تركيا في الذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة : إقالة الآلاف والسلطات تطالب أمريكا بالتنصت على مكالمات غولن

أقالت السلطات التركية أكثر من سبعة آلاف من العاملين في الشرطة وموظفي الوزارات وأساتذة الجامعات قبيل ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب

طيب اردوغان.ويأتي ذلك ضمن تطهير كبير لمؤسسات الدولة بما في ذلك القضاء والشرطة والتعليم ردا على الاضطرابات التي جرت العام الماضي.ومر السبت عام على محاولة الانقلاب التي قام فيها ضباط متمردون بحرق مبان وفتحوا النار على مدنيين.وقتل أكثر من 250 شخصا في العنف.

وتتهم السلطات التركية حركة على صلة برجل الدين فتح الله غولن بتدبير المحاولة الانقلابية للإطاحة بأردوغان.وينفي غولن، الذي ما زال في الولايات المتحدة، ضلوعه في المحاولة. وتعارض الولايات المتحدة حتى الآن السلطات التركية بتسليمه لها.

وجاءت الموجة الأحدث من الإقالات في قرار بتاريخ 5 جوان، ولكن القرار نشر في الصحيفة الرسمية الجمعة.ويقول القرار إن الموظفين المقالين «اشخاص تقرر أنهم يعملون ضد أمن الدولة أو أعضاء في منظمة إرهابية».ومن بين من شملهم القرار 2303 من الشرطة و302 من أساتذة الجامعة. وجرد 342 من ضباط الشرطة والجيش من رتبهم، حسبما قالت وكالة رويترز.

قادة الغرب بين خيارين
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن «على قادة الدول الغربية الاختيار بين الظفر مجددا باحترام الشعب التركي أو مواصلة الوقوف إلى جانب الإرهابيين».جاء ذلك في مقال كتبه الرئيس التركي لصحيفة الـ»غارديان» البريطانية، أمس السبت، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في بلاده.

وشدّد أردوغان، في مقاله، على أنه «ليس هناك أي مبرر لخيانة صداقة تركيا، بشكل لا يليق بالقيم الأساسية وبعلاقاتها الثنائية مع الدول الغربية».وأكّد أن الشعب التركي دافع بكل أطيافه عن الديمقراطية ضد الانقلابيين الذين استهدفوا الدستور وأطلقوا النار على المدنيين الأبرياء وقصفوا البرلمان.
وقال إن شعبه منع مجموعة مسلحة من تقويض ديمقراطيته وحريته ونمط حياته بالانقلاب الذي استشهد بسببه 250 شخصًا وأُصيب 2193 آخرون.

وأشار أردوغان إلى أهمية تسليم زعيم الكيان الموازي «فتح الله غولن» ومؤيديه إلى العدالة، بالنسبة لتركيا ولجميع الديمقراطيات حول العالم.وأوضح أن حزب العدالة والتنمية قام منذ توليه السلطة بالعديد من الإصلاحات لتعزيز قوة المسؤولين المنتخبين ضد المجموعات المتغلغلة داخل الجيش.ووصف إفشال المحاولة الانقلابية بأنه «نقطة تحول في تاريخ الديمقراطيات»، مؤكّدًا أن هذه الواقعة ستكون مصدر إلهام للشعوب المحبة للحرية بالعالم.

التنصت على مكالمات غولن
في الاثناء قال السفير التركي لدى الولايات المتحدة ، إن على السلطات الأمريكية البحث في أي اتصالات تم اعتراضها للمعارض التركي فتح الله غولن، للحصول على أدلة تدعم اتهام تركيا للرجل المقيم بالولايات المتحدة، بشأن محاولة الانقلاب في تركيا العام الماضي. وفي مقابلة مع «رويترز» بعد مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة، عبر السفير سردار كيليج عن خيبة أمله إزاء الرد الأميركي على طلب تسليم غولن، وحث واشنطن على استخدام قدراتها على جمع المعلومات للمساعدة في إثبات الاتهامات التي توجهها أنقرة ضده.وقال في مقر السفارة التركية في واشنطن: «عليهم مساعدتنا في هذا الصدد. ليس لدينا جهاز مخابرات وطنية في الولايات المتحدة».لكن كيليج أقر أن العثور على أدلة ملموسة أكثر على التورط المباشر لغولن، الذي يعيش في منفى اختياري منذ عام 1999، لا يزال بعيد المنال.

وقال كيليج: «إذا كنت تطلب تعليمات مكتوبة من فتح الله غولن لأعضاء منظمة فتح الله غولن الإرهابية في الجيش ،فإن ذلك سيكون طلبا دون جدوى» مضيفا أن التخطيط جرى سرا.وأضاف كيليج أن الولايات المتحدة لم تعط أي إشارة بخصوص موعد ما ستفعله مع غولن، الذي ينفي تورطه في محاولة الانقلاب التي جرت في 15 جويلية 2016.

«التعاون الإسلامي» تجدد دعمها لانقرة
من جهتها جددت منظمة التعاون الإسلامي، امس السبت، «إدانتها القوية للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا العام الماضي، وأعلنت دعمها لكفاح تركيا حكومًة وشعبًا ضد منظمة «فتح الله غولن» الإرهابية». جاء ذلك في بيان صدر امس، تزامنًا مع حلول الذكرى الأولى لإحباط المحاولة الانقلابية التي اتهمت فيها عناصر من جماعة «فتح الله غولن» بتنفيذها من أجل السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقال يوسف العثيمين، أمين عام التعاون الإسلامي إن «المنظمة تتبنى القرار الذي اتخذه مجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته 43 في أكتوبر 2016، والذي أكدت فيه الدول الأعضاء على تضامنها الكامل مع تركيا حكومًة وشعبًا في كفاحهم ضد منظمة فتح الله غولن الإرهابية، باعتبارها منفذة محاولة الانقلاب». كما أعرب العثيمين، عن تمنياته لشعب تركيا وحكومتها، بمزيد من النجاح في التصدي للتحديات التي تواجه البلاد. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115