تركيا تعلن بدء عملية عسكرية في «إدلب» الطّموح التّركي في سوريا ومُحاولة خلق التّوازن في التّحالفات

اعلنت تركيا أمس بدء عملية عسكرية على حدودها مع سوريا وتحديدا مدينة ادلب الاستراتيجية ، وهي خطوة جديدة في مسار الدور الذي تحاول انقره فرضه في الميدان السوري في مواجهة الادوار الخارجية الاخرى التي تؤثر في المعادلة السورية منذ 7 سنوات . واظهرت وسائل اعلام تركية امس صورا تظهر آليات عسكرية تركية تهدم الجدار الحدودي الفاصل بين

إدلب وتركيا ضمن حملة هذه العملية العسكرية الجديدة التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال رجب أردوغان، السبت، إن المعارضة السورية (المدعومة من أنقرة) باشرت عملية في محافظة إدلب، ضد «هيئة تحرير الشام» المتطرفة التي تشكل جبهة النصرة سابقا أبرز مكوناتها. وأوضح الرئيس التركي أن الجيش السوري الحر المعارض يقوم بالعملية، مشيرا إلى أن الجيش التركي «ليس موجودا بعد» في إدلب.ويربط متابعون الخطوة باللقاء الاخير الذي جمنع اردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين والتفاهمات التي يمكن ان تكون انجرت عن ذلك اللقاء الذي انعقد في انقرة بعد سنوات من الجفاء بين البلدين.

على صعيد متصل قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر سلطان لـ’’المغرب’’ انه من الناحية الميدانية، من المستبعد أن يكون ما يجري يحمل طابع عمليات حربية حقيقية.واضاف قائلا: «لدي هنا معطيان أساسيان أولاً، الحكومة التركية أبعدت، أو بالأحرى نفت، أنجح ضابط تركي على رأس الخدمة، هو الجنرال رجائي أكساكاللي، قائد عملية «درع الفرات»، إلى قطعة عسكرية في أقصى غرب الأناضول، على بحر إيجه. ولهذا أسباب سياسية معينة، كون الضابط المذكور يمتلك شعبية بالغة تخشى معها الحكومة أن يقوم بتجميع عدد من الضباط العلمانيين، ويجري انقلاباً ضدها».
وتابع الكاتب السوري «ثانياً، نعلم من معارك مدينة الباب ضد تنظيم داعش أن تركيا لا تتحمل الخسائر الكبيرة. وهي لا تقدم على خطوة دون أن تعلم أنها مضمونة، وأن الخسائر البشرية قليلة جداً».

«طموح تركي يصل الى عفرين»
وعلى الصعيد السياسي قال المحلل السياسي سومر سلطان ان تركيا تطمح أن تحقق حالة حصار شبه كامل لمدينة عفرين، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا. كما تريد أن تمنع الدولة السورية من إلحاق هزيمة مبينة بحلفائها، الذين يتخذون من إدلب معقلاً لهم وفق تعبيره. وأضاف «بالتالي ستقوم من خلال سوق الميليشيات الموالية لها، والتي ستعلن الحرب على جبهة النصرة، بخلق أمر واقع لصالح هذه الميليشيات سيكون من الصعب على دمشق كسره في المدى المنظور».
وعن اخر تبعات استفتاء انفصال اكراد العراق على تركيا قال سومر سلطان انه رغم الانسياق التركي ورضاها بتشكيل محور معارض للاستفتاء، إلى جانب العراق وإيران. وتابع ‹›إلا أن الواقع يؤكد لنا أن الاستفتاء يحقق مصلحتين استراتيجيتين لحكومة أنقرة، فمن جهة ستقطع تجارة النفط بين آل البرزاني وآل أردوغان شوطاً جديداً، عبر شركة باور ترانس التي يديرها وزير الطاقة التركي برات البيرق، الذي هو بنفس الوقت صهر أردوغان زوج ابنته، ومن جهة أخرى سيدعم أكراد تركيا الموالون لآل البرزاني أردوغان في انتخابات عام 2019، بمواجهة المعارضة التي أخذت تتكتل للمرة الأولى في تاريخها››.

التوازن في التحالفات
وعن زيارة اردوغان الاخيرة الى طهران ولقائه بوتين ،وهذا الحراك التركي الدولي والاقليمي اجاب محدّثنا «بعد الضغوط الأوربية والأمريكية على أنقرة، وعدم وقوفها موقفاً حاسماً من الانقلابيين الذين حاولوا الإطاحة بالحكومة في جويلية 2016، يسعى أردوغان إلى خلق نوع من التوازن بين الغرب ممثلاً بأمريكا والاتحاد الأوربي والشرق ممثلاً بروسيا كدولة عظمى وإيران كدولة إقليمية كبرى. ومن هنا ظهرت فكرة صفقة الـS400 بين تركيا وروسيا».
وتابع سلطان ان هذا التوجه التركي ظهر منذ 2016، وتعزز بعد تجميد مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوربي. ويظهر أنه سيستمر بهدف إقناع موسكو برفع العقوبات المفروضة منذ أن قامت المقاتلات التركية بإسقاط الطائرة الروسية في أقصى الريف الشمالي لمدينة اللاذقية السورية. والنقاش يجري حالياً على رفع القيود على تصدير الحمضيات والخضار، وخاصة الطماطم، حيث أن هذين القطاعين يشكلان أهمية استراتيجية لتركيا، وإغلاق روسيا لهما لا زال يحمل أنقرة أعباءً مالية ثقيلة وفق تعبيره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115