«داعش» ... ورقصة الموت الأخيرة

بدأ تنظيم داعش يتهاوى ويوشك على الإنهيار والسقوط، بسبب الهزائم التي يتلقاها من قبل الجيش السوري وحلفائه. يخوض الجيش معارك متسارعة الخطى على امتداد البادية السورية تهدف إلى توجيه داعش نحو

المعركة الأخيرة في دير الزور، ولا يبدو المشهد في الرقة بعيداً عن هذه الأجواء تحركات متتالية قام بها الجيش في مناطق التماس مع مناطق سيطرة داعش إذ وصل الى حقل الثورة بريف الرقة وسيطر خلال أيام قليلة على مساحات واسعة من الريف الواقع بين محافظتي الرقة و حماة، في هذا السياق يمكن القول أن تنظيم «داعش» وأخواته سقط مع زيادة الضغوط الميدانية عليه وفقدانه أراضيَ شاسعة في سوريا، وما يفعلوه الآن ما هو إلا «رقصة الموت» الأخيرة.

في تطور مهم للحرب السورية تقدم الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية من جنوب اتوستراد أثريا - الرصافة - الرقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي وسيطر على قرى صهاريج الوهاب وجب الأفادوس وجب مشرفة، كما وكان الجيش السوري والقوات الحليفة قد سيطروا على تلة دبارة الديبة بريف سلمية الشرقي في محافظة حماة بعد معارك مع التنظيم، وعلى خط مواز، وسع الجيش سيطرته بعد تحرير مثلث آراك والتلال المشرفةَ عليه من داعش في ريف حمص الشرقي، وتقدم في محيط جبال المستديرة، وحرر حقل الثورة ومحطة الضخ التابعة له ومنطقة مساكن الثورة، جنوب مدينة الطبقة بريف الرقة.

وفي الإتجاه الآخر تراقب أمريكا وحلفاؤها بحذر مشهد مقاتلي الجيش السوري وهم يسيطرون على بعض المناطق الإستراتيجية، ووصوله مع حلفائه الى الحدود العراقية شمال شرق التنف والسيطرة على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية، وتأتي اهمية هذه التطورات من كونها تشكل تحولاً إستراتيجياً في الحرب وقاعدة إنطلاق لتوسيع العمليات العسكرية في البادية وعلى امتداد الحدود مع العراق خاصة في ظل الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون ، فهناك خسائر فادحة لحقت بداعش وأخواته، وهو الأمر الذي دعا التنظيم للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي يتعرض له حالياً، ومن البادية السورية هناك إنهيار كلي للقوى المتطرفة وحلفاؤها فكل يوم جديد يرتسم شيء من الهزيمة والإنكسار. ويبدو أن الوهن الذي أصاب داعش يعود إلى قلّة عديده، خاصة أن القوات العراقية باتت على بعد أيام من تحرير مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيسى لتنظيم داعش، إذ تم تحرير 99% من هذه المدينة التي تعمل القوات العراقية على تحرير الجزء المتبقى من المدينة ودحر الدواعش، كما تمكن الجيش السوري من شق ممر لنقل أسلحة يحتاجها من إيران إلى سوريا عبر العراق في موقع يبعد 20 كيلومتراً عن معبر الحدود السورية العراقية التنف، إن فتح هذا الطريق يتيح تجاوز المصاعب لنقل الأسلحة والذخيرة من طهران.

وفي الوقت نفسه تحشد داعش والقوى المتطرفة الأخرى كل قوتها بشكل جدي من أجل إيقافه من تحرير مدينة الرقة، وقد يكون إعادة الإستيلاء على هذه المدينة كافياً لتشجيع العديد من مقاتلي التنظيم على وقف القتال والهروب من سوريا، هنا يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سوريا باتجاه إنهاء وجود تنظيم داعش في البلاد، بعد أن ظل يهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من سوريا، والمؤكد أن الإنتصار في معركة الرقة التي تعتبر معقل داعش، سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي ‘’داعش’’ من سوريا.

مجملاً... أوشكت سوريا أن تطوي صفحة تنظيم «داعش» وإرهابه، وأن بعض الرهان الآن عليه هو لعب في الوقت الضائع، ولم تعد تخبّطاته وسلوكياته لتجدي نفعاً، ولا لتحقق هدفاً، فصمود هذا التنظيم لن يستمر طويلاً، كما سقوطه لم يأخذ كثيرا من الوقت، بإختصار شديد....إن ‘’داعش’’ باتت ضعيفة ونهايتها ستكون قريبة جداً، وستثبت سوريا إنها مقبرة التنظيم وأخواته .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115