الكاتب الفلسطيني فادي عبيد لـ«المغرب»: «زيارة العاهل الاردني إلى فلسطين رمزية ونتائجها لن تحمل تغييرا في المشهد الراهن»

• «لا توجد فرصة جدية لإحياء محادثات السلام في ظل التعنت الاسرائيلي»

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني فادي عبيد لـ’’المغرب’’ انّ زيارة العاهل الاردني الى فلسطين ولقاءه الرئيس محمود عباس هي زيارة ذات طابع رمزي خيبت الامال ولم تحمل أي جديد يذكر ، مضيفا ان الزيارة اكتفت بالتأكيد على المؤكّد وهو وصاية الأردن على المقدسات الاسلامية في القدس المحتلة وغيرها من تنسيق مع السلطات الفلسطينية.

واعتبر عبيد ان قرار حرمان 15 الف مقدسي من الاقامة هي خطوة جديدة في مسلسل تهجير المقدسيين اصحاب الارض.

• اولا ماهي قراءتكم للخطوة الاسرائيلية بحرمان 15 ألف مقدسي من الإقامة في القدس؟
هذه مسألة ليست جديدة ، هناك مسلسل قديم من تهجير المقدسيين في سياق المسعى الصهيوني لإفراغ المدينة من أهلها لصالح تعزيز وجود المستوطنين الأغراب كل ذلك طبعا تحت ذرائع واهية وفي ظل صمت رسمي عربي و دولي مطبقين.

• لو تقدمون لنا قراءتكم لأبعاد زيارة العاهل الاردني الى فلسطين لأول مرة منذ 5 سنوات ؟
الزيارة لم تتم بصورة واضحة ،المؤتمر الصحفي الخاص بها تم إلغاؤه منذ البداية والحديث من جانب المسؤولين في السلطة عمومي جدا، والأردنيون لم يخوضوا في تفاصيل تذكر.
يعني في خضم الحديث الصهيوني عن حصار «صامت» من جانب «تل أبيب» على الرئيس الفلسطيني بسبب تجميده الاتصالات مع الكيان الغاصب بما فيها التنسيق الأمني ، فان الزيارة ذات طابع رمزي باعتقادي ليس أكثر. وإلى جانب ذلك كان هناك تطرق بلا شك لموضوع أزمة المسجد الأقصى المبارك. لأن الأردن لديها قنواتها للحديث بخصوص ذلك ، وهي صاحبة تعاقد مع «إسرائيل».

• بما ان هذه الزيارة جاءت بعد التوتر الاسرائيلي الاردني ، وحادث السفارة الا يحمل ذلك اية دلالات؟؟
التوتر الأردني-الصهيوني لا دخل له في الزيارة ،ولا توجد أزمة بالمعنى الحرفي للكلمة الزيارة حظيت باهتمام إعلامي لحظي ، الكل كان يتوقع أن تخرج بأشياء مغايرة للمشهد الراهن ، لكن تلك التوقعات خابت وتم الاكتفاء بالتأكيد على المؤكد بشأن الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة ومواصلة التنسيق.

• كيف تنظر سلطات الاحتلال لهذه الزيارة برأيكم ؟؟
لم يكن هناك الكثير بهذا الصدد ، حتى الإعلام العبري لم يورد أي عنوان رئيسي عن الزيارة في محاولة للتقليل من أهميتها باستثناء صحيفة «إسرائيل هيوم» المعارضة كتبت الملك عبد الله الثاني للرئيس أبو مازن:” علينا العمل معاً مع الأمريكيين».

• بعيدا عن الزيارة هل أنهى التصعيد الاسرائيلي الاخير في الاقصى فرص احياء محادثات السلام؟؟
بكل بساطة لم تكن هناك أية فرصة جدية لإحياء عملية التسوية ، لأنه لا يوجد هناك طرف صهيوني يؤمن بها وجاهز لتلبية استحقاقاتها هذا من حيث المبدأ.

• ماذا عن الداخل الفلسطيني والعلاقة بين فتح وحماس لو تصفون لنا واقع العلاقة بين الطرفين في الوقت الراهن وتأثيراته على القضية الفلسطينية ؟
ما هو حاصل اليوم مؤسف بكل ما للكلمة من معنى ، حالة الشقاق على حالها بل وتزداد ، وهناك خشية جدية اليوم من الذهاب باتجاه الانفصال الكلي بين قطاع غزة والضفة الغربية بسبب الانقسام الممتد منذ ما يزيد على 10 سنوات بين حركتي فتح وحماس .
هذا الواقع المتردي يضعف الموقف الوطني عموماً ، ويجعل القضية الفلسطينية عرضة أكثر للتصفية والطمس تحت ذريعة أنه لا يوجد طرف فلسطيني صاحب شرعية جامعة تمثل كل الأطراف وبالتالي لا مجال للحديث عن اتفاقات سياسية أو حلول.

• ماذا عن الازمة الخليجية كيف القت بظلالها على حماس وهل ستؤثر على المشهد الفلسطيني او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟
الأزمة الخليجية هي وبال آخر على القضية الفلسطينية ، حيث أن فراق أو شقاق عربي أو إسلامي يغطي على القضية المركزية ، ويجعل الاحتلال أكثر راحة في تمرير مخططاته التصفوية ، والتهويدية ، والانقضاض أكثر على المقدسات كما حصل مؤخراً مع المسجد الأقصى المبارك .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115