سوريا والمناورات الأمريكية الأردنية

اتسمت الساحة السورية في السنوات الأخيرة، بتسارع وتيرة الأحداث ميدانياً وعسكرياً لدرجة أصبح من الصعب للمراقب والمهتم بالشأن السياسي السوري متابعتها، وهذه هي سمات مراحل «التحول» التي تنتج أوضاعاً جديدة تختلف عما كانت عليه سابقاً، ونحن نعيش الآن هذه المرحلة بإمتياز

بعد أن تبدلت موازين القوى خلال الفترة الماضية خصوصاً على جبهات حلب وريفها ومناطق شرق دمشق والبادية، ودير الزور، التي تعد الان بحكم الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري ووهو ما يعد تحولاً هاماً في دفة الحرب ،والآن... بات مصير داعش وأخواتها محل تساؤل من جديد: هل دخل هذا التنظيم مرحلته الأخيرة في سوريا؟.

تتزايد المؤشرات على قرب نهاية القوى المتطرفة بكافة أشكالها أكثر من أي وقت مضى، مع الإجماع على قطع شريان إمداد هذه القوى بالأسلحة المهربة، هذا ما يمثل خطوة هامة في طريق القضاء على ‘’داعش’’ وخلافته في سوريا والمنطقة بأكملها.

في سياق متصل إن التوقعات التي خططت لها أمريكا وحلفاؤها جاءت في غير صالحهم، إذ سيطر الجيش السوري، وبدعم جوي روسي، على مساحات جديدة في شرق وشمال وجنوب مدينة تدمر، كان أهمها مناجم خنيفيس، بالإضافة لجبل الأبتر وعدد من التلال والجروف الجبلية الإستراتيجية المحيطة به والتي كانت أحد أهم مواقع ونقاط الإسناد الناري لتنظيم داعش، وفي وقت سابق، سيطر الجيش على جبل المستديرة وحقل جزل النفطي غرب تدمر، ومنطقة الوادي الأحمر وقصر الحلابات وهيئة تطوير الأغنام ومحطة كهرباء جنوب تدمر، فضلاً عن استعداد الجيش لعملية عسكرية باتجاه بلدة السخنة، بعد تقدمه في تلال القلمون الشرقي انطلاقاً من شمال شرق مطار السين، باتجاه عقدة طريق البادية التي تربط دمشق وتدمر وبغداد، من خلال السيطرة على مفترق الطرق والمواصلات الهامة وسط البادية، مما يتيح للجيش السوري وحلفائه التقدم شمالاً باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل داعش، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالاً، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوباً، فضلاً عن عزل داعش والقوى المتطرفة الأخرى عن أرياف حمص وحماة غرباً، والحدود العراقية شرقاً.

على خط مواز، إستطاع الجيش السوري وحلفاؤه بعد معارك طاحنة مع داعش من الوصول الى منطقة المقابر وباتجاه سرية الحرس الجمهوري على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور، كما انجز الجيش المرحلة الأولى من العملية التي تهدف الى تأمين الحدود السورية العراقية، وتقدم مسافة 45 كم مسيطر على منطقة السبع بيار «120كلم شمال شرق دمشق» وتلتي رجم الحمادة ورجم أبو قبر في ريف دمشق.

ويأتي ذلك بالتزامن مع التواجد الامريكي على الحدود الأردنية، اذ وصفت المناورة التي تجري حالياً عند الحدود الاردنية السورية بالـ’’مناورة مشبوهة’’، يراد منها التغطية على مشروع لإجتياح واحتلال أراض سوريا، تحت عناوين محاربة ‘’داعش’’، وأنها غطاء لتجميع قوات متنوعة من أمريكيين وغربيين وعرب في معسكر الزرقاء بالأردن،وفي هذا السياق تراقب إسرائيل نتائج المعارك الجارية بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة وهناك تقديرات يومية وجمع للمعلومات لما يجري في الميدان، تؤكد أن إمكانية حسم هذه المعارك لصالح النظام السوري كبيرة، خاصة مع تناقص قدرة العديد من الأطراف على تقديم الدعم لهذه المجموعات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115