحول دون ذلك وأيضا تركيا ما زالت تناور في علاقاتها مع الامريكيين ولن تجرؤ على دعم مثل هكذا خطوات تجاه الامريكيين طالما انها لا تزال مصرّة على استمرارها في عضوية الناتو رغم التشنج الحاصل بينها وبين واشنطن على خلفية دعم الاخيرة للأكراد في شمالي سوريا».

واكد علي مراد ‘’ ان الرهان اليوم هو على استمرار الزخم في الشارع الفلسطيني بشكل تصاعدي، لأن الشارع الفلسطيني هو الموجّه لباقي الشعوب العربية والإسلامية التي ستستمر بالتحرك طالما الفلسطينيون يتحركون حتى الوصول الى حالة الانتفاضة ، فلانتفاضة هي التي ستسقِط قرار ترامب وهي كفيلة بإسقاط ما يسمى صفقة القرن، لا يمكن لأي زعيم عربي او اسلامي ان يقرر بالنيابة عن شعب فلسطين او يفرض حلاً عليه».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115